متطوعون يمسحون الحزن عن وجه الخبر بعد أحداث الأربعاء الغوغائية

بطاقة اعتذار باسم الشباب السعودي بأربع لغات للعاملين في المحلات التجارية

جانب من آثار التخريب الذي تعرضت له مطاعم ومقاهٍ على الواجهة البحرية في الخبر («الشرق الأوسط»)
TT

أطلق متطوعون سعوديون من الشباب حملة لمواساة أصحاب وعمال المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية التي تعرضت للتخريب مساء الأربعاء الماضي عشية الاحتفال باليوم الوطني، وهي الأعمال التي أسفرت عن تخريب عدد من المتاجر، وجرى القبض على عشرات المشاغبين الذين تسببوا في الأحداث.

وكانت مدينة الخبر، شرق السعودية، تعرضت لأعمال تخريب واسعة قام بها بعض الشباب في المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي الموجودة في منطقة الكورنيش، شملت تكسير النوافذ وواجهات المحلات والعبث بمحتوياتها وسرقة مبالغ مالية موجودة بها. وتهدف الحملات التطوعية التخفيف من آثار هذه الأحداث، وتقديم اعتذار باسم الشباب السعودي إلى المتضررين منها. يأتي هذا في حين انشغلت الجهات الأمنية بمواصلة اعتقال مرتكبي هذه الأحداث والتحقيق معهم وسط انشغال المتضررين من أصحاب المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي بإصلاح الأضرار وتقدير الخسائر الناتجة عن الأحداث. وبادر نادي الخبر التطوعي الذي أمسك بزمام المبادرة، حيث اتخذ أفراده جملة من الخطوات لعلاج آثار ما حدث على المدى القصير من خلال المشاركة في أعمال رفع الضرر الناتج، كما قرر النادي القيام بخطوات على المدى الطويل تشمل تنفيذ حملات توعوية لتفادي حصول مثل هذه الأحداث مرة أخرى.

ويقول علي باطرفي رئيس نادي الخبر التطوعي في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن أعضاء ناديه توجهوا مباشرة إلى موقع الأحداث للمشاركة في إصلاح الأضرار، وحين وجدوا أن المحلات التجارية قد تولت هذا الأمر قرروا تنفيذ حملة اعتذار باسم الشباب السعودي إلى أصحاب المحلات التجارية والعاملين فيها. مبينا أن هذا الاعتذار ينبع من إيمانه بأن من قام بهذه الأحداث المؤسفة لا يمثلون الشباب السعودي رغم كونهم فئة موجودة بداخله. مشيرا إلى أن ناديه قام بإعداد بطاقة اعتذار كتبت بأربع لغات هي الانجليزية والعربية والأوردو والفلبينية يتضمن محتواها اعتذارا باسم الشباب السعودي إلى أصحاب المحلات التجارية وتوضيحا بأن ما حدث لا يمثل الشباب السعودي كافة. ويشير باطرفي إلى أن الاعتذار سيكون على شكل حملة تنفذ اليوم الأحد يقوم من خلالها أعضاء نادي الخبر التطوعي بمواساة أصحاب المحلات التجارية وتقديم شهادات اعتذار تعلق على واجهات المحلات، وكذلك توزيع الحلوى والهدايا. مؤكدا أن أعضاء النادي يعملون على المدى الطويل على توعية زوار الخبر وقاطنيها في المناسبات القادمة بأسلوب الاحتفال الإيجابي بالأعياد واليوم الوطني من دون تخريب أو تكسير. مشيرا إلى اقتراح في هذا الصدد يتعلق بإنتاج فيلم عن مدينة الخبر وسكانها المتميزين والإشادة بمرافقها وقاطنيها، وذلك في سبيل توعية زائريها بأهمية المحافظة على الخبر جميلة ومتألقة. وشهدت المواقع الإلكترونية والفيس بوك وتويتر والمدونات والمنتديات تفاعلا كبيرا مع الحدث حيث استنكر زوارها هذه الأحداث وأطلقوا عليها مسميات عدة من ضمنها «الأربعاء الأسود» و «أحداث الثالث والعشرين من سبتمبر» و «ليلة تدمير الخبر». وشهد أحد المنتديات إطلاق حملة تفاعلية تحت عنوان «نريد حلا» يقول مديرها مهدي هزازي من منتدى أصدقاء الخبر الإلكتروني بأن الحملة تهدف للتعريف بما حدث، وتعريف النشء بالطرق الإيجابية والحضارية للاحتفال بالمناسبات. ونقل صورة إيجابية عن الشباب والمجتمع السعودي والوقوف مع أصحاب المحلات المتضررة، وبحث أسباب هذه الأعمال الغوغائية لتفادي عدم حدوثها مرة أخرى. مطالبين بإنزال أقسى العقوبات بمرتكبي أحداث الأربعاء الأسود، وتحميلهم تكاليف ما حدث رافعين في ذلك شعار «اجلدوهم قدامنا».

كذلك قام شبان تابعون لفريق «أولاد الخبر» بحملة تطوعية هي الأخرى استهدفت توجيه اعتذار باسم الشباب السعودي للعاملين في المحلات المستهدفة بأعمال التخريب، والمساعدة على تنظيف المحلات ورفع الأضرار الناجمة عن الأحداث. وبدا جليا أن الأحداث كانت مثار إستغراب المقيمين في المدينة.

ففي صفحتــه على موقع الفيس بوك أشار عمر عثمان الذي بادر بزيارة أصحاب المحلات التجــارية لمواســاتهم فيما حدث إلى أنهم أبــدوا انزعاجا كبيرا من هذه التصــرفات. حيث أكد مدير أحد المطاعم التي تعرضت للنهب والتكسير وهو فلبيني الجنسية أنها المرة الأولى التي يشاهد فيها مثل هذه التصرفات منذ اثني عشر عاما هي عمر إقامته في السعودية. مشيرا إلى أن محله تعرض للنهب وسرق من خزانته مبلغ اثنا عشر ألف ريال ســعودي ( 3200 دولار). وإلى جانب الفيس بوك الذي استنكر مستخدموه الحدث بمشاركة الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بأعمال التخريب والتعليق عليها، فقد أبدى المدونون استنكارا جليا من خلال كتابة مواضيع تتناول الحدث باستغراب ودعوات إلى معاقبة المخربين وتقديم اعتذارات عما حدث.