رئاسة الحرمين لـ«الشرق الأوسط»: 40 عالما يفتون لزوار المسجد الحرام بكل لغات العالم

من خلال 100 كابينة منتشرة في أروقة الحرم الشريف

الحرم الشريف
TT

جهزت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أكثر من 100 كابينة هاتفية في أروقة المسجد الحرام وعند الأبواب وإيصالها بأكثر من 40 عالما بهدف الإجابة عن الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بأمور العبادات والمناسك.

وكشف أحمد المنصوري، مدير العلاقات العامة بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، عن وجود مجموعة من الطلاب المتخصصين في العلوم الشرعية الذين يساعدون المفتين على ترجمة الفتاوى من غير اللغة العربية، إضافة إلى مشاركتهم في الإفتاء والإرشاد. وأشار إلى أن دوامهم مستمر على مدار الساعة في المواقع المخصصة للإفتاء داخل المسجد الحرام من ضمنها مكتب باب الملك عبد العزيز واجياد والفتح إلى جانب الكراسي المخصصة للإفتاء الموزعة بمختلف المواقع الأخرى بالمسجد الحرام.

فيما زودت إدارة شؤون الكتب والمصاحف التابعة للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الحرم المكي بحوالي 2200 خزانة نحاسية ونحو 733 رفّاً تحمل قرابة مليون مصحف بمختلف الأحجام من إنتاج مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. وبالعودة إلى مدير العلاقات العامة بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، أشار إلى وجود مصاحف مترجمة لنحو 12 لغة موزعة في تلك الخزانات، لافتا إلى وجود مجموعة تفي بالغرض من المصاحف المطبوعة بلغة برايل «لفاقدي البصر».

كما تجاوز عدد الكتب والمطويات الإرشادية والتوعوية التي تم توزيعها على الزوار والمعتمرين مليون و200 ألف مطبوعة بلغات مختلفة، عدا عن تكثيف الدروس في المسجد الحرام التي تشارك فيها مجموعة من علماء الحرم المكي الشريف.

وتختلف مواعيد تلك الدروس باختلاف أوقات الصلوات، إذ يتم عقد بعضها عقب صلاة الفجر، في حين تعقد الأخرى بعد صلاة العصر أو المغرب أو التراويح، إضافة إلى توصيل سماعات الدروس إلى مصلى النساء وساحات المسجد الحرام لتمكين المصلين من الاستفادة منها.

وفي السياق ذاته تعمل الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد بالمسجد الحرام على متابعة الخدمات المقدمة للمعتمرين والزائرين والإشراف عليها من خلال مجموعة من الموظفين التابعين للإدارة نفسها، إضافة إلى ترجمة خطبة الجمعة بلغة الإشارة في توسعة الملك فهد بالدور الأول، وتنظيم عملية الاعتكاف والإشراف عليها وإرشاد المعتكفين وتوزيع المطويات الإرشادية عليهم.

يشار إلى أن حلقات التدريس التي يقدمها عدد من العلماء والمختصين في العلوم الشرعية بلغات مختلفة، يعود تاريخها إلى القرن الأول الهجري، عندما انتشر الإسلام في شبه الجزيرة العربية وصار يفد إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة الحجاج والمعتمرون من كل صوب، فكانوا يغتنمون فرصة وجودهم بالمسجد الحرام فيقبلون بشغف على هذه الدروس والحلقات، ولم تنقطع هذه الدروس من ذلك التاريخ وحتى اليوم، حيث اهتمت القيادة السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز بدروس الوعظ والإرشاد في المسجد الحرام والمسجد النبوي، وصدر أول أمر ملكي بتكوين هيئة تتولى الإشراف على سير الدروس في الحرم المكي الشريف في أكتوبر (تشرين الأول) 1926 وفي عام 1929 صدر مرسوم بالموافقة على تعيين هيئة التدريس والمراقبة في الحرم المكي، وفي عام 1930 صدر أمر ملكي بتعيين مدرسين آخرين. وتقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف بتكثيف هذه الدروس والحلقات الدينية خلال شهر رمضان لتوعية قاصدي بيت الله الحرام وتوجيههم وإرشادهم لأداء شعائرهم بالطريقة الشرعية الصحيحة ومساعدتهم فيما يحتاجون إليه والرد على أسئلتهم واستفساراتهم المتعلقة بأمور دينهم.