تقليل المخاوف من انتشار إنفلونزا الخنازير عبر مشاريع إفطار الصائمين

فريق أميركي يشارك في تطبيق نظام إلكتروني لاستقصاء الأمراض الوبائية خلال موسمي الحج والعمرة

TT

قلل مسؤول صحي رفيع في السعودية من خطورة انتشار إنفلونزا الخنازير في أماكن التجمعات، التي تفرضها مشاريع إفطار الصائمين، التي تعد من المشاهد الاجتماعية الملازمة لشهر رمضان المبارك من كل عام في معظم مدن السعودية، حيث تقع في أماكن مفتوحة، وتوفر نسب تهوية عالية. وأكد الدكتور زياد ميمش، وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي، لـ«الشرق الأوسط»، أن وزارته تطبق إجراءات واحترازات بمعايير دولية تتبع توصيات وروئ منظمة الصحة العالمية، وأن ذلك لا يتعارض مع أي من تلك الإجراءات.

وأوضح ميمش، أن وزارته ستعقد خلال الفترة المقبلة ورش عمل ولقاءات حول مستجدات مرض الإنفلونزا؛ بغرض التثقيف وتفعيل برامج مكافحة المرض.

وشدد وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي، عقب ورشة عمل عقدت أمس في العاصمة السعودية الرياض، عن المستجدات العلمية عن مرض الإنفلونزا، على الحرص على النظافة في أماكن التجمعات، التي منها مشاريع إفطار الصائمين، لافتا إلى أهمية تضافر جهود الجهات الصحية وغير الصحية في البلاد لمكافحة هذا المرض.

وكشف ميمش عن استخدام لقاح للفيروس بعد شهر رمضان، مبينا أنه لا يزال في طور التصنيع، ومن ثم ستبدأ عملية دراسة ميكانيكية تستغرق نحو 30 يوما، مشيرا في ذات الوقت إلى أن السعودية تعد من أوائل الدول التي حجزت هذا اللقاح.

وقال الدكتور ميمش، إن وكالة الوزارة للطب الوقائي تعمل على توفير أحدث المعلومات لجميع الجهات الحكومية وإصدار التعاميم، التي من شأنها توحيد الاستراتيجيات والسياسات والإجراءات المتبعة لمكافحة هذا المرض، من حيث المراقبة الوبائية، والتشخيص المبكر ومكافحة العدوى في المنشآت الصحية، إضافة إلى العلاج والمتابعة وتحديد الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات المرض.

وزاد الدكتور زياد، أن وزارته تقوم بتوحيد الإجراءات المتبعة لكافة الفئات والمتابعة اليومية للمتغيرات الصحية عالميا ووطنيا، من خلال الخبرات التخصصية المتعددة لأعضاء اللجنة العلمية للأمراض المعدية، بالإضافة إلى التعاون الوثيق بين جميع الجهات الوطنية، وأن أكثر من 90 في المائة من المرضى ليسوا بحاجة إلى رعاية خاصة، وإنما يحتاجون إلى أدوية فقط، ولا يجرى فحص روتيني للمريض إلا إذا كان في حالة خطرة.

وأوضح أن الهدف من الورشة، التي عقدت أمس، هو الحد من انتشار المرض في البلاد وتقليل المراضة والمضاعفات، والاضطراب الاجتماعي الناشئ عنه، مع الأخذ في الاعتبار موسمي الحج والعمرة.

من جانبه، قال الدكتور محمد الفايز، مدير عام الشؤون الصحية في منطقة الرياض بالنيابة، إن إنفلونزا الخنازير مرض سريع الانتشار، حيث إنه ينتشر في ستة أسابيع، مقابل ما تنشره الإنفلونزا الموسمية في 6 شهور، إلا أن إصابته تتراوح ما بين خفيفة إلى متوسطة الشدة، فنحو 90 في المائة، من الحالات المصابة لا تحتاج إلى علاج.

وفي سياق آخر، باشر فريق من مركز مراقبة الأمراض في أتلانتا الأميركية (سي دي سي CDC)، بدعوة من وزارة الصحة السعودية، العمل بالتعاون مع الوزارة في تقديم الاستشارات، والبدء في الخطوات الأولية لتطبيق نظام إلكتروني متطور لاستقصاء مرض إنفلونزا الخنازير، وغيره من الأمراض الموضوعة تحت الاستقصاء الوبائي في الحج والعمرة، حيث سيعمل الفريق مع الوزارة أثناء موسمي الحج والعمرة. أمام ذلك، أكد الدكتور خالد مرغلاني، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، أن بلاده تعتبر أول دولة في الشرق الأوسط والثالثة على مستوى العالم، التي تقوم بتطبيق هذا النظام، حيث يحقق فائدة كبيرة في إيصال المعلومات الوبائية بسرعة عالية ودقة متناهية لأصحاب القرار. من جهته، أوضح الدكتور تاديس وهيب، عضو الفريق الأميركي، مدير برنامج المعلومات الصحية العالمية في المركز الوطني لمعلومات الصحة العامة في مركز مراقبة الأمراض بأتلانتا، أن الفريق سيتابع التوصية الخاصة بجزئية نظام الاستقصاء الوبائي لإنفلونزا الخنازير، التي وردت في توصيات ورشة عمل عقدت في جدة، ونظمتها وزارة الصحة أخيرا، وتبناها وزراء الصحة العرب ودول شرق المتوسط في اجتماعهم الأخير بالقاهرة.

وزاد وهيب، أن الزيارة تهدف للقيام باختبار النظام، الذي اقترح للاستخدام خلال حج هذا العام؛ تنفيذا لتلك التوصية، وهو نظام استقصاء إلكتروني بالأجهزة المتنقلة للأمراض المعدية مثل مرض إنفلونزا الخنازير وغيره، حيث يمكنه التقاط المعلومات وإيصالها في الوقت المناسب، ويمكن استخدامه أيضا لرصد الأمراض غير المعدية أيضا، مما يساعد على فهم الوضع الصحي للحجاج، وتحديد نسبة تفشي ذلك المرض والمخاطر المرتبطة به، ويتيح بالتالي اتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب.