جامعة الملك عبد الله تطلق برامجها التعليمية قبل أسبوعين من افتتاحها الرسمي

فيما تستعد لوضع اللمسات الأخيرة للتدشين الرسمي بحضور حشد عالمي في اليوم الوطني

في الـ 23 من سبتمبر المقبل يدشن خادم الحرمين الشريفين وبحضور حشد من قادة العالم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية («الشرق الأوسط»)
TT

تضع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول بالقرب من جدة على الساحل الغربي، اللمسات الأخيرة لانطلاق برامجها التعليمية المقرر بدايتها يوم السبت المقبل، قبل أسبوعين من رعاية خادم الحرمين الشريفين لأكبر احتفالية بافتتاح الجامعة في اليوم الوطني، بحضور حشد كبير من رؤساء الدول والحكومات والشخصيات العلمية والاقتصادية من أنحاء العالم.

ومنذ السبت المقبل، تبدأ الدراسة الفعلية في الجامعة البحثية الأولى في المملكة وعلى مستوى المنطقة، والتي تأتي ضمن سعي السعودية نحو الاقتصاد المعرفي، حيث تم تشييد الجامعة التي تمثل واحة علمية على أعلى طراز من المعرفة والجدارة لتكون حسب ما وصفها خادم الحرمين في حفل التدشين (منارة من منارات المعرفة وجسرا من جسور التواصل بين الحضارات والشعوب وان تؤدي رسالتها بلا تفرقة ولا تمييز).

ومن شأن هذا المشروع العملاق أن يضع السعودية في مصاف الدول المتقدمة في تسخير مواردها للبحث العلمي واحتضان العلماء ليكرسوا خبراتهم وتجاربهم لوضع الحلول للعقبات التي تعترض التنمية والاقتصاد والبيئة والصناعة وترتبط مباشرة بالعجلة الاقتصادية لكي تزاوج بين البحث العلمي وحاجات التنمية الصناعية والاقتصادية في البلاد. كما تسعى الجامعة لإعطاء مفهوم متطور لفتح الآفاق بحرية علمية وبحثية لجميع العلماء من مختلف دول العالم لكي يكوّنوا خلايا الفكر والعمل الأكاديمي المتفوق والخلاق، ولتصبح (حاضنة) للبحث العلمي، وحاضنة للمؤسسات البحثية والصناعية حتى تستفيد من أبحاث العلماء في تحويلها إلى منتج صناعي واقتصادي يضخ مزيداً من الازدهار لعجلة التنمية ولرفاه المواطن.

وأعطت الجامعة دفعة قوية لمسيرة البحث العلمي بتعيين مجلس للأمناء يتكون من عشرين شخصاً من أعلى الكفاءات العلمية والأكاديمية العالمية، وهو ما يضمن المسار العلمي المستقل للجامعة، وذلك بعد أن تم تحديد الموارد المالية الكافية لها عبر إنشاء «وقف دائم» يدار لصالحها.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله عهد في يوليو (تموز) 2006 إلى شركة أرامكو السعودية الرائدة في صناعة النفط إنشاء الجامعة، على مساحة تزيد على 36 مليون متر مربع بالقرب من بلدة (ثول) شمال مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر، بتكلفة 10 مليارات ريال، وتم تخصيص وقف لخدمة الأبحاث العلمية في الجامعة بقيمة 10 مليارات ريال أخرى. وتنطلق جامعة الملك عبد الله، من فلسفة تجعل من هويتها الجديدة مكوناً رئيسياً لصناعة التغيير في أطر البحث العلمي داخل المنظومة التعليمية المحلية والإقليمية، والجامعة تمثل حافزًا للتغيير، وبداية جديدة، ومكانًا يملك فيه الرواد من العلماء والمهندسين القدرة على تطبيق علمهم لتشكيل المستقبل ونفع المجتمع، وخارج الإطار المحلي.

وسيجد نخبة المهندسين والباحثين المعروفين عالمياً والذين ستضمهم جامعة الملك عبد الله، في الأفق المفتوح والمرن والإمكانيات الهائلة التي توفرها الجامعة مكاناً مناسباً لبلورة جهودهم في الأبحاث التي تطبق العلم والتقنية على المشكلات المتعلقة بالاحتياجات البشرية، والتقدم الاجتماعي، والتنمية الاقتصادية، والسعي لإيجاد حلول واقعية للمشكلات الراهنة والمستقبلية، مثل التصحر، وشح المياه، وسبل تحقيق الكفاءة في استخدام الوقود، والطاقة المتجددة، وجعل العمليات الكيميائية أنظف وأكثر كفاءة.

على الصعيد العلمي، أطلقت جامعة الملك عبد الله شراكة الأبحاث العالمية. وسيبدأ هذا البرنامج في دعم الأبحاث التي تجرى في مؤسسات أخرى، والدخول في شراكات أيضا مع مؤسسات رائدة من أنحاء العالم لتطوير أنشطة ومرافق أبحاث تعاونية داخل الحرم الجامعي وخارجه. وتشمل علاقات التعاون التي أقامتها الجامعة المعهد الهندي للتقنية في بومباي، وجامعة سنغافورة الوطنية، والمعهد الفرنسي للبترول، ومؤسسة وودز هول أوشانوغرافيك، والجامعة الأميركية بالقاهرة، بالإضافة لاتفاقيات شراكة لعروض مقدمة من نحو 60 جامعة عالمية ومعهد أبحاث. كما وقعت اتفاقيات شراكة مع مراكز بحثية، ورؤساء فرق أبحاث، وباحثين يعملُون في مجالات علمية وهندسية تُعدُّ محورية لرسالة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية كبحوث تحلية المياه وعلوم الكومبيوتر والرياضيات التطبيقية، وعلوم الحياة الخاصة ببيئة البحر الأحمر، وأبحاث الطاقة والهندسة الحيوية، والنانوتكنولوجي. ويضمن ميثاق الجامعة حرية الفكر، وحرية البحث والاستقلالية والتمويل ومنح العلماء ما يلزم منها لضمان استقلاليتها العلمية، لكي تؤكد رسالة الجامعة وفلسفتها التي تجعل من هويتها مكوناً رئيسياً لصناعة التغيير في أطر البحث العلمي داخل المنظومة التعليمية المحلية والإقليمية.