الكاميرا تختزل معاناة المعاقين في مسابقة «حياة معاق»

مشرفو المسابقة: اخترنا الصورة لأنها الأسرع وصولا

الصورة الفائزة بالمركز الأول في مسابقة العام الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

يبدو أن الكلمات والمقالات لم تعد كافية للتعبير عنهم لذا اختاروا أن تصل رسائلهم عبر الكاميرا والضوء متخطين بذلك حاجز اللغة الذي قد يفصل بينهم وبين الفئات الأخرى من المجتمع. أولئك هم فئة المعاقين الذين اختارت جمعيتهم بالأحساء بالتعاون مع جماعة التصوير الضوئي إطلاق مسابقة للتصوير الفوتوغرافي تحت عنوان «حياة معاق» تستهدف التعبير عن فئة المعاقين عبر عدسات هواة ومحترفي التصوير ليتم عرضها في معرض ختامي يقام نهاية العام الجاري. المسابقة التي تقام هذا العام في نسختها الثانية تتلخص فكرتها في فتح المجال أمام المهتمين بفن التصوير ليطلقوا لعدساتهم عنان الإبداع في تصوير مشاهد من حياة المعاقين تعبر عن طموحاتهم وإنجازاتهم والمصاعب التي يتعرضون لها في حياتهم اليومية والدور الذي ينتظرونه من المجتمع المحيط بهم. ويستهدف القائمون على المسابقة إقامة معرض ختامي يضم أعمال المشاركين، للمشاركة به في معارض التصوير الفوتوغرافي المحلية والدولية. ويقول عبد اللطيف الجعفري مدير عام جمعية المعاقين بالأحساء: نحن نتطلع إلى رفع الوعي الاجتماعي بقضايا الإعاقة والوصول إلى مجتمع يسير نحو المثالية في التعامل معها وحين قمنا بتنفيذ مسابقة «حياة معاق» للمرة الأولى استطعنا من خلال التفاعل الكبير والأصداء الجيدة تحقيق شيء من ذلك، وفي هذا العام نتطلع أن تسهم مشاركات المصورين في تسليط الضوء على المعاقين وحين اخترنا كلمة « حياة معاق» كشعار للمسابقة فنحن نرمي إلى اندماج ذوي الإعاقة وانخراطهم في كافة مناشط وفعاليات المجتمع . وتتيح المسابقة لهواة ومحترفي التصوير المشاركة بأي عمل يصور مشهدا من حياة المعاقين في السعودية بقالب يلائم عادات وتقاليد المجتمع وبجوائز تبلغ سبعة آلاف ريال سعودي توزع على ثلاثة مشاركين وقد حددت لجنة المسابقة نهاية أكتوبر القادم كموعد أخير لتلقي أعمال المشاركين.

من جانبه يقول علي الأحمد المشرف على جماعة التصوير الضوئي بالأحساء لقد اخترنا الصورة للتعبير عن المعاقين لأنها الفكرة الأسرع وصولا إلى ذهن المتلقي فهي لا تحتاج إلى ترجمة وتستطيع التقاط مشاهد من حياة المعاقين لا تصل إليها أقلام الكتاب في أحيان كثيرة ونستطيع من خلال الكاميرا مد جسور تواصل بين المعاقين وبين كافة فئات المجتمع من خلال عرض الأعمال المشاركة في الأسواق والمجمعات التجارية وفي المهرجانات الصيفية. ويضيف الأحمد قائلا في النسخة السابقة شهدنا تفاعلا قويا من قبل المصورين مع فكرة المسابقة رغم أن مستوى التنظيم كان محدودا وكانت مفاجأة المسابقة حين اكتشفنا أن الحاصل على المركز الأول يعاني والده من الإعاقة وقد استلهم فكرة العمل من معاناة والده. ويرى الأحمد أن هدف المسابقة لا يقتصر على التصوير الإنساني لمعاناة المعاقين بل يتعداه إلى التصوير الشامل لكافة مناحي حياتهم الاجتماعية.