السياحة والآثار: مشروع لتطوير المجمعة التاريخية وإعادة تأهيلها

ضمن مشروع لتطوير القرى الأثرية ووسط دعم من الأهالي

TT

تعكف الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، على إعادة تأهيل المجمعة التاريخية، وهي إحدى محافظات منطقة الرياض، والاستفادة منها سياحيا، وذلك ضمن مشروع واسع وكبير تعمل عليه هيئة السياحة لترميم قرى أثرية في السعودية.

وتنسب المجمعة إلى قاعدة المحافظة واكبر مدنها، وتقع إلى الشمال الغربي من مدينة الرياض، بمسافة 200كم تقريبا وهي معلم سياحي.

إلى ذلك، أكد فهد بن عبد الرحمن الربيعة، مدير مكتب الآثار والمتاحف بمحافظة المجمعة، التفاعل الكبير من الأهالي على الحفاظ على المباني التراثية والتاريخية في المدينة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إننا لمسنا إقبالا وتفاعلا من أهالي المحافظة، ورغبة منهم في ترميم منازلهم القديمة، وقد أطلقنا برنامج «لا يطيح» بهدف توعية الأهالي بأهمية المحافظة على منازلهم الطينية، وإصلاح الخلل الذي أصاب البعض منها».

وقدر الربيعة نسبة تغير نظرة الأهالي إلى القرى التراثية، خاصة بعد تركيز الهيئة العامة للسياحة والآثار على أهمية المحافظة على الآثار، وسبل تطوير القرى التراثية، بنسبة 70 في المائة، مشيرا إلى تعاون الجميع، سواء من جهات حكومية أو مواطنين في المحافظة على هذا الإرث الكبير. وأشار الربيعة إلى عدد من مشاريع ترميم الآثار والمباني المقامة حاليا في المجمعة، ومنها وقف الملك عبد العزيز وملحقاته، حيث تم ترميمه بجهود ذاتية من قبل المكتب للمحافظة عليه من الاندثار، كما تم ترميم بعض المساجد الطينية القديمة تحت إشراف المكتب مثل جامع حرمة، مسجد الحارة، مسجد حويزة، مسجد باب البر.

وأضاف «أن هناك عددا من المشاريع التي تنفذ حاليا بالشراكة مع إدارة الأوقاف وبلدية المجمعة وإدارة التربية والتعليم، منها إنشاء مدخل على الطراز القديم للبوابات بالديرة القديمة لمدخل ساحة وقف الملك عبد العزيز، وكذلك إنشاء بوابة الرميلة إحدى البوابات الرئيسية للبلدة، إضافة إلى العمل على إنشاء بوابة حويزة والقنطرة وترميم بعض منازل الأهالي تحت إشراف مكتب الآثار».

وعن ترميم وقف الملك عبد العزيز يقول الربيعة، إن «وقف الملك عبد العزيز أوصى به الملك عبد العزيز، رحمه الله، وخصص ريعه لحفظة القرآن الكريم، والمدارس، والمدرسين، والإمام، والمؤذن، وقد كان ولا يزال هذا الوقف نقطة مركزية في البلد القديم، ومكانا آهلا بالحركة وموقعا حيا ما زالت تمارس فيه الأنشطة التجارية، كما يعتبر هذا الوقف موقعا ثمينا ومهما، ورمزا تفتخر به محافظة المجمعة، ويحظى هذا الوقف في محافظة المجمعة بمكانة اجتماعية مرموقة يستشعرها الأهالي، بالإضافة لما لهذا الوقف من قيمة أثرية بارزة لا يمكن الانصراف عنها، بل يتعدى ذلك إلى قيمته التاريخية والأثرية التي يدركها المتخصصون، التي لا ينبغي لنا أن نخسرها لأي سبب من الأسباب من اجل ذلك».

يشار إلى انه تم ضمن هذا المشروع ترميم وتأهيل عدد من المواقع، مثل برج المرقب وبيت الربيعة والمدرسة وغيرها، ويجري ترميم ما تبقى من أماكن، ويحظى مشروع المركز التاريخي أو البلدة القديمة في المجمعة باهتمام وتفاعل كبيرين من الأهالي، الذين بادروا في دعم المشروع والمساهمة فيه.

يذكر أن البلدة التاريخية في المجمعة تتكون من عدد من المباني، ومن أبرزها بيت الربيعة، الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1365 هـ، ويقع في الجهة الغربية للبلدة القديمة، ووقف الملك عبد العزيز وتقدر مساحة القصر 1046 مترا مربعا، وتم ترميمه عام 1417هـ. ، ومدرسة احمد الصانع وتقع في وسط البلدة القديمة، وأسّسها الشيخ أحمد بن صالح الصانع في مدينة المجمعة عام 1336هـ، وجعلها ميداناً لتعليم أبناء المجمعة والقرى المجاورة لها. ومن أهم معالم البلدة مرقب جبل منيخ، وهو رمز ومعلم تفتخر به هذه المحافظة، وقد شارك جميع الأهالي في بنائه، ويعتبر المرقب أقدم المباني الأثرية الباقية في مدينة المجمعة حتى الآن، حيث تم بناؤه في عام (830) هـ.