طلاب جامعيون يواجهون «الأزمات المالية» بـ«الكتب المستعملة»

لمواجهة مصاريف الحياة وتعويض خسائر ماضية وتقليص المصاريف

العم حسين يقلب الكتب داخل مكتبته
TT

دفعت الازمات الاقتصادية المحلية كخسائر الاسهم التي لازال معظم السعوديين يجرون ويلاتها وارتفاع الاسعار وخلافها بطلاب جامعيين إلى استبدال الكتب الجديدة بالمستخدمه او تبادل الكتب فيما بينهم بشكل ملحوظ خلافا لاعوام مضت كانت عمليات الشراء للكتب الجديدة اكثر نشاطا.

ويعترف عاملون في نشاط المكتبات بانهم سجلوا ذلك منذ نهاية الفصل الدراسي الماضي وبداية الحالي وان كانوا يرون ان الحكم مبكر إلا أنهم يؤكدون ذلك.

ويذهب جمال احمد الذي يعمل في احدى المكتبات بقوله «تراجع بيع الكتب الجامعية وان كان محدودا الا اننا لاحظناه ونعلم انه نتيجة نشاط قابله في المستعمل او التصوير احيانا او تبادل الكتب بين الطلاب».

ويضيف «ليس هناك خسائر بالنسبة لنا باعتبار ان زبائننا من كل الجامعات والكليات والطلاب لكن التراجع موجود».

وبحسب جولة لـ«الشرق الأوسط» في سوق المكتبات، فان الطلاب الجامعيين في جدة مثلا، اتجهوا فعلا إلى شراء الكتب المستعملة وكذلك بيعها بعد الانتهاء منها وذلك بهدف تقليل مصروفاتهم والاستفادة من بيعها بعد استخدامها في مواجهة مصاريف الحياة الجامعية التي تواجههم.

ويذهب الطالب صالح حميدان إلى ان ما دفعه إلى الاتجاه إلى شراء الكتب المستعملة رغبته في تقليص المصاريف لتوفير هذه المبالغ وتوجيهها في مكان اخر افضل. معتبرا ان ذلك افضل فالكتاب نفس الكتاب لا يوجد فرق جديد او قديم.

ويضيف «عندما اشتري كتابا مستعملا أتفحصه أولا لأرى ما إذا كانت صفحاته ممزقة، فالكتب القديمة تدل على شخصية مالكها الأول».

ويواصل حميدان «أحيانا أستبدل الكتاب الذي عندي بكتاب من عند زملائي أو أعطيه لأحد زملائي، لأني لو بعت الكتاب لا احصل على ثمن سيكون قليلا جدا».

فيما يعتبر الطالب هيثم الجهني الاحتفاظ بالكتاب تضييقا لمكان السكن، ويقول «عقب إكمال المادة أجد أن الكتاب أصبح غير ذي قيمة فاتركه لدى صاحب المكتبة حتى يجد من يشتريه وأعود له بعد فترة من الزمن لاستلم قيمته عقب البيع». أشهر باعة الكتب المستعملة في حي الجامعة هو العم حسين مصطفى، الذي تخطى العقد الخامس من عمره، والذي يجلس في مكتبته الصغيرة القريبة من جامعة الملك عبدالعزيز يهدي استشاراته لطلاب الجامعة مستندا إلى خبرة طويلة استمرت على مدى ربع قرن في بيع وشراء الكتب المستعملة لطلاب الجامعة.

ويعتبر العم حسين الكتاب (كنز لا يفني) وصديقه الذي يشكو له همومه ويمده بالحلول، وقال لـ«الشرق الأوسط» انه يشتري الكتب القديمة من الطلاب في جميع التخصصات، ليعيد عرضها في مكتبته، ويقول «أنا أقرأ كل الكتب التي ترد إلى المحل لأستفيد منها، وأعمل مقارنة بين الكتب الجديدة والقديمة، وارقب التغيير في المؤلف أو فصول الكتاب حتى استطيع أن أرشد الطلاب عن الفرق، وبعض الطلاب يأخذ المشورة عندما يريد أن يضيف أو يحذف مادة في الجدول الدراسي الخاص به».

وعن السبب الذي يجعل الطلاب يبحثون عن الكتب المستعملة قال إن السبب يكمن في ارتفاع أسعار الكتب الجديدة، ويوضح «بعض الكُتب غالي الثمن فيشتري الطالب كتابا مستعملا بأقل من نصف قيمة الكتاب الجديد, وبعض الطلاب يبحث عن الكُتب المستعملة بسبب وجود علامات واختصارات في الكتاب، مما يقلل عليه الجهد في المذاكرة والبحث».

ويشير إلى أن نسبة زبائنه من الطلاب تغلب على نسبة الطالبات، وقال مبتسما «البنات لا يرضين إلا بالجديد فالذي سيدفع القيمة هو ولي أمرها» ويواصل بالقول «أتابع المناهج الجديدة لأكون على علم بالكتب التي ستباع برواج كبير ولي صداقات مع العديد من الأساتذة في الجامعة كما لي مصادري التي تبين لي طبيعة المواد والكتب المطلوبة».

وبين العم حسين أن معظم الطلاب يأتون إليه بعد تخرجهم يبحثون عن الكُتب القديمة أو الكتب التي درسوها في بداية مراحلهم الأولى في الجامعة وذلك بسبب اندماجهم في العمل، ويجعلون الكُتب مراجع لهم في أعمالهم وتذكر بعض المعلومات الدراسية.

بعض الطلاب الذين كانوا يبحثون في أرفف المكتبة عن الكتب القديمة، أشاروا إلى أن قيمة المستعمل في متناولهم، بسبب ارتفاع قيمة الجديد، إلى جانب أن الكتب المصورة لا تفي بالغرض.