السعودية تستعد لموجة جديدة من إنفلونزا الخنازير بعد تسجيل 2000 حالة

عودة السياح من الخارج تثير المخاوف من رفع حالات الإصابة

استعدادات رسمية مكثفة للموجة الثانية من إنفلونزا الخنازير («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت السعودية أمس أن عدد الإصابات بمرض أنفلونزا الخنازير ارتفع إلى 2000 حالة توفي منها 14 حالة فقط بينما شفي منها 95 في المائة. أمام ذلك، أكد الدكتور خالد مرغلاني المتحدث الرسمي بوزارة الصحة أن وزارته تستعد لمواجهة موجة جديدة من الانتشار الفيروسي لمرض انفلونزا الخنازير حيث تشير التوقعات إلى أنها تأتي متزامنة مع التغيرات المناخية في نهاية فصل الصيف. يأتي ذلك في ظل تحديات جديدة تواجهها الحملة الوطنية لمكافحة انفلونزا الخنازير تتمثل في انتهاء موسم السياحة الخارجية لدى السياح السعوديين وعودتهم لقضاء شهر رمضان داخل البلاد إضافة إلى موسم العمرة خلال الشهر الفضيل. وقال المرغلاني في حديث لـ(لشرق الأوسط) إن السعودية كغيرها من دول العالم ستشهد موجة جديدة من انتشار مرض انفلونزا الخنازير سترفع من حدة انتشاره وذلك بسبب التغيرات المناخية المتوقع حدوثها بنهاية فصل الصيف ودخول فصل الخريف وتشمل هذه التغيرات حسب تأكيدات خبراء في مجال الأرصاد الجوية انخفاضا في درجات الحرارة وتغيرا في مستويات الرطوبة. وأضاف المرغلاني أن وزارة الصحة استعدت لهذه الموجة بتطبيق اشتراطات جديدة في مجال الترصد الوبائي وإجراءات الكشف عن المصابين وتتبع الحالات المصابة وذلك في سلسلة إجراءات تطبقها الحملة الوطنية لمكافحة انفلونزا الخنازير. وشدد المرغلاني على أن وزارة الصحة ملتزمة بتطبيق اشتراطات منظمة الصحة العالمية المعمول بها في أميركا وأوروبا وخصوصا تلك المتعلقة بالترصد الوبائي للحالات المصابة من أجل الكشف عنها وعلاجها، إضافة إلى العمل على توعية المواطنين على أساليب تجنب الإصابة من هذا الوباء وكيفية التصرف في حالة اكتشاف أعراضه. وبحسب الخبير في مجال الأرصاد الجوية الدكتورعلي الشكري فإن التغيرات المناخية المصاحبة لنهاية فصل الصيف ستبدأ مع دخول النصف الثاني من شهر رمضان المقبل حيث ستنخفض درجات الحرارة في المناطق الساحلية والداخلية من المملكة مع تغير في حركة الرياح واحتمال هطول أمطار مشيرا إلى أن نهاية فصل الصيف ستكون في تاريخ 23 من شهر سبتمبر المقبل. وبحسب مصادر طبية فإن التغيرات المناخية التي تحدث عادة مع تبدل فصول السنة تعزز من فرص انتشار الأمراض الفيروسية والتي يعد انفلونزا الخنازير أحدها، غير أن هذه المصادر تعتبر أن تأثير دخول فصل الخريف في انتشار هذه الأمراض يظل محدودا إذا ما تم مقارنته بذات التأثير الذي يحدثه دخول فصل الشتاء. إلى ذلك يمثل انتهاء موسم السياحة الخارجية وعودة معظم السياح السعوديين لقضاء شهر رمضان في داخل البلاد تحديا آخر أمام الحملة الوطنية لمكافحة انفلونزا الخنازير يتمثل في مخاوف جديدة من إمكانية أن يسهم تنقل هؤلاء المسافرين وهم يشدون حقائب العودة في حمل المزيد من الإصابات كما حدث في حالات مماثلة في بدايات انتشار المرض. وبحسب إحصائيات حصلت عليها الشرق الأوسط من مكاتب عدة للسفر والسياحة فإن حلول شهر رمضان يعتبر نهاية لموسم السياحة الخارجية لدى غالبية السياح السعوديين حيث وصلت نسبة حجوزات العودة في بعض شركات السفر والسياحة خلال هذا الأسبوع إلى 96 في المائة. إلا أن المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور خالد المرغلاني عاد ليؤكد أن احتياطات وزارته وتطبيقها لاشتراطات منظمة الصحة العالمية في ما يتعلق بالمطارات والمنافذ سيضمن نجاحها في الكشف عن حالات الإصابة وسرعة التعامل معها لافتا إلى أن الوزارة تعتمد في خطتها عمليات الترصد الوبائي لمتابعة حالات الإصابة بشكل رئيسي في حين يعتبر أن الكاميرات الحرارية المستخدمة في الكشف عن المصابين بالمطارات ذات إمكانيات محدودة في هذا المجال ولا تعبتر حلا فعالا يمكن الاعتماد عليه بشكل كامل. وعلى صعيد آخر تؤكد وزارة الصحة على لسان المرغلاني أنها استعدت لموسم العمرة في شهر رمضان بتعميم اشتراطاتها الصحية في مجال مكافحة المرض على كافة الدول والتي تشمل التوصية بعدم اصطحاب الأطفال وكبار السن حيث تزداد احتمالية تأثرهم بالمرض أكثر من غيرهم إضافة إلى تطبيقها لجملة من المعايير والاشتراطات فيما يخص مكافحة انتشار المرض في الأماكن المزدحمة. ويشدد المرغلاني على أنه وبالرغم من تسجيل حالات وفاة بسبب انفلونزا الخنازير في السعودية إلا أن هذه الحالات تظل ضمن المعدل العالمي والطبيعي وأن معظم حالات الإصابة تتعافى مباشرة ومن دون طلب للرعاية الصحية معتبرا أن انفلونزا الخنازير تظل نوعا عاديا من الانفلونزا وذات تأثير محدود ولا تتجاوز خطورتها الانفلونزا العادية. إلى ذلك، يفتتح وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور زياد بن أحمد ميمش صباح اليوم في الرياض ورشة عمل عن المستجدات الطبية عن مرض انفلونزا الخنازير تنظمها المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض بالتعاون مع اللجنة الطبية بالغرفة التجارية بالرياض لمناقشة المستجدات في وبائية المرض والتحديات وإجراءات مكافحة العدوى في المنشآت الصحية وذلك بمقر الغرفة بالرياض.

ويشارك في ورشة العمل الاطباء الوقائيون بالقطاعات الصحية داخل مدينة الرياض ورؤساء أقسام الطوارىء ومكافحة العدوى بالمستشفيات الحكومية والخاصة بالرياض. وتهدف الورشة إلى التعريف بالوضع الراهن ووبائية المرض وشرح إجراءات الترصد الوبائي وشرح نماذج الإبلاغ والتنسيق والتواصل مع المختصين بالمستشفيات التشخيصية للأنفلونزا. أما الجلسة الثانية من ورشة العمل التي يترأسها مدير عام الإدارة العامة للأمراض المعدية بوزارة الصحة الدكتور رأفت الحكيم فتستعرض إجراءات مكافحة العدوى في المنشآت الصحية ضد مرض الأنفلونزا للدكتورة حنان البلغي من المكتب الإقليمي للشرق الأوسط منظمة الصحة العالمية في حين يناقش الدكتور عبد الله الحقيل من مستشفى الملك فيصل التخصصي استراتيجيات العلاج لمرض الأنفلونزا. وتتواصل جلسات الورشة بعقد الجلسة الثالثة برئاسة المدير الطبي بمستشفى المركز التخصصي الطبي الدكتور أسامة الخطيب حيث يستعرض الدكتور سامي الحجار من مستشفى الملك فيصل التخصصي ورقة عمل بعنوان الأنفلونزا في الأطفال.