سباق سعودي على «إفطار الصائمين» في المساجد والشوارع

الحناكي لـ«الشرق الأوسط»: أئمة المساجد مسؤولون عن الموائد الرمضانية

TT

دخل السعوديون، أغنياء وفقراء، في سباق على إفطار الصائمين كل بما يستطيع، وسط ترتيبات رسمية لدعم مشروع إفطار صائم الذي تشرف عليه في المساجد وزارة الشؤون الإسلامية.

وتنوعت أشكال إفطار الصائمين، إذ لم يقتصر الأمر على المساجد وبرامج إفطار الصائمين، بل تحولت الشوارع هي الأخرى إلى مكان توزع فيه وجبات الإفطار والمياه، خصوصا في جدة ومكة المكرمة والمدينة، باعتبار أن المعتمرين والزوار القادمين من الخارج يكثرون فيها.

ويصف عبد الله الغامدي، المشرف على إحدى الموائد الرمضانية في مسجد في جدة خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تسابق الأسر السعودية قبيل الإفطار أيام الشهر الفضيل بخلية النحل. مؤكدا حرص الأسر على مختلف طبقاتها بالمساهمة في إقامة موائد إفطار صائم.

وقال الغامدي «إن بعضاً من رجال الأعمال الراغبين بالمشاركة في المشروع، في بعض الأوقات، لا يجدون يوماً في نفس أحيائهم، فيضطرون للذهاب إلي أحياء غير أحيائهم». من جانبه قال طارق باعشن، أحد منظمي الموائد الرمضانية في منطقة البلد التاريخية «الموائد الرمضانية أو ما يطلق عليها موائد الرحمن التي استمرت مع تقدم السنين وما زالت تحافظ على رونقها، تذهب البغضاء وتمحو الخلافات ليسود التسامح بين الجميع».

وأبان باعشن «رغم أنني أقطن بعيداً عن هذا المكان، إلا أنني أحرص في رمضان على زيارة المنطقة التاريخية في جدة والتجول فيها، فأنا ابن تلك المناطق، لذلك أحرص في رمضان على الاجتماع بالأصدقاء القدامى هنا، ونزيد من تواصلنا في رمضان لترتيب اللقاءات المستمرة والإعداد للإفطار الجماعي داخل الحي من كل عام، لكسب الأجر والمثوبة».

ويشير طلال التركي، أحد الذين قدموا وجبات إفطار صائم، لـ«الشرق الأوسط» إلى الخير الكبير الذي يعود على المسلم عند مشاركته البسطاء إفطارهم وتبادل أطراف الحديث معهم من دون قيود. موضحاً أن الشهر الكريم لا بد أن يكون شهر خير يعم الجميع من دون استثناء. يشار إلى أن السعوديين، كباراً وصغاراً، رجالاً ونساء، اتجهوا، خاصة في الشهر الحالي إلى أعمال إفطار الصائمين تيمنا بالحديث النبوي الشريف «من أفطر صائما فله مثل أجره».

إلى ذلك اشترطت الجهات الرسمية للسماح بمشروع إفطار صائم، أن يكون الإفطار خارج المساجد أو في خيام، وذلك احتراماً لمكانتها وقداستها وحفاظاً على نظافتها.

وأوضح الدكتور علي الحناكي، مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة، في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط»: «إن وزارتي الداخلية والشؤون الإسلامية حملتا مسؤولية سُفر الإفطار الرمضاني على الأئمة وحصر الأشخاص الذين يحضرون الأطعمة التي تفرد وتقدم للمصلين على وجبات الإفطار».

وبالعودة إلى تأكيدات وزارة الشؤون الإسلامية لـ«الشرق الأوسط» مطلع الأسبوع الحالي فإنها فرضت بحسب تقرير رسمي ضوابط تطبق على مشاريع تفطير الصائمين لمنسوبي المساجد، وذلك بهدف تنظيم هذا العمل الخيري النبيل بما يحقق الهدف المنشود منه على الوجه الشرعي السليم. وجاء من ضمن الضوابط أن يكون إمام المسجد مسؤولا عن التفطير العيني المقدم من بعض جماعة المسجد أو أحد المحسنين، وأن يراعي عدم الإسراف في تقديم الطعام ورفع تقرير بذلك لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. وشددت الوزارة على التقيد بالأوامر والتعليمات المنظمة لجمع التبرعات النقدية التي تقتصر على استقبال التبرعات في الحسابات البنكية العائدة للجهات الخيرية أو مقارها بموجب إيصالات رسمية ذات أرقام متسلسلة ومختومة، إضافة إلى أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام الصناديق أو الكوبونات، وعلى الجمعية أو المؤسسة المنفذة لمشروع إفطار الصائم إظهار إيرادات ومصروفات هذا المشروع في ميزانيتها التي يعدها المحاسب القانوني المعتمد.