لأول مرة.. جامعة الملك فيصل تدرب السعوديات على التميز في العمل الأمني

مسؤولة البرنامج: رغبة النساء بالعمل كـ«موظفات أمن» زادت.. لكن الزي الجامد ينفر بعضهن

جامعة الملك فيصل تسعى لدعم مجالات العمل الجديدة للمرأة في ظل ارتفاع البطالة بين السعوديات لنحو 27 في المائة («الشرق الأوسط»)
TT

تجاوزت السعوديات أخيرا فكرة العمل كموظفة أمن أو مشرفة أمن وسلامة، للبحث عن التميز والحرص على الأداء عالي الجودة في هذا المجال. حيث احتفت جامعة الملك فيصل بالدمام مساء أمس الأول بتخريج طالبات الدفعة الأولى في دورة «فتاة الأمن المتميزة»، التي ضمت 12 سعودية، معظمهن من خريجات الثانوية العامة، وذلك ضمن حفل اختتام البرنامج الصيفي الأول الذي أقامته الجامعة على مدى الأسابيع الخمسة الماضية.

وكانت جامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية بالرياض قد بدأت منذ عام 2004 بتقديم دورات تدريبية للراغبات بالعمل كموظفات أمن، إلا أن دورة جامعة الملك فيصل انفردت بتركيزها على مفهوم «التميز» في العمل الأمني، وهو ما يأتي للمرة الأولى، فيما أرجعت سعاد القحطاني، منسقة وحدة التدريب والتطوير بالجامعة، لـ«الشرق الأوسط»، ذلك للرغبة بالرفع من جودة العمل الأمني النسائي لأعلى مستوى، وليس كمجرد مهنة لا تتطلب أي اشتراطات. مشيرة للنظرة الدونية التي تصدم العاملات بهذا المجال، وهو ما أكدت سعي الجامعة لمواجهته.

من جهتها، أوضحت الدكتورة الجوهرة بوبشيت، وكيلة كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع بجامعة الملك فيصل والمستشارة غير المتفرغة بمجلس الشورى، لـ«الشرق الأوسط»، أن الدورة حظيت بإقبال شديد فاق التوقعات، قائلة «لم نكن قادرات على تغطية كامل العدد، لذلك نعد بتقديم هذه الدورة في الفصل الدراسي المقبل». وعن دوافع ذلك، أفادت بوجود حاجة ماسة للكوادر النسائية المدربة على مستوى عال في المجال الأمني، وفق أسس وقواعد يجب أن تتعلمها كل موظفة أمن، وهو ما سيدفع الجامعة لإعادة الدورة أكثر من مرة.

ورغم تزايد إقبال السعوديات على العمل كموظفات أمن في الأسواق وصالات الأفراح والجامعات، إلا أن الكثير منهن ما زلن يشتكين من نقص الحوافز والبدلات وتدني الأجور المقدمة لهن. وبسؤال بوبشيت عن أثر ذلك في جذب السعوديات لهذا المجال، رأت أن وضع موظفة الأمن يختلف باختلاف الجهة التي تلتحق بها؛ ولا يمكن تعميمه. مشيرة إلى أن الدورة التدريبية التي قدمتها الجامعة هدفت بشكل أساسي للرفع من مستوى موظفاتها، وتم إشراك الراغبات في العمل الأمني من خارج الجامعة من باب اهتمام الجامعة بخدمة المجتمع.

وأوضحت منسقة وحدة التدريب والتطوير أن الدورة تضمنت أربعة أقسام، هي: الإسعاف الأولي، وأنواع الحريق، والتفتيش الشخصي بالعين المجردة، إلى جانب معرفة مخارج وهندسة المكان، وتضمنت كذلك التعريف بحقوق وواجبات موظفات وحارسات الأمن. وحول دوافع التحاق الفتيات بهذه الدورة، أفادت سعاد القحطاني بأن إحداهن تعمل موظفة أمن وتريد تطوير وضعها المهني، فيما متدربة أخرى تنوي التقدم للعمل كموظفة أمن بأحد المجمعات التجارية وأرادت أن تنفرد عن بقية المتقدمات بالحصول على هذه الدورة الجامعية، لتضمن قبولها بالوظيفة.

وبدا من الطريف ما ذكرته القحطاني من اشكالية الزي الجامد ذي الألوان الباهتة الذي تسبب في نفور بعض النساء من العمل الأمني، في ظل حرص المرأة الدائم على مظهرها، وهو ما تم إيضاحه للمتدربات بأن الحكمة من اللباس الرسمي هو عكس هوية الجهة التي تمثلها الموظفة، وأوضحت أن جامعة الملك فيصل أجرت استبيانا لموظفات الأمن، وأظهر تفضيل معظمهن للونين الوردي والأسود، وعلى ضوء ذلك تم اعتمادهما كلون لزي موظفات أمن الجامعة.

من جهة أخرى، يعد هذا البرنامج الصيفي هو الأول لجامعة الملك فيصل؛ الذي أطلقته وحدة التدريب والتطوير التي تم إنشاؤها مطلع هذا العام، وضم البرنامج نحو 60 متدربة، حيث اشتمل على برنامج الرخصة الدولية لقيادة الحاسب، وبرنامج متعة المحادثة باللغة الانجليزية، إلى جانب عدة دورات، وهي: دورة فتاة الأمن المتميزة، دورة الذكاء العاطفي، دورة فن إدارة الأزمات، دورة الفوتوشوب. وقيم القائمون على البرنامج نتائج التجربة الأولى بـ«الناجحة جدا».

يذكر أن وحدة التدريب والتطوير نظمت مؤخرا مجموعة من الرحلات، أولها رحلة (في الحركة بركة) التي تمثلت بيوم رياضي للمتدربات في أحد النوادي النسائية، ورحلة (اكتشفي ما حولك) التي جاءت بالتعاون مع مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية «سايتك»، ورحلة (شاهدي وحللي) وكانت عبارة عن يوم ثقافي قامت فيه المتدربات بمشاهدة ومناقشة عدد من العروض التنموية بالتنسيق مع أحد مقاهي مدينة الخبر، وأخيرا رحلة (عيشي حلمك) المتمثلة بيوم مخصص للفتيات يقمن فيه بارتداء زي مهنة المستقبل وتخيل ممارستها.