بعد 4 سنوات من تطبيقه.. «إرضاع الأيتام» نجح في مكة وفشل في الشرقية

«الشؤون الاجتماعية» تحتفي مساء اليوم بـ251 يتيماً ويتيمة.. تحفيزاً للعام الدراسي الجديد

وزارة الشؤون الاجتماعية تسعى لتهيئة الأيتام ذوي الظروف الخاصة اجتماعياً ونفسياً («الشرق الأوسط»)
TT

بعد مرور نحو 4 سنوات على تطبيق وزارة الشؤون الاجتماعية لبرنامج «القرابة من الرضاع» المعني بالأيتام ذوي الظروف الخاصة، كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط» عن فشل البرنامج في المنطقة الشرقية، مقابل نجاحه الكبير في منطقة مكة المكرمة، حيث تعاني الجهات المختصة في الشرقية من شح في عدد المرضعات، ورفض العديد من الأسر فكرة إرضاع الأيتام ذوي الظروف الخاصة.

وأفصحت سندس السيار، رئيسة قسم رعاية الأيتام في مكتب الإشراف الاجتماعي النسائي بالمنطقة الشرقية، لـ«الشرق الأوسط»، عن وجود صورة مغلوطة في الشرقية اقترنت ببرنامج إرضاع الأيتام، وهو ما أرجعته لترويج بعض وسائل الإعلام لكون البرنامج سيتسبب في إضاعة النسب وإفساد الأسر، قائلة «هذا البرنامج له تقريبا 4 سنوات، لكنه لم ينجح، والأسر صارت تتردد وتتخوف منه».

وأوضحت السيار أن الهدف من برنامج الإرضاع هو إيجاد إخوان للأيتام بالرضاعة، فعندما يكبر اليتيم يسهل عليه التواصل معهم، وتتكون أسر جديدة نتيجة الرضاع. مؤكدة على وجود إجراءات مشددة في البرنامج الذي تم عرض وإجازته من لجنة شرعية، تتضمن تنسيق موعد قدوم المرضعة وتسجيل اسمها وبياناتها وصورة من هويتها، وأخذ موافقة زوج المرضعة، وأضافت قائلة، «الناس بحاجة للتوعية بجدوى وأهمية هذا البرنامج، فبعض النساء يترددن كثيرا بهذه المسألة».

وحول إصرار بعض الأسر الحاضنة على نسب اليتيم المحتضن لأسمائها رغم أنها مسألة غير قانونية ومحرمة شرعا. قالت السيار «الأسر الحاضنة تفضل نسب الطفل لها، لكن نحن نقنعها بعدم إمكانية ذلك»، وتابعت، «نحاول في هذه النقطة التخفيف عليهم، فهذا القرار ليس قرارنا لأن نسب الطفل لأي عائلة قد يسبب مشكلة بالانتماء والإرث وغيره». مؤكدة أن التعميم الصادر بهذا الخصوص يسمح للأسر الحاضنة باختيار الاسم الأول والثاني فقط، مع اشتراط عدم مطابقته مع المحتضنين.

وشددت على أهمية إبلاغ اليتيم عن طبيعة حالته في سن مبكرة لا يتجاوز الـ5 سنوات. مؤكدة أن الإشراف الاجتماعي يقدم محاضرات للأسر الحاضنة بهذه المسألة. وأردفت بأن مشروع الاحتضان الذي تجاوز عمره الـ35 عاما واجه بعض الصعوبات، كحال بعض الأسر التي تتحفظ عن الإفصاح بوضع اليتيم فيفاجأ عندما يكبر ويدخل سن المراهقة بمعرفة وضعه من أصدقائه ومعارفه، مما يسبب له صدمة، وهو الأمر الذي أكدت أن الوزارة تحاول تفاديه والتوعية حوله.

من جهة ثانية، يحتفل مكتب الإشراف الاجتماعي النسائي بالمنطقة الشرقية مساء اليوم بإقامة حفل النجاح الرابع للأيتام المحتضنين لدى الأسر الحاضنة للعام الماضي، تحت شعار «نجاحكم فرحتنا»، ويمتاز حفل هذا العام بكونه لأول مرة سيأتي من تنظيم ومشاركة الأيتام أنفسهم، الذين سيقومون بتقديم كافة فقرات الحفل، إلى جانب بعض الأمهات الحاضنات.

وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» سماح بازنبور، مسؤولة العلاقات العامة وإدارة التطوع في مكتب الإشراف الاجتماعي النسائي بالشرقية، أن الحفل سيضم 251 يتيما ويتيمة، من مرحلة رياض الأطفال إلى مرحلة الجامعة والمعاهد بالنسبة للفتيات، ومن رياض الأطفال إلى الصف الرابع الابتدائي للأولاد. وبسؤالها عن سبب تأخير موعد الحفل إلى بداية العام الدراسي الحالي، أرجعت ذلك لرغبة الأيتام أنفسهم، متوقعة أن يكون ذلك محفزا لهم لتحسين مستوياتهم الدراسية.

وكشفت بازنبور بأن المنطقة الشرقية تضم وحدها 395 أسرة حاضنة، من المنتظر أن يشاركوا الأيتام فرحة الاحتفال، الذي تتضمن قائمة أهدافه: استثمار نجاح حفلات الأيتام المقامة سابقا، تفعيل التعميم الوارد من الوزارة رقم 57142 في 6/8/1429هـ الخاص بحفلات تفوق الأطفال الأيتام لدى الأسر الحاضنة، إدخال الفرحة والسرور في نفوس الأبناء والفتيات والأسر الحاضنة، دعم وتأكيد التواصل والاهتمام لجميع الملتحقين بالمراحل الدراسية.

إلى جانب ذلك، يهدف الحفل لتشجيع الأبناء والبنات على التفوق الدراسي، و بناء جسور من الثقة بين قسم رعاية الأيتام والأسر الحاضنة، وتفعيل الدور التكاملي بين المكتب ممثلا في قسم رعاية الأيتام والجهات الداعمة للحفل، والاستفادة من الخبرات السابقة وتطوير الأداء بشكل يحقق تطلعات الأسر، وأخيرا، تفعيل دور المتطوعات مع الأنشطة المقامة.   يذكر أن أحدث إحصائية صادرة من وزارة الشؤون الاجتماعية قدرت عدد الأيتام ذوي الظروف الخاصة «اللقطاء»، خلال العام الماضي بنحو 280 حالة في مختلف المناطق السعودية، وتصدرت منطقة مكة المكرمة المناطق الأخرى حيث سجلت 95 حالة، أما بقية المناطق فكانت بمعدل 33.4 في المائة من الحالات المسجلة، وحلت الرياض بالمرتبة الثانية بتسجيل 58 حالة، بنسبة 20.5 في المائة، فيما جاءت عسير في المرتبة الثالثة بتسجيل 36 حالة، بنسبة 2.12 في المائة.