حائل: «المذياع» بشير فرحة العيد للبادية و«الحائليون» يحيونه بـ«الهجيني» و«المطارحة»

مناسبة للاجتماع والمصالحة بين الخصوم وإحياء تقاليد الماضي

TT

لم يصمت صوت المذياع، ولم يتوقف أثير الإذاعة السعودية عن السفر إلى أرجاء المملكة، فلم يفقد مكانته كبشير السعد بقدوم عيد الفطر السعيد عند كثير من أبناء البادية، وخلق العيد ألفة بين البدو والمذياع، كان سببها تحلقهم حوله لترقب إعلانه.

يقول كريم العنزي، وهو مواطن سعودي في العقد السادس من عمره، وأحد أبناء البادية، ويقطن صحراء النفود الكبرى «كنا في السابق نترقب العيد بمتابعة ورصد منازل القمر، وحالياً نترقب الإعلان عنه عن طريق المذياع الذي نحرص على شرائه في رمضان، أو الذهاب للقرى المجاورة للتأكد من إعلان العيد».

ويضيف «بعد التأكد من ظهور الهلال يعلن في النزل (مكان تجمع البدو) أن غداً هو العيد، وفي ساعات الصباح الأولى من أول أيامه يذهب كبار السن والقادرون للقرى والهجر لأداء صلاة العيد».

ومع ذلك، فإن كثيراً من أهالي منطقة حائل «شمال السعودية» ما زالوا يحافظون على عادات وتقاليد خاصة في العيد كانت سائدة في الماضي، ويتم إحياؤها سنوياً، ويأتي في مقدمتها تجمع سكان الحي في موقع محدد صباح العيد، لتبادل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة، ويحرص كل ساكن في الحي على إحضار وليمة العيد.

ويكون الاجتماع الثاني في المساء للتعبير عن فرحة قدوم العيد بأداء العرضة النجدية والسامري، وإلقاء الشعر، والسباق على ظهور الجمال، والمصارعة بين الشباب، وتستمر على مدى ايام العيد. وتختلف عادات العيد بين سكان البادية والحاضرة من أهالي حائل. ويؤكد العنزي أن للعيد نكهة خاصة عند البدو، وخصوصاً عيد الفطر المبارك، إذ يحرص البدو الرحل على التجمع في شهر رمضان بالقرب من بعضهم، ويجتمع أبناء 10 عائلات في الغالب لأداء الصلاة معا والتواصل فيما بينهم.

وعن طريقة الاحتفال بالعيد، يقول «بعد انتهاء صلاة العيد نعود للنزل في الصحراء، ونقوم بتقسيم ولائم العيد، حيث يكون الفطور عند عائلة تقدم حميس اللحم والخبز على نار الحطب، والغداء عند أخرى، والعشاء عند عائلة ثالثة، ويقدم التمر مبسوسا «خلطة» مع السمن العربي وثمار شجرة السمح «نبات صحراوي» كحلوى للمعايدين، ويصاحب ذلك في الصباح سباق بين الشباب على ظهور الجمال ينشدون خلالها الشعر «الهجيني»، وتتخلل ذلك مطارحة «المصارعة» بين اثنين يتم تحديدهما من قبل صاحب الضيافة في ذلك اليوم وسط متابعة من الجميع، وبعد وجبة الغداء يلقي الشعراء قصائدهم، ويتحدث الراوية عن قصص وحوادث قديمة، كما تطرح الألغاز شعبية تطرح على الحضور». ويضيف «في المساء بعد انتهاء الجميع من وجبة العشاء يتقدم شاعر صفي العرضة النجدية، ويبدأ الجميع في أدائها أو أغلبية الحضور، فيما يؤدي الشبان بعدها «السامري» وسط متابعة من كبار السن الذين يحرصون على تقييم مستوى أداء الشباب لهذا الفن».