الميزانيات والتأشيرات تحول دون مشاركة 4 دول عربية في أولمبياد الكيمياء

جمعية الكيمياء: تأخروا في إرسال أسماء المتسابقين رغم أننا طلبنا منهم ذلك قبل 3 أشهر

TT

كان من المفترض أن تشارك نحو 16 دولة عربية في أولمبياد الكيمياء الخامس الذي اختتم أعماله أول من أمس في جدة، غير أن المسابقة شهدت تغّيب كل من سورية والعراق والمغرب وليبيا، وذلك بسبب ظروف كل دولة منها بحسب ما ذكره الدكتور أحمد الغامدي، رئيس جمعية الكيمياء السعودية. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن هناك دولا تأخرت في إرسال أسماء المتسابقين رغم أننا طلبنا منهم التحضير للأولمبياد في الاجتماع التحضيري الذي انعقد في تونس قبل نحو ثلاثة أشهر، إذ كان من المقرر أن ترفع الدول العربية طلب التأشيرات والجوازات وأسماء الطلاب قبل شهرين من بداية الفعالية.

وأوضح أنه لم يكن هناك الوقت الكافي لإصدار تأشيرات الوفد العراقي الذي أرسل أسماء المشاركين قبل أسبوعين من موعد الحدث، إلى جانب الظروف الخاصة التي حالت من دون وجود كل من سورية والمغرب، والمتضمنة تأخير اعتماد ميزانية المشاركة في الاولمبياد وإصدار التذاكر والتحاق عدد من طلابهم بالجامعات.

وكانت وزارة التربية والتعليم ممثلة في تعليم محافظة جدة، أعلنت مساء أول من أمس نتائج أولمبياد الكيمياء ضمن ختام فعاليات المسابقة التي انطلقت منذ يوم الأحد الماضي بالتعاون مع الجمعية الكيميائية السعودية واتحاد الكيميائيين العرب وشارك بها أكثر من 64 طالباً وطالبة من مختلف الدول العربية.

وعلى الرغم من انتقاد رؤساء الوفود خلال كلمتهم التي ألقاها رئيس الوفد السوداني، لتأخر إرسال الدعوات إلى الدول العربية، دافع رئيس جمعية الكيمياء السعودية عن موقف بلاده بقوله «كان معروفا أن السعودية ستستضيف الاولمبياد منذ العام الماضي لا سيما انه تم توجيه الدعوة إلى الدول التي شاركت في المسابقة عام 2008 في الأردن، والبدء بالتجهيزات من ذلك الحين».

وأكد أن الجمعية بعثت الخطابات الرسمية إلى العديد من الجهات في الدول العربية منذ خمسة أشهر إضافة إلى إرسال بطاقات خاصة إلى كافة وزراء التربية والتعليم العرب. وشملت النتيجة النهائية التي شهدت تفوقا واضحا من قبل الطالبات على الطلاب نحو 25 فائزا من بين 38 مشاركا كانوا قد تأهلوا إلى المرحلة النهائية، إذ حصدت ثلاث طالبات الميدالية الذهبية من بينهن طالبتان سعوديات وأخرى إماراتية.

فيما حقق طالب من الجمهورية اليمنية الميدالية الذهبية الوحيدة من بين الطلاب المشاركين، إضافة إلى نحو 10 مشاركين ومشاركات فازوا بالميدالية الفضية، كما تم تتويج نحو 11 طالبا وطالبة ليحصلوا على الميدالية البرونزية.

كما احتلت السعودية المركز الأول في الترتيب العام للمسابقة، وفقا لمتوسط درجات الطلاب والطالبات، وجاءت الإمارات العربية المتحدة ثانيا ثم جمهورية مصر العربية ثالثا.

من جهتها أرجعت نجاح الأختر، مديرة إدارة نشاط الطالبات في تعليم البنات بجدة سبب تفوق الطالبات على الطلاب إلى الخلل في اختيار الطلاب الذين ما زالوا يدرسون في الصف الثاني الثانوي، بينما كان من المفترض مشاركة طلاب الصف الثالث الثانوي. وقالت لـ«الشرق الأوسط» تم الاعتماد على الطلاب الذين شاركوا في مسابقات عالمية والذين يمتلكون قدرات عقلية عالية، غير أنهم لم يدرسوا بعد مفردات المنهج بالكامل، الأمر الذي جعلهم يحصلون على مراكز متأخرة تتمثل في الميداليات الفضية والبرونزية، لافتة إلى أنه لم يتم الاعتماد كليا على ما تم دراسته في المدارس، وإنما شاركت دكتورات في الجامعة بتدريب وإعداد المشاركات.

وطالب عبد الله الثقفي، مدير عام التربية والتعليم للبنين بجدة، بضرورة ثبات وتقارب المستويات التعليمية بين الطلاب والطالبات في المسابقات الأخرى، لا سيما أن الطلاب المشاركين كانوا بالصف الثاني الثانوي، بينما اختصت غالبية اختبارات المنافسة وتطبيقات المسابقة بالصف الثالث الثانوي.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن المسؤول عن اختيار الطلاب هي لجان مشكّلة تابعة للنشاط العلمي في وزارة التربية والتعليم، غير أنه لا بد من وجود تدريبات أوسع وأكبر للطلاب المشاركين في المسابقات القادمة.

وحول إمكانية تنظيم أولمبياد لجميع التخصصات العلمية، لفت الثقفي إلى ضرورة انعقاد مسابقات محلية أو عربية أو عالمية تشمل التخصصات الأخرى، خاصة أن حماس المشاركين من الطلاب يسهم في التعارف بينهم وتبادل الخبرات لصنع علماء ومتخصصين يشاركون في زيادة نمو الدول.

يشار إلى أن اولمبياد الكيمياء العربي الخامس بمراحله الأربع، الذي انعقد في مدينة جدة، كان قد انطلق منذ عام 2002 في مصر التي استضافته في دورته الثانية عام 2004، فيما انعقد الثالث منه بالكويت عام 2006، إلى جانب انعقاده العام الماضي في الأردن.