جدة: 50 شابا ينخرطون في أول برنامج لتحويل الأفراد إلى «منتجين»

ضمن برنامج الأسر المنتجة وبمطالبة من الشؤون الاجتماعية والسياحة

جانب من إنتاج السيدات المنخرطات في برنامج سابق
TT

يسعى نحو 50 شابا سعوديا مطلع العام القادم للتحول إلى أفراد منتجين بعد التحاقهم ببرنامج «الأسر المنتجة» التابع للبنك الأهلي الذي أدرج في خطته لعام 2010 السماح للعنصر الرجالي بالانضمام إلى ذلك البرنامج بعد نجاح تخريج أكثر من 2000 فتاة تدرج أسماؤهن في سجلات الجمعيات الخيرية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية.

وأوضحت باسمة العتيبي مسؤولة برامج الأسر المنتجة في البنك الأهلي أن الجمعيات الخيرية والهيئة العليا للسياحة طالبت بفتح المجال للرجال من أجل الالتحاق ببرنامج الأسر المنتجة.

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط» نطمح في الخطة القادمة إلى تدريب فئة الشباب لأول مرة وذلك باستهداف نحو 50 فردا، باعتبار أن الرجل يعد جزءا من الأسرة يجب الاهتمام بتدريبه وتعليمه حرفة يستفيد منها بدلا من أن يكون عالة على المجتمع.

وأشارت إلى «أن هؤلاء الشباب سيخضعون لدورات متعددة تتضمن الفخار والحلاقة والخياطة وغيرها». مؤكدة على وجود تشجيع من جميع الجهات وليس البنك الأهلي فقط في ظل قيام حوالي خمس موظفين من ضمنهم 3 سيدات على ذلك البرنامج.

وأضافت «بدأ اهتمام دائرة المسؤولية الاجتماعية بالأسر المنتجة والمشاريع الصغيرة منذ عام 2006، إذ تم تأهيل أكثر من 2000 متدربة خلال 150 دورة تدريبية على نطاق السعودية، خاصة فتيات الأسر الموجودة تحت سجلات الجمعيات الخيرية والتابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية بعد القيام بعملية مسح لكل منطقة ومعرفة الاحتياجات التي تخدمها، الأمر الذي يكفل لهم دخلا جيدا عن طريق اعتمادهم على أنفسهم.

وكشفت مسؤولة برامج الأسر المنتجة في البنك الأهلي عن وجود دورات في التجميل والفنون والطبخ، بالإضافة إلى دورات حرفية تراثية تتمثل في الفخار والسعف. لافتة إلى أن دورات الخياطة والطبخ كانت الأكثر إقبالاً من قبل الفتيات في السعودية.

وأرجعت سبب كثرة الطلب على الدورات إلى احتياجات كل منطقة، إذ تتميز كل من منطقتي الشمال والجنوب بالإقبال على الدورات الحرفية، فيما تتباين احتياجات المناطق الأخرى ما بين الطبخ والخياطة.

وأشارت العتيبي إلى أن البنك الأهلي قام بعمل كتيب صغير شامل لجميع مناطق السعودية، يحتوي على صور للمنتجات وأرقام التواصل بالفتيات بعد الاتفاق معهن وأخذ موافقتهن ليصبح بمثابة نقلة نوعية لهن.

وحول استمرارية متابعة البنك الأهلي لهذه الفئات بينت أن البنك يتابع تلك الفئات حتى بعد اعتمادهم على أنفسهم، ويحاول تقديم الجديد من البرامج والدورات والمعارض، الأمر الذي يعود عليهم بالفائدة كمساعدة لهم في تسهيل جميع الأمور.

ومن بين الفتيات المتخرجات من برنامج الأسر المنتجة تعمل نوف الحربي على استغلال قطع الزجاج والتحف التالفة في إعادة تزيين مختلف الصناديق والكماليات الأخرى المستخدمة في زينة المنزل لتخرج بقطع فنية جديدة ومتنوعة.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» غالبا ما أستفيد من الأواني الزجاجية المكسورة مثل الأطباق والأكواب بعد إعادة تشكيلها وتعديلها كي تصبح قطعة فنية صالحة للاستخدام مرة أخرى في أغراض الزينة داخل المنازل، لافتة إلى أنها توفر تلك الخامات بنفسها.

ولا تخلو ممارستها لهوايتها من الصعوبات كونها تتعامل مع قطع زجاجية وسيراميك، ما يحتم عليها أخذ الحذر باعتبارها تؤدي إلى جرحها كونها حادة. مبينة أنها تستخدم المبرد والكسارة والصمغ والقطعة التي تقوم بتزيينها.

وأضافت «أقضي في العمل نحو ساعتين من الوقت يوميا لإنجاز أربع قطع، إضافة إلى استقبالي للعديد من الطلبات المتضمنة أطباق الشوكولاته المستخدمة في المناسبات المختلفة».

فيما تهوى أميرة العمري عمل القطع المشغولة بالصوف المتمثلة في الكوفيات ومفارش الطاولات والشيلان وغيرها، وذلك بمساعدة والدتها التي تتقن أيضا ذلك الفن. وتقول «أستطيع صنع نحو عشر قطع في غضون خمسة أيام، لا سيما أنني اكتسبت المبادئ الأساسية من والدتي لأصقل موهبتي من خلال الدورة التي التحقت بها في البنك الأهلي». موضحة «أنها تسعى لتسويق منتجاتها بين معارفها وأقاربها، عدا عن مشاركاتها في البازارات والمعارض النسائية».

وبالعودة إلى مسؤولة برنامج الأسر المنتجة التي لفتت إلى أن الالتحاق بالبرنامج يخضع لشروط عدة تتضمن الجنسية السعودية من دون أن لا يقل عمر الملتحق عن 18 عاما، إضافة إلى التأكد من تسجيل اسمه في سجلات الجمعيات الخيرية ووزارة الشؤون الاجتماعية.