أمير المدينة المنورة: لن نسمح بتقديم خدمة «غير مناسبة» للحجاج.. ولست مع التوسع الزائد في المنطقة المركزية

قال لـ«الشرق الأوسط» إن دراسات تجرى لإنشاء ضواحٍ تخفف الضغط عن منطقة الحرم.. وحل قضايا العشوائيات * تطوير المدينة يجب أن لا يكون على حساب السكان الدائمين * لست راضيا عن حضور القطاع الخاص.. وبعض أبناء المدينة يستثمرون أموالهم خارجها بشكل أكبر

الأمير عبد العزيز بن ماجد يقف عند شرفة جناحه في فندق «دار التقوى» المطل على الحرم النبوي الشريف (تصوير: محمد علي)
TT

اختار الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، أن ينتقل إلى السكن في فندق يطل على الحرم النبوي الشريف طيلة شهر رمضان وكعادته السنوية ليكون قريباً من زوار مسجد رسول الله، وحاضراً طيلة النهار والليل للإشراف على خدمة زوار المسجد النبوي. وفي جناحه الخاص في الدور الـ 13 من فندق دار التقوى، وعلى مشارف المسجد النبوي حاورته «الشرق الأوسط» على مدار نحو ساعتين حيث تناول أمير المدينة المنورة كل الملفات المهمة، بدءاً بالمنطقة المركزية والمسجد النبوي، مروراً بالخدمات والصحة والتعليم، وانتهاء بالتجارة والمرأة والشباب.

الحوار الذي دار مع الأمير عبد العزيز بن ماجد بكل شفافية ووضوح، لم يقطعه سوى ورقة صغيرة مررها مدير مكتبة الخاص، لم يتوان أمير المدينة المنورة عن اطلاعنا عليها، وهي تشير إلى أن هزة أرضية وقعت شمال محافظة بدر قبل دقائق، أجبرته على الاستئذان لدقائق لإجراء اتصال هاتفي بالقائمين على الوضع هناك، والاطمئنان على حال السكان، ومن ثم العودة لإتمام الحوار، ما يعكس متابعته لكل تفاصيل المنطقة وعلى مدار الساعة، فإلى تفاصيل الحوار:

* قبل أسابيع قليله احتفل السعوديون بذكرى البيعة الرابعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز فكيف تعلقون على ما تحقق من منجزات وعطاءات للوطن في هذا العهد الزاهر؟

- لقد تحقق الكثير من المنجزات وهو ما ينعكس من شخصيته، يحفظه الله، فهو قائد صادق مع ربه، ومع نفسه، ومع المواطنين في كل شيء، واعتقد أن هذا شيء ملموس داخلياً وخارجياً، وهذا يجعل الجميع يأخذون بطرحه على قدر كبير من الأهمية مما يدعم الاتجاهات والمبادئ التي يحملها، حفظه الله، وعندما نتحدث عن الانجازات التي تحققت، فهي انجازات داخلية وخارجية، فعلى المستوى الداخلي نجد أن هناك مشاريع جبارة للتنمية أهمها المدن الصناعية وتعزيز الصناعة الوطنية وإكمال القدرات الإنتاجية للنفط وإيصال الخدمات لجميع المناطق التي لم تحصل على حصتها في السابق، وكان، حفظه الله، حريصاً على ذلك وهذه توجيهاته، وهناك أشياء كثيرة غير المدن الكبيرة والمراكز مثل توفير الخدمات الأساسية والارتقاء بمستوى المعيشة للجميع، وهناك مشاريع تطويرية جبارة، من أهمها على سبيل المثال، التطوير الذي حدث في القضاء، وهو تعزيز لحق المواطن وسرعة التقاضي في الأمور، وليدرك الناس معنى الالتزام ويخف الضغط الكبير على المحاكم، واعتقد أن هناك توجهاً كبيراً وتغييرات كلنا بدأنا نشعر بها. أيضا التعليم، فهناك نظرة تطويرية جادة للتعليم، وهذا معني ببناء الإنسان السعودي وجعله إنساناً منتجاً، فالإنسان لا يتطور إلا بالتعليم ولا يرقى إلا به، لأنه يدخل في تعامله مع نفسه وأهله وبيته وكيفية اتخاذه للقرار مع فرصته في العمل وتطويره لنفسه، فالتعليم مهم جدا. أما على مستوى الصحة فهناك حراك جبار أيضاً، فجميع الخدمات الملامسة للإنسان حضرت بجرعات تطويرية مدروسة ومكثفة، وإن شاء الله سوف ينفع الله بها كثيرا.

التعليم والإنسان هما الثورة الفعلية ونظرته، حفظه الله، للتقنية وأهمية الوصول لمجالات معينة ووجودها داخليا، وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بثول، التي تعد أكبر خطوة رائدة لهذا التوجه، إضافة إلى اهتمامه بالموهوبين، وكل هذه الأشياء التي تعزز بناء الوطن، فبناء الوطن ليس مجرد شعارات، بل البناء عمل، واعتقد أن شفافية خادم الحرمين وصدقه ومتابعته أكبر شاهد، فنحن نعرف من خلال عملنا متابعته وزيارته للمشاريع وزيارته للمناطق كلها في المملكة وهي الخطوة التي لم يقم بها بعض الوزراء.

والاهم من هذه الأشياء أيضا التي برزت في عهد خادم الحرمين الشريفين هو مشاركة الإنسان السعودي في اتخاذ القرار بدءاً بالمجالس البلدية وتجربة الانتخابات وجميعنا نتمنى أن تكون التجربة ناجحة لكي تؤدي إلى خطوات أخرى. ولا ننس تطوير مجلس الشورى الذي يحظى بقدر كبير من الاهتمام، حتى أنه وضع وزير في مجلس الوزراء له دخل ومعني بالربط بين المجلس ومجلس الوزراء، أيضا هناك ملف التعامل مع الإرهاب، وذلك من خلال ترسيخ الفكر الصحيح والتفهم وإعطاء الفرص للمغرر بهم، وكان هذا حقيقة موقف في غاية النبل والحزم، لأن حياة الناس ومصالحهم وممتلكاتهم ليست مجالاً للعبث لأي أحد، وأمن الوطن قبل أي شيء والحقيقة أنه، حفظه الله، رجل قوي ويدرك قيم المبادئ الراسخة، وأن من لديه مبادئ سليمة لا يخاف من الشفافية، فلو أتينا مثلاً بحوار الأديان نجد أنه لا شيء أقوى حجة من دين الله فلماذا تتخوف من الطرح إذا كانت أهدافك وطنية وتنموية بحته، لماذا تتخوف؟ بالعكس، حفظه الله، جعلنا جميعاً نشعر أننا شبكة متناغمة، كل في مجاله نعمل لهدف واحد وهو مصلحة الوطن وخدمة المواطن، سواء في القطاع العام أو الخاص، أو حتى في الصحافة، فالصحافة تدل المسؤول على كثير من الأشياء التي تستدعي الانتباه لها، لذلك على الصحافة أن تكون موضوعية ولديها المصداقية عند وجود خلل يستدعي الكتابة عنه، وذلك لن يعجزها، وعليها أن تتحلى بالنقد الصحيح، وأن تركز على الخلل الموجود وليس الخلل المفتعل.

* صدر مؤخرا قرار النائب الثاني بالسماح لأهالي العيص بالعودة إلى منازلهم عقب الهزات الزلزالية التي شهدتها المنطقة، كيف هي الأوضاع في العيص الآن، وما هي أبرز المستجدات؟ - قرار توقيت العودة أخذ فيه رأي الجهات المختصة في الدفاع المدني وهيئة المساحة الجيولوجية وقرروا أن الوضع الآن آمن بأن يعودوا، وكانت هناك لجان، وطلعنا ووقفنا على المكان وعلى جميع المساكن ووجدنا بعضها قابلاً أن يرجع لها أهلها، وبعضها غير قابل، وبعضها في الأصل من قبل الزلزال كانت آيلة للسقوط، لأنها عبارة عن بيوت بسيطة، والحقيقة أن أهل العيص حظوا باهتمام بالغ من خادم الحرمين الشريفين ومن سيدي ولي العهد حتى وهو خارج المملكة كان داعماً ومتابعاً للوضع أولاً بأول والأمير نايف كان المسؤول المباشر والموجه لنا، حفظه الله، وكانت هناك أوامر من المقام السامي لاتخاذ اللازم في كافة الخدمات المساكن والمعيشة وحتى رجوعهم. والآن ذهبت لجان للتعامل مع الوضع وكان هناك عدة اختيارات لتطوير العيص، وأفكار تنموية طبقت في مواقع سابقة أخرى لجميع الأماكن مثل الإسكان الخيري الذي تبنيه الدولة والمشاريع التنموية، لذلك قررنا أنه بدل الإتيان بأفكار جديدة تطول دراستها سنطبق هذه الأشياء المقررة ونعجل بإنفاذها لتكون بأسرع وقت وتكون لأهالي العيص بشكل أفضل من السابق وهي مخططات موجودة وستكون هناك بيئة سكنية أفضل من الوضع الأول.

* الأحداث الزلزالية التي وقعت هل دفعت لاتخاذ قرارات إلغاء أو إقامة مشاريع معينة أو نقلها تحسبا لأي خطر زلزالي قادم؟

- المناطق البركانية والزلزالية ممتدة في غرب البلاد، واليوم كانت هناك هزة في جازان، وهذه الأشياء قد تحدث في أي مكان، وفي أماكن معينة تحدث الزلازل والبراكين، وبالنسبة للأحداث الأخيرة، فإن الإخوان في المساحة الجيولوجية أشاروا إلى أن هناك منطقة معينة يجب أن لا يدخلها أحد في الوقت الحالي، ومناطق أخرى يوصون بعدم تركيز الأشياء التنموية فيها مثل بعض الحرات، والبقية يتم التعامل معها بشكل عادي وطرق تنموية طبيعية.

* منذ ما يقارب العامين صدر التوجيه الملكي الكريم بفتح أبواب الحرم النبوي الشريف على مدار 24 ساعة، كيف وجدتم آثار هذا القرار حتى الآن؟

- التوجيه الكريم الصادر من سيدي خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، في شهر رمضان من عام 1428هـ بإبقاء أبواب المسجد النبوي مفتوحة على مدار الساعة، عمل مبارك وفيه خير كثير للمسلمين من المقيمين والزوار ومن الحجاج والمعتمرين، راعى فيه، حفظه الله، التوسعة عليهم بعد ما أصبحت مواسم العمرة ممتدة طوال العام وزادت أعدادهم بشكل كبير ولقد كان لذلك القرار آثار كثيرة تتضح مما يشاهد من الزيادة الكبيرة في أعداد الزائرين والزائرات، وتمكن كل واحد منهم من البقاء بالمسجد النبوي الشريف الوقت الذي يشاء من ليل أو نهار، وزيادة الفترات الزمنية للزيارات، يضاف إلى ذلك أنه مع وجود الزيادة في الزائرين والزائرات فقد خف الزحام الذي قد يوجد في بعض الأوقات، وذلك لأن وقت الزيارة والعبادة اتسع حتى شمل اليوم كله هذا من جانب الزوار والمصلين، ومن جانب آخر فإن امتداد الوقت وزيادة الأعداد استدعيا تعيين أعداد كافية من الموجهين والموجهات ومن العاملين والعاملات في مجال الخدمات الأخرى من الحراسة والصيانة والسقيا والنظافة وتوفير المستلزمات لتوفير الجو والمكان المناسب لأداء العبادات وإراحة الزوار والمصلين مع إعطاء مساحة زمنية لتمكين كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة لأداء عباداتهم في يسر وسهولة وما صاحب ذلك من انتعاش اقتصادي لخدمات الفنادق والإيواء السكني وما تتبعهما من خدمات تقدم للزائر الكريم. * التوسعات التي يجرى العمل عليها في المسجد النبوي من شأنها أن تزيد من أعداد زوار المدينة، لذلك كيف يمكن استيعاب هذه الأعداد في قطاع الإيواء والمساكن؟

- من المعروف أن برنامج تطوير المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف، الذي بدأ تنفيذه منذ مطلع عام 1411هـ، يهدف إلى توفير طاقة استيعابية للسكان تصل إلى 300 ألف نسمة في أوقات الذروة، ومع توقع تزايد عدد الزوار مستقبلاً، فإن التوجه يتطلب النظر إلى تطوير المناطق المطلة على المنطقة المركزية لتكون امتدادا طبيعياً لها، مع مراعاة ألا يكون هذا التطوير على حساب السكان الدائمين في تلك المواقع من خلال تطبيق صور من التمازج بين الإسكان الدائم وإسكان الزوار وبما يحقق استيعاب الأعداد المتوقع قدومها إلى المدينة المنورة في المستقبل ويحافظ في نفس الوقت على وجود السكان الدائمين.

* لكن ما هي الخطة التي عملتم عليها للمواءمة بين التوسع وزيادة الأعداد ومراعاة احتياجات السكان التي أشرتم إليها؟

- أنا لست مع التوسع الزائد في الطاقات الاستيعابية في المنطقة المركزية، بمعنى نريد أن نحصل على أكبر قدر ممكن مع وجود الأمن والسلامة والطمأنينة والخدمات التي تليق، لأنه إذا كان هناك أي توسع زائد يؤثر على هذه الأشياء الأساسية، فهو توسع خاطئ، وقد كان لي على المنطقة المركزية بعض الملاحظات، لكن ولله الحمد، أتت التوسعة الشرقية والغربية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، واتت معها الحلول لتلك الملاحظات.

* وما هي تلك الملاحظات التي كانت لكم على المنطقة المركزية؟

- هناك موضوع الاحتباس الحراري وموضوع المشاة في المنطقة المركزية، فجوهر الموضوع فيها الحرم والناس، حيث يذهبون ويأتون خمس مرات في اليوم وموضوع المشاة والحركة حول الحرم مهم جدا، فمن غير المعقول أن أكدس عمارات بينها مساحات ضيقة مع عدم وجود مساحات خضراء بالمنطقة المركزية، حيث إن هناك أشياء كثيرة ستؤخذ بالاعتبار مستقبلا، لأن الحرم له رسالة روحية ثقافية دينية، وأنا اعتقد أيضا مع وسائل النقل الجديدة مثل الميترو والقطارات الخفيفة يستطيع الناس الوصول للحرم من دون الضغط، واعتقد أن الشخص الذي يبعد عن الحرم 3 كيلومترات ويركب مترو ينزل تحت الحرم في مدة 3 دقائق أسهل من النزول من عمارة 50 دورا ويظل ينتظر عند المصعد، أيضا في المدينة لدينا مناطق عشوائية حول الحرم عندما تنمى وتطور سوف تخدم الزوار وأهل المدينة ولا تشكل هذا الاحتباس. * وفيما يتعلق بالأحياء العشوائية التي تحدثت عنها ما هي خطتكم لتطويرها والقضاء عليها؟ - هناك خطة تطبق الآن في منطقة مكة المكرمة للتعامل مع العشوائيات والخطط هذه ستطبق في المدينة في المستقبل القريب ولن نستعجل فيها، لأننا لا نريد أن تعمل المشاريع من خلال مطورين من دون الرجوع إلى إستراتيجية كاملة، لان أحيانا المطور ينطلق لاعتبارات معينة، ونحن أيضا لنا اعتبارات أخرى، اعتبارات مصلحة عامة واعتبارات أمنية واعتبارات خدمية من ماء وصرف صحي وغيرهما، المطور لو عمل الأشياء كلها سوف يبيع، لذلك يجب أن اعرف كيف اقر هذه الأشياء ولا استطيع التعامل معها إلا بوجود دراسات تفصيلية كاملة تجعلني اعرف كيفية توزيع الأشياء بطريقه مثالية.

* وهل بدأتم بإجراء هذه الدراسات التفصيلية لهذه الأحياء العشوائية؟ وكيف تتوقعون أن يتم التعامل معها؟

- نعم بدأنا ووجه بها خادم الحرمين الشريفين بإعداد خطة لمدة 50 سنة وبعضها حصل، وسيكون هناك حراك في هذا الموضوع، وبالنسبة للأحياء العشوائية تشكل من 40 إلى 50 في المائة في الدائري الأول والدائري الثاني، والتعامل مع الأحياء العشوائية سيكون بتحويلها إلى مناطق تنموية جديدة، لأنها أصبحت بؤراً للجريمة والفساد والمخدرات، حتى بعض الأشياء الأمنية، والحل بتنميتها من خلال تطويرها وإعادة تأهيلها.

* ما هي أبرز المشاريع الإستراتيجية التي تعملون عليها لتطوير منطقة المدينة المنورة؟

- مما لا شك فيه أن أهم المشاريع الإستراتيجية لتطوير المدينة المنورة هو العقد الذي أبرم مؤخراً بين هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وأحد الشركات الاستشارية العالمية لإعداد مخطط شامل لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة لمدة لا تقل عن عشرين عاماً مع نظرة شمولية لا تعيق التنمية قريبة المدى، أي تنمية مستقبلية ولا تتعارض معها، مع الأخذ في الاعتبار الازدياد المضطرد لأعداد الحجاج والمعتمرين والزوار، ومراعاة أن تكون التنمية متسقة مع روحانية وقدسية هذه المدن المشرفة، وتلبي حاجات الحجاج والمعتمرين والزوار لها، بالإضافة إلى القاطنين فيها، وسوف تتطرق الدراسة إلى اقتراح طرق مناسبة للتوسع المستقبلي للمدينة المنورة وعلى وجه الخصوص المسجد النبوي، ودراسة إمكانية تحديد (حمى عمراني) للمسجد النبوي الشريف للحفاظ على روحانية وقدسية المكان، وتحقيق السلامة وإدارة الحشود بطريقة مثلى، ووضع تصور شامل لدراسة التنمية العمرانية بحيث تشمل الحدود الشرعية للمدينة المنورة، وتخفض الضغط العمراني على وسط المدينة، ودراسة جدوى إنشاء الضواحي وربطها بمواصلات غير عادية لتخفيف الضغط على المنطقة المركزية، مع اقتراح أنسب المواقع لها وتحديدها، واقتراح أفضل السبل لتنميتها بطرق مبتكرة ومستدامة، ووضع معايير وضوابط مناسبة للبناء في المدينة المنورة يكون متدرجاً من وسط المدينة إلى أطرافها، وتجنب الكثافات العالية، والارتفاعات الشاهقة، وتخضع لها كل المشروعات، ولا يصرح لأي مشروع إلا بموجبها، ومعالجة وحل القضايا التشغيلية والخدمية للأعداد الكثيفة من اقتراح وسائل تقنية وأنظمة ذكية لإدارة وتشغيل المدينة المنورة والمسجد النبوي، واقتراح وسائل مبتكرة للجمع والتخلص من النفايات الصلبة بالمدينة المنورة، وتنظيم الاستفادة من المؤثرات المناخية في تحقيق التهوية الطبيعية والظلال وتلطيف الأجواء بالمسجد النبوي الشريف، ودراسة السكان والإسكان واستعمالات الأراضي والبنية التحتية والمرافق العامة بشكل دقيق يحقق أهداف التنمية المستدامة، والتأكيد على أهمية احتواء المخطط الشامل لتفاصيل كافية تمكن القطاعين العام والخاص من اتخاذ القرارات المناسبة التي تساعد على إجراء الدراسات التفصيلية عند الحاجة، وبصفة عامة سوف يراعي هذا المخطط تنمية المدينة المنورة على أعلى مستويات التخطيط العمراني من كل جوانبها المختلفة، الإسكانية والبيئية والمواصلات، بما يكفل تحقيق الأمن والسلامة وراحة الحجاج والمعتمرين والزوار.

* فيما يتعلق بالحمى العمرانية ما المقصود بها وكيف سيكون التعامل معها؟

- أعتقد أن منطقة ما حول الحرم، لا بد لها من مواصفات معينة، فهنالك عمارة إسلامية وثقافة ومعالم تنبع من نفس التراث وليس فقط أن أعمل بنايات وأضع مشربيات، وإذا دخلت المبنى وجدته لا يوحي بأي شيء، لذلك أرى أنه ضمن مسؤوليتنا للأجيال القادمة أن نحفظ لهم هذا التاريخ. والآن لدينا 3 مشاريع، مثل مشروع دار القلم، الذي يحكي كافة المخطوطات، مخطوطات القرآن، وهو عبارة عن مبنى ومتحف نعمل به مع الأمير فيصل بن عبد الله وزير التعليم، ومشروع دار القرآن مع وزارة الشؤون الإسلامية والأمير سلطان بن سلمان، ويضم كل ما يختص بالقرآن الكريم، وأيضا دار السنة وفيها كل ما يعنى بالسنة، وهناك تنسيق بيننا وبين جائزة الأمير نايف، وهناك «طريق السنة» وهو من المواضيع التي طرحت وخلصت دراستها، وإن شاء الله سوف تنتقل لمرحلة التنفيذ من ضمن الإستراتيجية وهي من الأشياء المعمولة.

* وما هو تفصيل مشروع طريق السنة؟

- هو طريق من المسجد النبوي إلى قباء يراعى فيه الطابع الأصيل والعمارة الإسلامية، وسيكون جزء منه للمشاة وجزء للسيارات، وهناك أشياء كثيرة أخرى غيرها، وأشير إلى أن المدينة القديمة كلها راحت داخل الحرم، فكل إنسان عمرة فوق 60 أو 65 سنة من أهل المدينة ولد في الحرم وفي ساحات الحرم، لأن المدينة كلها كانت هناك، في المنطقة المركزية، فهل من المعقول أن أخرج أهل المدينة كلهم من المنطقة المركزية إلى خارج الدائري الثاني والثالث وداخل المنطقة ولا يكون لهم إلا أنهم يذهبون إلى الحرم ويعودون، نعم الزوار لهم حق كبير والحجاج لهم حق كبير ونخدمهم، لكن أيضا أهل المدينة لهم حق، ومن حق أهل المدينة أن نحافظ على هذه الأشياء المهمة جداً وهذه مدينة رسول الله وهناك أشياء لا بد من إبرازها بشكل يليق بها.

* مشروع المرصد الحضري ...إلى أي مدى أسهم في حل مشاكل المدينة المنورة أو نقلها بشكل واضح؟ وهل وجدتم دقة في ما يتم رصده؟

- المركز الحضري، كما هو معروف، عبارة عن قاعدة معلومات، وبدراسة هذه المعلومات تعطى بعض المؤشرات، التي لا بد أن تؤخذ بالاعتبار من قبل صانعي القرارات، والقرار يبنى على تفاصيل، فكلما كانت التفاصيل دقيقة كان القرار أقرب إلى الصواب، وكلما كانت المعلومات مغلوطة أو مبالغاً فيها، كان القرار خاطئاً، وأحياناً نطلب معلومات من بعض الدوائر وتعطى معلومات قديمة أو جديدة، لذلك لا بد أن تكون هناك جهة مسؤولة عن ذلك. لدينا مؤشرات كبيرة، منها ما يتعلق بوفيات الأطفال وتلوث المياه ومعلومات عن التنمية، كلها مأخوذة في الاعتبار، والمرصد حقق جائزة على مستوى العالم الإسلامي وتسلمها خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، في زيارته الأخيرة للمدينة المنورة، ولا بد من التنويه أن الأمير مقرن بن عبد العزيز هو صاحب فكرة المرصد الحضري.

* هل هناك قرارات اتخذت بناء على المرصد الحضري؟

- نعم هناك قرارات عليا لها دخل بالتنمية تتعلق بمستوى عدد السكان، فمثلا هناك مناطق فيها أعداد معينة من السكان يستطيعون الوصول إلى الخدمات بعد 10 كيلومترات، ومناطق أخرى يصل السكان فيها إلى الخدمات بعد 70 كيلومتراً، بعضها له دخل بالمياه وبعضها له دخل بالصحة.

* إلى أي مدى أنتم راضون عن حضور القطاع الخاص في المدينة المنورة؟

لا بد من مساهمة أكبر، فبعض تجار المدينة يعملون في مناطق أخرى أكثر من المدينة، لكن الكلام هذا بدأ يتغير، لأن المدينة تغيرت، فمنذ عشر سنوات أصبح فيها حراك كبير في هذا المجال، في التوسع في رقعة المدينة، والخدمات والزوار، وأصبحت فيها قدرات استيعابية أكبر لمشاريع توسعة الحرم والمطار الدولي وكل العناصر الجاذبة للقطاع الخاص، واعتقد أن التاجر الذي يتخذ القرار تهمه الأرقام، والأرقام هنا تأتي في صالحه وسوف يأتي، واعتقد أن مشروع تطوير العشوائيات أيضا سوف يعتمد كثيراً على القطاع الخاص، وهناك أيضا كثير من مجالات الاستثمار في ينبع للدولة وللقطاع الخاص، هناك الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وهي من أنجح المشاريع، لأنها رجعت رأس مالها أكثر من مرة وهذا دليل نجاح، ولا ننس التوسع أيضا في ينبع 2، ومنطقة المدينة المنورة تضم 151 مصنعاً، منها 106 مصانع في المدينة المنورة و45 في ينبع، لذلك نقول إن هناك حراكاً، نعم، لكن الرضا لا، لا بد من أن يكون هناك حراك لمشاريع الشباب الصغيرة، وقد بدأنا العمل مع صندوق المئوية والصناديق التنموية لإعطاء الشباب الفرص الكاملة.

* نسمع عن تحرككم لتوطين مفهوم «صنع في المدينة» فماذا فعلتم في هذا الشأن؟

- وفقا للواقع الجديد تحتم علينا خصوصيتنا وإرادة التميز، التفكير بحرفية صناعية ونظرة تسويقية ثاقبة تدفعنا إلى توطين مفهوم «صنع في المدينة» باعتباره علامة تجارية تسوق نفسها، والاهتمام بدعم وتطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة والصناعات الحرفية والتقليدية، ومن هذا الإطار أناشد المستثمرين بالقطاع الخاص، المحلي والإسلامي، تشجيع مثل هذه الاستثمارات بمدينة المصطفى، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، والاهتمام بصناعة المعارض التجارية للتعريف بمنتجات المدينة المنورة، خاصة ونحن مقبلون على مشروع عملاق سيسهم بمشيئة الله في تغيير الخارطة الاقتصادية بالمدينة المنورة، التي من المنتظر أن تستقطب رساميل كبيرة من داخل المملكة وخارجها، والمتمثل في مدينة المعرفة الاقتصادية خاصة، والمملكة صنفت وفقاً لتقرير البنك الدولي الصادر مؤخرا كأفضل دول الشرق الأوسط من حيث تنافسية بيئة أداء الأعمال وأكثر الدول جاذبية للاستثمارات الأجنبية وفقاً لتقرير الاونكتاد.

* وكيف تنظرون إلى مشروع مدينة المعرفة وما هي التغييرات التي تتوقعون أن يحدثها في المدينة المنورة؟

- لا شك في أن إنشاء مدينة المعرفة الاقتصادية التي يبلغ حجم الاستثمارات فيها نحو 30 مليار ريال سعودي يحمل أهمية خاصة بالنسبة للقطاع الخاص، الذي بدأ يسجل حضوراً قوياً من خلال جذب المدينة تجمعا قوياً من الشركات السعودية مثل، «صافولا» و«طيبة للاستثمار والتنمية العقارية» و«ركيزة العالمية للتنمية الصناعية»، على سبيل المثال، كما أنها مدينة مفتوحة للمستثمرين الأجانب للمشاركة في مختلف الاستثمارات، وقد تم إنشاء شركة إدارة لجذب الاستثمارات.

* بالعودة إلى مشروع «صنع في المدينة»، يلاحظ أن اسم «تمور المدينة» أصبح مستغلا عالميا من قبل شركات في دول أخرى توزعه على أنه من المدينة المنورة؟ - التدليس يقع في أي مكان، وإذا رجعت إلى جميع الأشياء ذات القيمة عند المستهلك تجدها تعرضت للتدليس والتقليد على مستوى العالم، واعتقد هذه مسؤولية، ومسؤولية كبيرة على وزارة التجارة التدخل في الموضوع، خصوصا أننا في مرحلة تعتبر بلادنا ضمن اتفاقية التجارة العالمية وجزءاً منها، وهو أمر لا بد منه.

* دائماً ما يفاخر أهل المدينة بأنها المكان الأول للهدوء والطمأنينة والسلام، لكنهم يضعون مؤخراً أيديهم على قلوبهم خشية أن يتغير ذلك بسب المشاريع وعمليات التنمية فما رأيكم بذلك؟ - لا أعتقد أن المشاريع التي تشهدها المنطقة لها تأثير سلبي على قاطني طيبة الطيبة، بل بالعكس، فإن ما أنجز من مشاريع وما سيتحقق على أرض الواقع في المستقبل المنظور من مشاريع حيوية بدعم متواصل من لدن خادم الحرمين الشريفين واهتمامه الكبير بالمدينة المنورة وتوجيهاته، حفظه الله، بتقديم أفضل الخدمات لأهالي المنطقة، كل ذلك بإذن الله سيبعث الطمأنينة في نفوس ساكني المدينة ويوفر لهم الحياة التي يتوقون إليها. * مستثمرون في قطاع الإيواء للحجاج يشتكون من أن لجنة الحج تتبنى في كل عام سلسلة من المعايير العالية والصارمة والمتجددة والمتعبة، مما يهدد استثماراتهم؟ موضوع الحج مهم وخدمة الحجاج شرف لهذا الوطن وقيادته وكل مواطن، بعض الحجاج يجمع قيمة وتكاليف رحلة الحج سنين طويلة حتى يأتي، وكونه يأتي ولا يلقى المكان المناسب وهو يأتي بمقابل أمر غير مقبول، كل من يتحدث عن المعايير العالية والصارمة مدفوع لهم بالكامل، وسبق وأن كانت هناك فترات معينة المشاريع فيها غير كافية للحجاج، فأصبحوا يأخذون بيوتاً ومراكز إيواء غير مناسبة، والآن يأتي حاج من أقصى الدنيا على أساس يأخذ غرفه هو وزوجته، ليجد نفسه في غرفة مع 10 رجال، وزوجته في غرفة أخرى مع 10 نساء هذا غير مقبول، هناك شروط والشروط أولا احترام روح الإنسان وراحة الحجاج الذين أتوا في رحلة تعبدية وروحانية، وليس من المعقول ذلك إذا لم نستطع توفير الراحة والسلامة والوضع الصحي المتكامل والخصوصية فأنت غير مؤهل، وكان في السابق بعض الاستثناءات، أما في العام الماضي فألزمناهم كلهم بتلك المعايير وحصلنا على إشادة من سيدي النائب الثاني وزير الداخلية في هذا الموضوع، وطلبنا أن لا نستثنى من المعايير، والعمل بالمعايير الصارمة ونفذناها، والحجاج مرتاحون ومن لا يلتزم بالمعايير ويسكن الحاج في مكان غير لائق نأخذ الحاج ونسكنه في فندق خمسة نجوم وندفع متعهد إسكانه قيمة هذا المكان.

* هل استبعدتم مستثمرين من السوق على أثر عدم التزامهم بهذه المعايير؟

- نحن لا نستبعد مستثمرين نحن نستبعد أماكن، نحن نقول طبق النظام وضع رأسك في السماء، أو لا تطبق النظام وتعرض نفسك للمسألة، والموضوع يتعلق براحه وحياة الناس وهي مسؤولية دولة، فلو انتقد أحد وضع الحجاج في أي مكان سنأخذ الموضوع بشكل شخصي ولا نقبل ذلك، فإذا أتاك زائر أو ضيف لوالدك أو ابن عمك وضعته فوق رأسك، فما بالك بضيوف الرحمن، فهم أولى.

* تكاد الصحف المحلية اليومية لا تخلو يومياً من قضية ؟ إما «خطأ طبي» أو إضراب عمالة الصحة أو مشكلة تدور في كواليس صحة المدينة ؟ ألا ترون أن قضية صحة المدينة أصبحت مشكلة مزمنة تحتاج إلى حل؟

- هناك أسباب كثيرة، لأن الرقابة كانت قليلة على الشؤون الصحية وتعاقب عليها موظفون كانوا يتنقلون بين القطاعات، يعملون في الشؤون الصحية ومن ثم يعملون في القطاع الخاص، وتردي الخدمات الصحية كان لصالح القطاع الخاص لكي ينمو، واعتقد أنه لو اكتملت مشاريع الدولة لن يكون هناك قطاع خاص إلا إذا كان موجوداً كما يجب، وسبق أن أغلق مستشفى بسبب عدم وجود أخصائي تخدير، أيضا عندما تشاهد معاهد صحية يتدرب أو يدرب فيها غير الأكفاء كل هذه إذا تساهلت فيها تزيد من الأخطاء الطبية، فلا بد من إيجاد المعطيات في كافة المرافق وأرواح الناس ليست لعبة، لذلك هناك اشتراطات لا بد من إيجادها، فلو كان هناك مستشفى غير مؤهل لتم إغلاقه أفضل من أن يلعب بأرواح الناس. * وكيف ترون الوضع الآن في القطاع الصحي في المدينة؟

- اعتقد أنه بدأ يتحسن من 3 سنين تقريبا، حيث إنه منذ 18 سنة لم يزد عدد الأسرة في المدينة المنورة سريرا واحدا وهذه الأشياء التي رفعناها للمقام السامي وعملت أنا في ذاك الحين مع الدكتور حمد المانع، وزير الصحة السابق، اعتمدت مستشفيات على مستوى المدينة والمحافظات افتتحنا فيها 8 مستشفيات، أيضا هناك مدينه الملك عبد الله الطبية وهناك أبراج للقلب، خاصة انه في السابق لم تكن هناك قسطرة في كل مستشفيات المدينة، وأنا قلت لو أخذنا فلوس الإخلاء الطبي ووضعت في خدمات صحية لكفت، فالدولة لم تقصر وكل منطقة لها حصة معينة ونحن نتابع ونتأكد أن منطقة المدينة تحصل على حقها كاملا وهذا ما وضعنا له.

* كان لكم موقف صارم بإيقاف عدد من المعاهد غير المؤهلة في المدينة الشهر الماضي، وإمهالها لتعديل وضعها فماذا حدث حتى الآن؟ - نحن وضعنا المعايير وفي طور المتابعة، ومن لم يطبق المعايير ولم يحسن وضعه لن يعلن هذا العام، ولن يقبل أحد في الفصل الدراسي القادم.

* «فئة الشباب» وهي الفئة الأكبر في السعودية، تواجه مشكلة عامة بعدم وجود أماكن لقضاء أوقات فراغها، فكيف تتعامل المدينة مع هذه المشكلة؟

- صحيح، والشباب طاقة إذا لم توجههم بالشكل الصحيح فإن هذه الطاقة تذهب لأي اتجاه، واعتقد أن عمل أماكن تعنى بنشاطهم البدني والترفيهي والذهني مهم جدا حتى أن بعض الأفكار التي لا يتقبلها المجتمع قد تدخل لأطفالك عن طريق الترفيه، وقد تحركنا في هذا الاتجاه ووضعنا ملاعب في الأحياء بدأناها بـ8 ملاعب في المدينة وبعضها في بعض المحافظات، وهناك أكثر من فكرة تحت الدراسة، مثل مراكز الأحياء والمدن الترفيهية، وفي مدينة المعرفة الاقتصادية هناك شق كبير من الترفيه وسنعمل على مجالات الترفيه بالتعلم ونطالب رعاية الشباب بدعم اكبر للمنطقة، وقد سبق أن نوقش هذا الموضوع في إحدى جلسات مجلس المنطقة وأقر المجلس إحالته لجهة استشارية لدراسته بشكل مستفيض والرفع بما يتم التوصل إليه من توصيات تهدف إلى ملء أوقات الفراغ لدى الشباب بما يعود عليهم بالنفع بإذن الله، وسوف يعلن عن تلك التوصيات حال إقرارها.

* يلاحظ أن المرأة إلى الآن لم تسجل حضورها بالشكل الكبير في المدينة المنورة في مجال العمل والأعمال، فما هي رؤيتكم لذلك؟

- هناك برامج تنموية مقسمة حسب شرائح المجتمع، والمرأة كفوءة لا تقل عن الرجل، لكن المبادرات لا بد أن تأتي من المرأة نفسها. أنا غير راض عن النشاط التجاري والغرفة التجارية في المدينة، وكان هناك لقاء مؤخرا مع وزير التجارة بخصوص نشاط المرأة في التجارة، أما بخصوص مشاركتها في الغرفة التجارية لدينا أشياء بالغرفة يجب أن ننظمها قبل إدخال المرأة فيها.

* تحدثت عن غرفة المدينة وعدم رضاك عنها، ففي نظرك ما هو الحل لما يدور فيها من إشكالات؟

- شكل فريق من قبل وزير التجارة وتدخل في الموضوع، موضوع التجارة والغرف التجارية والقطاع الخاص بشكل عام، وهذا يترتب عليه قوانين ونظم وأشياء معينة، هم يعرفون كيف يتعاملون معها، ونحن نؤمل من الشباب الوعي والتصرف كمسؤولين ومتعلمين، واعتقد أنه لا بد من الرقابة وعندما تأتي لشخص قائم بعمله بأكمل وجه فإن الرقابة تعد فرصته لإظهار مهاراته، أما لو جئت لأحد وتعذر عن الرقابة بالثقة فهذا أمر آخر.

* ما هي خطتكم السياحية للمدينة المنورة، وأين وصلتم في تنفيذها، وكيف يتم الاستفادة من وجود الحرم الشريف سياحياً؟

- هناك تواصل مع الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في هذا الموضوع ومنطقة المدينة المنورة في حراك كبير، فلدينا سياحة وآثار في المدينة وفي العلا والرايس، وهناك منطقة الفقرة وهي لا تقل أهمية عن الشفا والسودة، وهناك مناطق كثيرة مثل العلا ومطارها على وشك الانتهاء، وسيتم إنشاء فنادق في المدينة القديمة بالعلا وينبع، وقبل شهرين رئيس اليونسكو زار العلا والبلدة القديمة بمحافظة العلا، وهيئة السياحة بدأت تقدم قروضا لأصحاب البيوت القديمة ليجددوها بشكل معين حتى تكون كلها قرى تراثية، ونحن ندرس أيضا تجارب قرى أثرية في الخارج لتطبيقها هنا، ونركز حاليا على العلا وندرس أمر الفقرة مع الهيئة العليا للسياحة ووزارة الشؤون البلدية والقروية.

* كيف تقيمون مستوى الخدمات في المحافظات التابعة للمدينة؟

- أمامنا طريق طويل في أشياء كبيرة، وقد أنجزت لدينا مناطق كانت تفتقد للخدمات مثل منطقة أبو راكة، التي لم يكن بها شيء، والآن الخدمات فيها تقريبا اكتملت، وهذا بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين، خاصة أن توفير الخدمات يقلل الضغط على المدينة والخدمات الصحية والتعليمية، ونحن نطمح في الأكبر إلى أن نصل إلى مستوى أفضل في كل المجالات الخدمية.

* المتجول في المدينة يلاحظ غياب وسائل النقل العام ؟ فما هو تحرككم في هذا الشأن؟ - المنطقة المركزية سيكون بها أربعة مواقف مربوطة بالحرم بالمترو والقطار السريع، أما بالنسبة لـ«اليموزين» والتاكسي هناك لجنة شكلت وهي من ضمن الدراسة، والدور على القطاع الخاص والقطاع الخاص لن يدخل إلا بضبط العملية العشوائية الحاصلة في موضوع النقل، وهنا تدخل مشكلة أخرى، أتذكر أنه في إحدى المرات كان أمام بيتي 300 سواق حافلة متوقفين، لأننا منعنا حافلاتهم لافتقادها السلامة، وحصلنا لهم على تمويل ليشتروا حافلات جديدة ليشتغلوا فرفضوا، لأنهم يؤجرونها إلى العمالة الأجنبية أساسا.