«الكارت الأحمر» طريقة مبتكرة في مهرجان عنيزة للتمور.. لمكافحة الغش

استطاع العام الماضي كشف 3 حالات.. و160 ألف عبوة في السوق منذ بدايته

تشتهر القصيم بأنها منطقة زراعية بفضل وفرة المياه فيها وخصوبة الأرض وهذا ساعد على إقامة المهرجانات المرتبطة بالزراعة ومنها مهرجان عنيزة للتمور (تصوير: خالد الخميس)
TT

من أهم ما يميز مهرجان التمور الخامس الدولي بعنيزة، الذي افتتح مساء السبت الماضي، التشديد على تنفيذ مهمة «الكارت الأحمر»، والعهد بها إلى لجنة الساحة، حيث تم التأكيد على رئيس وأعضاء اللجنة بضرورة التعاون مع دلالي السوق ووحدة الأمن بالسوق لتركيز الجولات التفتيشية على كافة التمور المعروضة ورصد الكميات المغشوشة وتنفيذ نظام الكارت الأحمر بكل صرامة دون أي استثناءات.

هذا ويقصد بنظام الكارت الأحمر، «مصادرة التمور المغشوشة في ساحة عامة يوضع فوقها كرت أحمر ويشهر باسم صاحب التمور ويمنع من مزاولة البيع مرة أخرى في مهرجان عنيزة للتمور».

وبدأ العمل بنظام الكارت الأحمر منذ مهرجان عنيزة الرابع للتمور العام الماضي وحقق نتائج إيجابية وتم انحسار الغش بشكل كبير، ولم يرصد طوال موسم العام الماضي سوى ثلاث حالات غش فقط.

من ضمن الفعاليات المصاحبة لمهرجان التمور الخامس الدولي بعنيزة أقيمت دورة (الضامدون الجدد) وذلك بدعم صندوق الموارد البشرية.

وهي تعد الدورة الأولى من نوعها، وتمتد لمدة ثلاثة أشهر ويحظى خريجوها بشهادة معتمدة، حيث تم الاعلان عن هذه الدورة نظرا لرغبة السوق في احتواء الأيدي السعودية الشابة لإنتاج التمور المضمودة تحت مظلة إحياء هذه المهنة ولمكانة التمور اقتصاديا بمنطقة القصيم ومحافظة عنيزة على وجه الخصوص.

وكان المشرف على المتدربين في الفترة الصباحية سليمان بن عبد الله المعدي قد أشاد بهذا العمل وهذه الفكرة. وذكر لـ «الشرق الأوسط» مدى سعادته بهذا المشروع رغم أنه قد خالجه بعض شك في تحقيق النجاح المنشود. وأضاف أن سروره تفاقم بتجاوب المتدربين الشباب وعددهم 40 متدربا وسرعة تقبلهم وحماسهم وأشواقهم لرؤية باكورة الانتاج تخرج من تحت أيديهم. وذكر المعدي أن وجود هؤلاء المتدربين يعتبر مصدر فخر للمنطقة، خاصة أنهم من أبناء عنيزة وإدراكهم بأن هذه المهنة كانت أهم مهنة غذائية قبل أكثر من خمسين عاما مضت، وها هي الآن تعود للشباب وبتقنية جديدة ومحدثة ومتطورة وفق الإمكانيات الحديثة. وأضاف أن هناك تحفيزا ماليا أسبوعيا لمن يحصل على التقييم الأسبوعي الكامل، بالإضافة إلى المكافأة الشهرية وقدرها 1500 ريال. وفي لقاء «الشرق الأوسط» بالمدرب أحمد وسط مجموعة من المتدربين ذكر أن من أبرز الصعاب التي واجهته مع المتدربين مرحلة تنقية التمر، وتكمن أهمية هذه المرحلة في أنها تقف عليها معيارية الجودة.

وقال مزهوا إنه لم يتوقع أن يأتي يوم يدرب فيه شبابا في العشرينات من أعمارهم على هذه المهنة وهي ضمد التمور، خاصة مع وجود الحماس والجدية والتوق إلى كسب مهارات المهنة التي ستؤهلهم مع تكثيف العمل والتطبيق إلى امتهان هذه المهنة كتجار أو عاملين في شركات انتاج وصناعة التمور.

وعن مراحل الضمد أجاب عن سؤال «الشرق الأوسط» بأن التمر يمر بمراحل عديدة أولها: انتقاء التمور الصالحة للضمد والاختيار الجيد وكيفية تجهيز مستودع الضمد، ثم استقبال التمور. يأتي بعدها تخزين التمور، ثم تنقيتها ونشر التمر الرطب حتى يجف ومن ثم تعبئته وربط الأكياس ثم نشر الكيس ثم رصه بآليات مخصصة والكشف على جاهزية التمور حتى تصل العملية إلى كيفية رص الأكياس داخل البراد والمرحلة الأخيرة كيفية معرفة «جروشة التمر» داخل الكيس. وعند التقاء «الشرق الأوسط» بالمتدرب محمد العبد الله الفايز أعرب عن سعادته بدخوله الدورة وتسجيله عن طريق مركز اكتفاء التابع لجمعية البر بعنيزة وهو مركز معني بتوظيف الشباب. وأضاف انه يسعى للحصول على وظيفة بأحد المصانع المنتجة للتمور ومشتقاته بعد تخرجه من هذه الدورة.

أما المتدرب مارق بن زياد العتيبي فذكر بأنه بادر بالتسجيل والانضمام للدورة بعد رؤيته للإعلان في ساحة سوق الخضار، منوها إلى أنه كانت لديه خلفية بسيطة عن الضمد إلا أن أمنيته تحققت بمزاولة التخصص حتى يتمكن من امتهان التجارة بعد تخرجه. أما المتدرب محمد مرزوق الرشيدي فقد أشاد بالمهنية التي ينتهجها مركز التدريب داعما إياهم بالشرح النظري والتطبيق والشهادات المعتمدة.

هذا المهرجان يعد الأكبر من نوعه في السعودية والمنطقة، حيث تنتشر زراعة التمور وتتعدد أنواعها ومذاقاتها، فهناك أكثر من ثلاثين نوعا من التمر تزرع في منطقة القصيم وحدها، حيث تتنافس مدينتا عنيزة وبريدة في تنظيم المهرجانات وحشد كل أسباب النجاح لها. وينتظر أهالي القصيم أن يبلغ المهرجان ذروته كما يحدث عادة في ليلة التاسع من رمضان التي تسمى ليلة التمور وتحظى هذه الليلة بحضور رسمي وشعبي كبير.

إلى ذلك، أعلنت لجنة الإحصاء في مهرجان عنيزة الدولي الخامس للتمور، أن كميات التمور الواردة إلى ساحة المهرجان قد بلغت حتى أول من أمس،160 ألف عبوة منها 135 ألف عبوة من النوع السكري. و125 ألف عبوة من النوعيات المختلفة، وقد بدأ اعتبارا من ذلك الوقت تطبيق المرحلة الثانية من خطة التسويق في المهرجان.