مجمعات تجارية ترفض من يرتدي ملابس النوم و«الشورت».. مع تزايد زوارها صيفا 20%

هيئة الأمر بالمعروف لـ«الشرق الأوسط» : نناصح شباب «طيحني» ونستدعي أولياء أمورهم

TT

لا حصر لتقليعات الشباب في الصيف، إلا أن ارتداء «الشورت» القصير جدا ووضع الشعر المستعار، أو الظهور بملابس النوم في الأماكن العامة، جميعها أمور أدرجتها بعض المجمعات التجارية في قائمة سوداء، إذ تمنع أصحابها من الدخول وتأمر رجال الامن بطردهم من المجمع، بحجة الاستجابة لرغبة الزوار والحفاظ على الطابع الحضاري للمكان.

ويحصر المهندس فؤاد الفاخري، مدير عام مجمع الراشد التجاري بالخبر، لـ«الشرق الأوسط»، قائمة المحظورات، قائلا «نمنع الثياب غير اللائقة، كـ«الشورت» الذي فوق الركبة، أو لبس «الباروكة» المنتشر ببعض الأماكن، أو ثياب النوم، وتوجد تعليمات مباشرة لرجال الأمن بإخراج أصحابها من المجمع»، مؤكدا أن هذه السلوكيات «غير حضارية»، وأفاد بأن المجمع يأتيه زوار أجانب وبعض الخليجيين، مما يراه دافعا للمحافظة على المظهر العام، مقدرا زيادة الزوار خلال الإجازة الصيفية بنحو 20 في المائة مقارنة ببقية العام.

ويتفق معه محمد بلعبيد، مشرف «الشاطىء مول» التجاري بالدمام، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن المجمع يلزم زواره بالمظهر المحتشم، مؤكدا حظر مرتدي الملابس الشبيهة بالألبسة النسائية وأنواع الشعر الغريبة، وأشار لتفهم الكثيرين لهذا الإجراء، قائلا «المشاكل خفت مقارنة بالسابق، والناس صارت تتفهم»، وأكد على تزايد الزوار أثناء الصيف، مرجعا ذلك للأجواء الحارة والرطوبة التي وجهت فئة كبيرة من السعوديين للمجمعات التجارية، يضاف لذلك جاذبية المطاعم والأماكن الترفيهية داخلها والمهرجانات والمسابقات الصيفية.

وعن موقف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مرتدي الشعر المستعار وأصحاب التقليعات الحديثة، كقصة «الكدش» وبناطيل «طيحني» والألبسة القصيرة جدا خلال الصيف، قال الشيخ علي القرني، المتحدث الرسمي للهيئة بالمنطقة الشرقية، إن «عنوان الانسان ما بان منه»، وأضاف «الجميع يعلم أن بنطلون طيحني يتميز بسعة من الأعلى وعدم ارتداء حزام مع اظهار للملابس الداخلية، فحركة الشاب للأمام تظهر جزءا كبيرا من سرواله الداخلي وأحيانا عورته، وهذا كمثال للتقليعات التي تلقفوها من الشريحة المنبوذة في الغرب».

وأفاد القرني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» فضل إرساله على البريد الإلكتروني، بتحرك الهيئة لمواجهة بعض التقليعات الشبابية، قائلا «فرق الهيئة تناصح الشباب وتستدعي أولياء الأمور، وتأخذ عليهم التعهد، فإن لم يلتزم الشاب بترك هذه التصرفات فيوقف في الشرطة أو المباحث وترفع أوراقه لإمارة المنطقة»، وعن علة ذلك، يقول «الشباب هم ثروتنا وسندنا وبهم بعد الله نستمد قوتنا وحضورنا كمواطنين بين الأمم والثقافات المختلفة».

من جهتها، أوضحت الدكتورة لانا بنت حسن، أستاذ مساعد بقسم الدراسات الاجتماعية بجامعة الملك سعود بالرياض، أن كل مجتمع له حدود وأطر دينية وثقافية واجتماعية تحدد مستوى الحرية الشخصية لأفراده، قائلة «مجتمعنا السعودي بالتأكيد له ما يحميه من قواعد دينية وعادات وتقاليد اجتماعية لا تسمح بأن يتعدى الأشخاص عليها»، وأضافت «دخول الأسواق بملابس غير لائقة يعد مخالفا للثوابت الدينية وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا»، وعن التفسير الاجتماعي لهذه الظاهرة، تقول «يمكن إرجاعها إلى ضعف التنشئة والرقابة الاجتماعية من قِبل الأسرة».

وربطت الدكتورة لانا في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، بين هذه السلوكيات وأخطاء التنشئة الاجتماعية، التي من ضمنها: غياب القدوة الحسنة والإيجابية لدى الطفل والمراهق، عدم الحرص على زرع وتنمية الوازع الديني، الانفتاح الإعلامي السلبي، وغياب الحوار الأسري الإيجابي والمنفتح، وأردفت قائلة «لعلاج مثل تلك السلوكيات، فمن المهم البدء ببناء علاقات أسرية إيجابية يسودها الحب والتفهم لاحتياجات ومتطلبات المراحل العمرية المختلفة للأبناء، ويكون ذلك من خلال فتح قنوات حوار أسري إيجابي مبني على أسس سليمة تهدف إلى بناء شخصيات قوية وواعية ولديها مناعة ضد المتغيرات السلبية؛ داخل المجتمع وخارجه».

وفي سياق آخر، عاد فؤاد الفاخري ليؤكد أن وعي مرتادي الأسواق في تزايد، بقوله «قبل سنوات كان المتسوقون يعبثون بالمصاعد ويرمون السجائر على الأرض»، مؤكدا أنهم أصبحوا اليوم يعملون حسابا للمكان ويعتنون بمظهرهم العام ويحرصون على السلامة والنظافة، وبسؤاله عن ضياع الأطفال ومتوسط حالات فقدهم من ذويهم المسجلة داخل المجمع نتيجة الاهمال أو الازدحام داخل المجمعات أثناء الإجازء الصيفية، أكد أنها حالات نادرة ولا تدوم لأكثر من دقائق معدودة؛ لحين الإعلان عن الطفل المفقود وتسليمه لذويه.

وبينما يبدو سماع اعلانات الأطفال المفقودين داخل المجمعات التجارية ملحوظا في الاجازات، قدر الفاخري حالات ضياع الأطفال بواحدة إلى اثنين خلال الأسبوع، قائلا «لدينا نظام كاميرات للتغطية الكاملة، تعمل على مدار 24 ساعة، وغرفة مراقبة فيها رجال امن، بالإضافة لرجال أمن منتشرين بالمجمع»، وأضاف «عندما يلاحظ رجل الأمن طفلا ضائعا يتصل عبر جهاز فيه (وايرليس) بغرفة المراقبة، ويبلغهم، ويعطيهم اسمه ويعلن عن العائلة للتوجه لمركز الاستعلامات، أو العكس، تتوجه العائلة لرجل الامن ويبلغونهم عن مواصفاته ولبسه».

يأتي ذلك في حين أعلنت فرق الأمن والسلامة في أمانة المنطقة الشرقية هذا الأسبوع عن إعادة أكثر من 475 طفلا وطفلة من التائهين لذويهم خلال الشهر الماضي، مع التأكيد على استمرار تصاعد هذه الظاهرة مع انشغال الأسرة في التنزه، خاصة أثناء الإجازة الصيفية، الأمر الذي ينسجم مع حديث الدكتورة لانا عن دور الأسرة في الحفاظ على الأطفال والمراهقين سواء من الفقد أو من الاستجابة للتقليعات التي تشهد انتعاشا وتنافسا بين المراهقين داخل المجمعات التجارية.