تمور عنيزة.. تنفذ إلى قلب الأسواق الخليجية

عبر التنسيق مع الملحقيات التجارية في السفارات بدول المجلس

أحد البائعين في سوق التمور («الشرق الأوسط»)
TT

منذ وصول مهرجان عنيزة إلى المكانة الدولية كأول مهرجان دولي للتمور في العام الماضي، وإدارة المهرجان تتطلع إلى إحداث نقلة نوعية في صناعة التمور بالسعودية، التي تعد من أكبر الدول المنتجة للتمور على مستوى العالم.

وعلى الرغم من أن صناعة وتعبئة التمور في المملكة واجهتها عدة مشاكل تسويقية وتصديرية في السابق، إضافة إلى منافسة نسبية من التمور المنتجة في دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن السعودية استطاعت أن تحقق نمواً منتظماً في مجال صناعة التمور، وأصبحت في المراتب الأولى من حيث تصديرها إلى أسواق العالم.

وفي خطواتها العملية نحو تحقيق هذا الهدف، عقدت إدارة مهرجان عنيزة الدولي الخامس للتمور، اجتماعاً خاصاً مع كبار تجار سوق عنيزة للتمور (الدلالين)، حيث تمت مناقشة عدد من القضايا للتباحث والتشاور في إمكانية فتح منافذ تسويقية خارج المملكة، وهذا ما تم فعلاً في هذه المرحلة، التي من المؤمل أن تقوي عمليات تسويق التمور داخل ساحة المهرجان وخارجها.

وكان من أبرز المواضيع المطروحة على طاولة النقاش، وضع الأسواق الخليجية التي نجحت إدارة المهرجان في فتحها في كل عواصم دول مجلس التعاون الخليجي، لما تلعبه هذه الأسواق من تقوية وزيادة لحجم سوق التمور بعنيزة على مدار العام.

وتضع إدارة المهرجان نصب عينيها الدور الأساسي الذي تلعبه التجارة الخارجية في الاقتصاد الوطني للمملكة، حيث تقوم حصيلة الصادرات بدور مهم في تمويل الواردات من ناحية، وتمويل برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية من ناحية أخرى.

ومن أهم العوامل التي تؤخذ في الاعتبار حول الموضوع، تطور الأهمية النسبية لصادرات التمور في المملكة من الإنتاج المحلي، والتوزيع الجغرافي لصادرات التمور وفقاً لمجموعات الدول، وتطور كمية وأسعار وقيمة صادرات التمور، والنصيب السوقي لصادرات التمور السعودية في أهم الأسواق العالمية، ومعدلات اختراق أسواق أهم الدول المستوردة، وأهم الدول المنافسة، والموقف التنافسي للتمور السعودية في تلك الأسواق.

يشار إلى أن هذه المرحلة التسويقية الدولية تعتبر الثانية من نوعها التي طبقتها إدارة المهرجان منذ النسخة الرابعة منه، وقد تم فتح المهرجان لكل المتسوقين من خارج المملكة.

وأهم ما يميز المرحلة الحالية هو فتح منافذ تسويقية لتمور المهرجان في كل الدول الخليجية، وإنشاء شبكة من الاتصالات والتعاملات بين تجار مهرجان عنيزة وتجار التمور في الدول الخليجية، وذلك بتنسيق المكتب الاستشاري الاقتصادي للمهرجان مع الملحقيات التجارية بسفارات خادم الحرمين الشريفين في كل العواصم الخليجية.

وناقشت إدارة المهرجان مع التجار، التوصية المرفوعة من اللجنة الدائمة لمهرجانات التمور بمحافظة عنيزة، إمكانية تحويل المهرجان من موسمي إلى دائم طبقاً للاستراتيجية السياحية بعنيزة، وذلك بتطبيق مبادئ السياحة المستدامة. وقد وضع المهرجان نهجاً تصورياً لتنمية السياحة المستدامة تتضمن الاستدامة الاقتصادية، التي تعتمد بند التنمية الفعالة من المنظور الاقتصادي، والتي تخطط للاستفادة من الأيدي الوطنية باعتبارها مصدر ربح لأصحاب الأعمال التجارية. وفضلاً عن المردود المادي فإن التشجيع على استدامة السياحة بالمهرجان الدائم يظهر أهمية الموارد الطبيعية والثقافية فيما يتعلق بالرفاه الاقتصادي والاجتماعي.

وبعد استعراض الدراسة المقدمة بهذا الخصوص من اللجنة الدائمة لمهرجانات التمور بعنيزة، اتفق المجتمعون على تحويل هذا المشروع إلى المكتب الاستشاري الاقتصادي للمهرجان، وتشكيل لجنة خاصة لدراسته بشكل مستفيض ومتكامل. وقدّر تجار التمور بعنيزة أن هذه الخطوة سوف تنعكس إيجاباً على مستوى وقوة المهرجان والسوق بشكل عام.