البازارات الرمضانية النسائية نزهة وفضول وقليل من الشراء

بعض المشاركات فيها: ما زالت ثقافتها غير مفهومة

TT

رغم كثرة الإقبال على البازارات الرمضانية التي تقام من عام لآخر، بات مشهد خيبة الأمل متكرراً، للجهود التي تبذل لإنجاح تلك البازارات، فما زالت ثقافتها غير مفهومة لدى الكثير من الناس، إذ يعتبرها الكثير نزهة تسوق، دون أن يعيروا أهدافها المتمثلة في حشد التبرعات لصالح الجمعيات الخيرية أي اهتمام. نساء سعوديات ممن يشاركن في البازارات التي تقام في العاصمة الرياض، عبرن لـ«الشرق الأوسط» عن استهجانهن لأسئلة غريبة تطرح عليهن من قبل زائرات البازارات، حيث أكدن أن تلك الأسئلة لا تتواءم مع توجهات البازار، بل تعكس أن الهدف من زيارة المكان بعيدة كل البعد عن أهداف البازارات.

وتقول مها العبيد إحدى المشاركات في بيع العباءات التراثية في أحد بازارات مدينة الرياض، إنها تتفاجأ بأسئلة غريبة من بعض الزائرات تتمثل في أمور خارجة عن إطار البازار، وتسرد «قدمت إلي امرأة ذات يوم وسألتني إذا ما كنت متزوجة أم لا، ما دفعني أنا أيضاً للسؤال عن سبب إلقاء سؤال غريب كهذا، الأمر الذي كشف لي بأن المرأة المتسوقة آتية للسوق من أجل البحث عن زوجة لأخيها».

وتكمل العبيد بأن كثيرا من الزائرات يأتين إما للنزهة أو لمقابلة الأقارب والأصدقاء، ما يثير الزحام والفوضى والتضييق على المشاركات الأخريات في البازار.

هدى سعد إحدى المشاركات بشكل سنوي عن طريق جمعية خيرية تعمل على بازار خيري يقام في رمضان، لحصد عدد من التبرعات والتعريف بالجمعية ودورها وتسهيل عمليه العضوية والانتساب لها، قالت إنها تصادف ردود فعل وتصرفات غريبة من قبل زائرات، معلقة على ذلك بأنه يرجع لجهل البعض بثقافة البازارات وكيفية التعامل معها، متسائلة في الوقت نفسه عن ما إذا كان هنالك جهة معنية بتزويد الناس بكيفية التعامل مع هذه المناسبات وإيضاح أهدافها بجانب المحافظة على النظام والنظافة.

مشاعل السالم التي شاركت لعدة سنوات في بازارات مختلفة من خلال صناعات يدوية تقوم بها من الأساور والإكسسوارات والعطور الشرقية، تقول عن تجربتها «إنها تشارك في بازارات مختلفة وفى أماكن متعددة واغلبها في شهر رمضان المبارك، وحتى الآن لم تلاحظ تطورا كبيرا في تعامل الزوار وتفهمهم لدور البازار في جلب البضائع من خارج المنطقة، مثل المشاركات من دول الخليج أو غيرها إلى السعودية، ما يسهل على الناس مشاهدة كل المعروضات في مكان واحد».

وذكرت مشاعل السالم قصة حدثت لها مع زائرة في أواخر الثلاثينيات من العمر يبدو عليها صفة الوقار، حيث قالت «كانت هذه الزائرة تود شراء عدد من الأساور الثمينة والعطور الشرقية، لامرأة ثرية ذكرت اسمها، وقامت بمهاتفتها أمامي بحجة أنها ستأخذ البضاعة التي لدي وتقدمها لها لكي تختار منها ما يناسبها حتى أنني هاتفتها شخصياً من خلال تلك المكالمة وأكدت لي ما قالته الأخرى، مقابل أن تدفع لي جزءا من مبلغ تلك البضاعة، وبمجرد أن تختار تلك المرأة الثرية ما تشاء من البضاعة ستعود لإرجاع البضاعة ودفع باقي المبلغ في حال تم شراء شيء من البضاعة، كما أنها أعطتني رقم هاتفها الخلوي، وعلى الرغم من أنني كنت مرتابة بعض الشيء إلا أنني وثقت بها، وخرجت على أنها ستعود في اليوم التالي، لكنها لم تحضر ما أصابني بالقلق، بعد ذلك لجأت إلى صديقاتي وذكرت لهن اسم السيدة الثرية ولحسن الحظ أنهن استطعن الوصول إليها، وعند سؤالنا لها عن المرأة التي قامت بمكالمتها من عندي أوضحت الثرية بأنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها انتحال شخصيتها من أجل عمليات نصب، ولكننا بعد أن ذكرنا للمرأة الثرية أوصاف المرأة التي قامت بالتحايل علينا وإعطاءها رقم هاتفها، ضمنت لنا إرجاع البضاعة، وفعلا بعد ذلك بأيام تم إرجاع جميع بضاعتي».