«عودة السياح» و«قدوم المعتمرين» تخنق جدة بالزحام

المرور لـ«الشرق الأوسط»: خطة للتعامل مع حركة السير في رمضان والتركيز على مواقع الكثافة

جدة تختنق بالزحام في ليالي رمضان («الشرق الأوسط»)
TT

دفعت عودة السيَّاح المسافرين خارج البلاد وموسم العمرة للقادمين من الخارج والداخل إلى حالة من الاختناق المروري في مدينة جدة واقترابها في ساعات الليل الأولى إلى حالة من «الشلل» في بعض الشوارع وهو ما دفع بالكثيرين إلى التوقف في تلك الأوقات واجبر الجهات المسؤولة إلى تجنيد كل طاقاتها لمواجهة الأمر.

وتحدث العقيد محمد القحطاني، مدير مرور محافظة جدة لـ«الشرق الأوسط» عن خطة خاصة يتم تطبيقها لتنظيم السير خلال شهر رمضان الجاري، في إطار الجهود المبذولة لحل الاختناقات المرورية. موضحا «أن إدارة المرور جندت طاقاتها البشرية والآلية لتغطية كافة أنحاء المحافظة، والتركيز على المواقع التي تشهد كثافة في السير بما يكفل انسياب الحركة المرورية».

ويأتي ذلك في وقت قالت فيه أمانة جدة لـ«الشرق الأوسط» على لسان المهندس محمد بانافع مدير مشاريع الطرق بالأمانة، إنها بحاجة إلى نحو مليار ريال لإتمام مشاريع تعمل عليها لإيجاد حلول نهائية للاختناقات المرورية في جدة، مشيرة إلى أنها تنفذ حاليا مشاريع في نفس الإطار تفوق تكلفتها 1.5 مليار ريال.

ويجد سكان جدة مبرراً كبيراً لهذا الزحام الكبير، حيث يقول علي السعدي، الذي يقطن مدينة جدة «إن عودة السيَّاح وقدوم المعتمرين هو السبب الأول». مشيراً إلى أن سكان الكثير من المدن السعودية، باعتبار أن الشهر إجازة دراسية، يتجهون إلى مكة وجدة للتنزه وأداء العمرة ومن ثم إلى المدينة في الغالب.

وهو الأمر الذي يتفق معه فيه محمد الشهري، أحد ساكني مدينة جدة بقوله «إن الأصدقاء والأقارب في منطقة الجنوب والشمال كلهم زاروا جدة خلال هذا الشهر الكريم ومكة والمدينة وهو سبب الزحام الحالي». مشيرا إلى أن الأيام المقبلة ستكون الأكثر زحاما.

وبالمقابل أشار العقيد محمد القحطاني، مدير مرور جدة، إلى تغطية العديد من المواقع ذات الخصوصية، وعدَّ منها حلقة الخضار، حيث دعمت منذ وقت مبكر بعدد كافٍ من الدوريات، وتوحيد الاتجاه بطرقها، والمساجد، والمراكز التجارية الواقعة على الشوارع الرئيسية، ومطار الملك عبد العزيز، حيث يستقبل الكثير من المعتمرين والزوار من داخل المملكة وخارجها. وأضاف «لتسهيل أداء المعتمرين، تم دعم دوريات المطار بقوة مساندة، وكذلك الطرق السريعة المؤدية لمكة المكرمة مثل طريق الحرمين وطريق المدينة المنورة، وقد تمت مراقبتها جميعا بالرادار، كما تضمنت الخطة متابعة لمنطقة الكورنيش، بالذات وقت الفجر لرصد السلوكيات والتجاوزات الخاطئة، ومنها التفحيط والسرعة»، وقال إنه تم تغيير زمن الإشارات الضوئية لتلائم الكثافة المرورية، ومتابعتها خلال الشهر الكريم. مشيراً إلى أنه تم تحديد أوقات معينة تتحرك فيها الشاحنات في غير أوقات الذروة. فيما يعود محمد بانافع بالقول إن الأمانة سعت عبر عدة مسارات لإيجاد حلول لقضية الزحام، وفك الاختناقات المرورية الناجمة عن الإصلاحات والإنشاءات الجديدة على العديد من الطرق الرئيسية في مدينة جدة، التي تصل أعداد تقاطعاتها إلى 18 تقاطعا، ولو حسبت بالأنفاق والجسور تزيد عن 24 نقطة، وقال «إن الحلول السريعة تمثلت في تحويل التقاطعات من ثنائية إلى رباعية مع عمل التفافات وإضافة أو إلغاء فتحات، فضلا عن الحلول المتوسطة الأجل، وهي حل بعض الاختناقات في أماكن معينة». وبين «أن هناك مواقع تحت الدراسة والتصميم مثل دوار الدراجة، حيث تجرى دراسة لشق نفق للمحافظة على المجسم من الهدم، أما دوار الفلك الذي يقع على موقعين فسيتم تحريرهما في المستقبل». وقال «هناك مشاريع متفرقة تعتبر جزءا من منظومة التحسينات الجديدة، حيث بدأ التركيز على طريق الأمير ماجد». مشيراً إلى أن آخر مشروع ستفتح مظاريف عطائه هو شارع الأمير سلطان بن سلمان مع الأمير ماجد». وأشار بانافع إلى أن جميع المشاريع التي اكتملت تم تسلمها، منها ما سيسلم بعد شهر أو شهرين، مبينا اكتمال العمل في طريق عبد الله سليمان باخشب، أما شارع التحلية مع الأمير ماجد فقد تم تسليمه من قبل المقاول، وتبقى عليه التحويلات المرورية، وميدان الطائرة على وشك التسليم، فيما يتم تسليم مشروع طريق غرناطة مع الأمير ماجد بعد أيام معدودة، أما طريق فلسطين مع الأمير ماجد فما زال العمل يتواصل فيه. وأضاف أن مشروع شارع صاري مع الأمير ماجد قد تم تسليمه للمقاول، والآن في مرحلة التجهيز، وشارع حراء مع الأمير ماجد سيكتمل العمل في النفق خلال الأشهر المقبلة، مبينا أن تلك المشروعات تدخل ضمن المشاريع الطويلة الأجل، منوها إلى أن طريق الملك فهد مع غرناطة ينتهي خلال الأشهر المقبلة، وطريق التحلية مع الملك فهد قد اكتمل بالفعل، فيما تم فتح طريق قريش مع طريق الملك فهد.