اضطرت 30 معلمة في الأحساء الأربعاء الماضي إلى لبس الكمامات طيلة دوامهن الدراسي رغم عدم بدء دوام الطالبات، محاولة منهن لتخفيف ما يتعرضن له من الغبار والأتربة التي ملأت أروقة المدرسة من جراء تنظيفها من قبل مستخدمات المدرسة، وقد دخلت بعض معلمات مصابات بأعراض الربو وحساسية الأنف في نوبة من السعال. وكانت معلمات المدرسة السادسة والمدرسة الثالثة والعشرون في مدينة الهفوف، وهما مدرستان في المرحلة المتوسطة منضمتان في مدرسة واحدة، تم نقلهن الأربعاء الماضي من مدرستهن بحجة ترميم مبنى المدرسة، إلى مبنى مهجور تتراكم فيه الأوساخ والغبار والأتربة وهو مبنى سابق للوحدة الصحية في مدينة الهفوف، ومن دون أثاث مدرسي، حيث تخلو الفصول من الطاولات والكراسي.
وتساءلت معلمات استمعت إليهن «الشرق الأوسط»: لماذا لم تتم عملية ترميم مدرستهن في فترة الإجازة المدرسية؟ ولماذا لم يتم تنظيف المدرسة الحالية قبل انتقالنا إليها؟ ومتى سيتم توفير الأثاث المدرسي واستكمال الاستعدادات لبدء عام دراسي استثنائي يختلف عن الأعوام الدراسية السابقة؟ في ظل الظروف الصحية الحالية من جراء معاناة العالم من مرض انفلونزا الخنازير التي تتطلب كل هذه الاحتياطات والعناية بنظافة المكان وتهيئة البيئة التعليمية الصحية والسليمة، خاصة أن بدء العام الدراسي سيبدأ اليوم السبت.
وقالت المعلمات إن دورات المياه في مدرستهن الحالية مغلقة كما أن المياه غير متوفرة، متسائلات بمرارة كيف سيتم استقبال طالبات المدرسة بعد يومين في أول يوم دراسي.
واستغربت معلمات من تصرفات عمل لجنة المتابعة التي قامت بزيارتهن أمس، وعدم اهتمامهن بوضع المدرسة، وتركيزهن فقط على وقت إقفال الدوام المدرسي ومساءلة المعلمات عن لبسهن ومخالفته للزي المدرسي المحدد من قبل إدارة التربية والتعليم.
من جهته أوضح مدير إدارة التربية والتعليم للبنات في الأحساء محمد بن إبراهيم الملحم لـ«الشرق الأوسط» وجود قصور في إدارة المتابعة في إدارته بشأن عدم ترميم مبنى المدرسة في الشهور الماضية وتأخيره إلى بدء العام الدراسي، وقال إنه وجه إدارة الصيانة بمعالجة سريعة وعاجلة للوضع في المدرسة الحالية بعد أن وصلته معلومات من إدارة التخطيط المدرسي عن حال المدرسة في اليوم نفسه من دوام المعلمات، وأنه يتابع بنفسه تدارك كل هذه الأخطاء، وأنه سيتم اليوم السبت الانتهاء من إعداد المبنى واستكمال الأثاث لاستقبال الطالبات وبدء الدراسة بشكل مناسب.