أول يوم رمضاني: موظفون غائبون وهواتف لا ترد

دوام رمضان يلغي 16 مليون ساعة عمل

TT

سواء كنت تحاول الاتصال بجهة حكومية أو مؤسسة خاصة فإنك ستفاجأ بهواتف صامتة وموظفين لا يردون في أول يوم دوام رمضاني، حيث تنخفض إنتاجية الموظفين السعوديين بنسبة تصل إلى 37 في المائة مع تقليص ساعات العمل في الدوائر الحكومية إلى خمس ساعات فقط. وشهد أول يوم عمل في شهر رمضان، الذي جاء متزامنا مع يوم السبت، وهو أول أيام الأسبوع في السعودية، تسجيل حالات غياب وتأخر في العديد من الدوائر الحكومية وهو ما يعكس انخفاض إنتاجية الموظفين في هذا الشهر، الذي يعتبر موسم الإجازات المفضل لدى كثير من السعوديين. وحين تحتم عليك طبيعة عملك التواصل الهاتفي أو مراجعة الإدارات الحكومية أو المؤسسات الخاصة، فإن أول يوم من رمضان يمثل إجازة إجبارية للمراجعين، حيث يبرز رنين الهواتف التي لا ترد ونوافذ خدمة مغلقة في بعض الدوائر قد يكون بسبب الموظف أو قلة المراجعين. وعلى الرغم من أن شهر رمضان لهذا العام يقع ضمن الإجازة الصيفية للطلاب والطالبات، فإن قاعات الدراسة في الجامعات شهدت تسجيل نسب غياب ملحوظة في أوساط الطلاب الذين فضلوا مواصلة الدراسة في فصل الصيف، حيث تتيح الجامعات لطلابها فرص تسجيل مواد دراسية.

وبحسب نظام الخدمة المدنية فإن الدوام الرسمي خلال شهر رمضان يقتصر على خمس ساعات بدلا من ثماني ساعات خلال الأيام العادية وهو ما يعني انخفاضا في عدد ساعات العمل يصل إلى 30 في المائة وهو ما يعني إهدار 16 مليون ساعة عمل يوميا، حيث يبلغ عدد موظفي الدولة بحسب آخر الإحصاءات الرسمية حوالي 800 ألف موظف. إلا أن عبد العزيز القعيب، المتحدث الرسمي بهيئة الرقابة والتحقيق، يرى أن خصوصية رمضان الدينية تعد فرصة لتعزيز الرقابة الذاتية لدى الموظفين، معتبرا أن تغيب الموظفين خلال شهر رمضان أو تأخرهم لا يشكل ظاهرة، ويظل في حدود المعدلات التي يتم تسجيلها في الأيام العادية.

ويشير القعيب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه في حالة تسجيل حالات تأخر أو غياب عن الدوام الرسمي، فإن لجان المتابعة في الدوائر الحكومية تتولى معالجة هذه الحالات من خلال مجموعة من العقوبات المنصوص عليها في نظام ديوان الخدمة المدنية، التي تتراوح بين الخصم من المرتب الشهري ولفت النظر والإنذار بحسب المرتبة التي يشغلها الموظف. معتبرا أن لجان المتابعة في الدوائر الحكومية هي ذراع هيئة الرقابة والتحقيق في سبيل اكتشاف الأخطاء ومعالجتها. ويؤكد القعيب أن الهيئة تسعى إلى ترسيخ مفهوم الرقابة الذاتية لدى الموظف بدلاً عن رقابة الإدارة عليه، وقال إن وجود الرقابة الذاتية سيكفل أمانة الموظف ورفع طاقته الإنتاجية. مشيرا إلى أن هيئة الرقابة والتحقيق تعاقدت أخيرا مع عدد من الجامعات السعودية لتطوير مهارات موظفيها من خلال حضورهم لدورات تدريبية في مجالات عملهم التي تشمل الرقابة المالية والإدارية على الدوائر الحكومية.