رسائل التهنئة بشهر رمضان: أدعية وغزل واختبار للصداقة

أكثر من 750 مليون رسالة تبادلها السعوديون

TT

تسمرت عيون أحمد الصالح في قراءة رسالة جوال من صديقه، يطلب منه أن يسلفه 1500 ريال لتغطية مصاريف رمضان، وأنه سيعيدها إليه آخر الشهر، وازداد استغرابه وهو يقرأ الرسالة: «إذا ما في إحراج أطلب منك 1500 ريال سلف لأجل مقاضي رمضان وسأعيد المبلغ آخر الشهر، ما لقيت أحد غيرك أطلبه أرجو الرد سريعا..». ولم يكن يتوقع أحمد أن يصل الأمر بصديقه وهو ميسور الحال إلى أن يطلب منه هذا الطلب «الغريب»، خاصة أن صداقتهما لم تكن قائمة على هذا النحو، وأخذته الحيرة، كيف يرد على صديقه «العزيز» وكيف له أن يدبر هذا المبلغ، إلا أنه سرعان ما انفجر ضاحكاً حينما نزل بالمؤشر إلى أسفل الرسالة ليقرأ: (مخمور يكلم ماكينة الصراف الآلي) وفي ذيل الرسالة تهنئة بحلول شهر رمضان المبارك. ويتنافس البعض في اختيار كلمات متميزة ولافتة وبعثها في رسائل جوال للتبريك والتهنئة بقدوم شهر رمضان، وتتضمن بعض الرسائل مقتطفات من الأدعية أو أبيات شعرية أو كلمات حب وغزل في شهر رمضان. وبحسب شركة الاتصالات السعودية فإن عملاءها تبادلوا الرسائل القصيرة خلال الأيام الثلاثة التي سبقت رمضان الماضي على شبكة الجوال بحجم بلغ 750 مليون رسالة نصية. فيما بلغ عدد الرسائل القصيرة والوسائط ليلة دخول الشهر 360 مليون رسالة نصية.

وينتقي البعض أحلى الكلمات وأجملها لبعثها للأصدقاء التي تدل على الود والاحترام وأنه أغلى وأعزّ الأصدقاء، مختومة بالتبريك بالشهر الفضيل والدعاء له بالصحة والعافية وقبول الصيام، ومن هذه الرسائل:«ويبقى للأحبة حب خاص، فليس الإعجاز أن تصنع ألف عزيز في سنة، ولكن الإعجاز أن تصنع عزيزا لألف سنة...« ورسالة أخرى:«قد نشتري كل شيء في الحياة إلا القلوب الصافية فهي تمنح نفسها بلا مقابل وإني أرى جمال الدنيا بتواصلي مع أصحابها ممن أحببتهم»، وأخرى: «لقد زرعتم في فؤداي حبا سقيتموه بطيبكم، فلكم مني عهدا أن أرويه بدعائي لكم...». رسائل الجوال أصبحت الطريقة الوحيدة بين البعض للتهنئة في المناسبات، ففي الوقت الذي يؤيد الكثير هذا الوسيلة فهناك من ينتقدها عندما يقتصر التواصل بين الأصدقاء والأحبة على تبادل رسائل الجوال فقط، لا سيما أن شهر رمضان فرصة للتواصل، بينما يرى البعض أنها طريقة سهلة للتواصل مع أكبر قدر ممكن من الأصدقاء بأقل كلفة مادية. ويرى عدنان الأحمد، أن رسائل الجوال فرصة لتعزيز الصداقة من خلال تبادل الرسائل، فمن خلالها تتأكد من استمرار العلاقة بين بعض الأصدقاء عندما يقوم بالرد على الرسالة، أو تجاهلها وعدم الرد وقد يُفسّر ذلك بعدم اهتمامه، أو أن صداقتك له ربما لا تعني له شيئا الآن فقد يكون التعارف بينهما تم في وقت معين لقضاء مصلحة فقط، ويمكن اختبار قوة هذه العلاقة من خلال هذه الرسائل. ويشير إلى أنه يقوم بإرسال ما لا يقل عن 100 رسالة لأصدقائه، لكن بالنسبة لأقرب الأصدقاء فإنه يفضل أن يقوم بالاتصال مباشرة عليهم، لأن ما يربط بينهم من محبة وودّ أكبر من أن يقتصر فقط في بعث رسالة جوال. بينما يشير عبد العزيز البراهيم إلى أن رسائل الجوال تختصر المكالمات الطويلة فيما لو قام بالاتصال من أجل التبريك والتهنئة، خاصة أن ميزانيته لا تسمح له بالقيام بالاتصال على عدد كبير من الأصدقاء، وقال إن حلول شهر رمضان هو فرصة للتواصل مع بعض الأصدقاء الذين لا يمكن اللقاء بهم طوال العام، فيتم التأكيد على استمرار الصداقة من خلال تبادل الرسائل.