مكة المكرمة: إزالة 30 استراحة «من دون صكوك» مقامة على منطقة مشاريع تطويرية

فيما تستمر أعمال الإزالة بمساندة أمنية لمواقع أخرى على مدار الأسبوع الحالي

احدى الاستراحات التي تمت إزالتها أمس («الشرق الاوسط»)
TT

بدأت أمس أعمال الإزالة لنحو 30 استراحة شخصية في منطقة الكر الواقعة بين مكة المكرمة والطائف، وذلك بأمر من إمارة منطقة مكة المكرمة، نتيجة تعديات استمرت أكثر من 4 سنوات في المنطقة الواقة شرقاً باتجاه الطائف.

وكانت سلسلة من التعديات والتملك غير النظامي قد نشطت خلال فترة اغلاق عقبة الهدا، الذي استمر نحو 4 سنوات في المنطقة التي تقع على خرازات عين زبيدة، التي تخضع لمشروعٍ تطويري هدفه معرفة جريان وتدفق الماء في الوادي، مما دفع إلى تملك نحو 40 كيلومترا ابتداء من الكر أسفل عقبة الهدا في الطائف وحتى مشعر عرفة بداية مكة المكرمة.

وجرت عمليات الازالة بمشاركة قوة أمنية قوامها نحو 200 فرد من عدة جهات هي الدفاع المدني وإدارة المهمات والواجبات والأمن الوقائي ووحدة اللجان الميدانية والهلال الأحمر وإدارة المرور والدوريات الأمنية وأمانة العاصمة المقدسة وإدارة المياه.

وأوضح سعود الشيباني، رئيس لجنة التعديات في إمارة منطقة مكة المكرمة «أن اللجنة بدأت أعمال الإزالة منذ الصباح الباكر على مساحة امتدت إلى كيلومترين مربعة، وتم إزالة أكثر من 30 استراحة، بعد نقطة تفتيش طريق الكر، والبعض منها بنيت على خرازات مجرى عين زبيدة التي تفيد في معرفة مجرى الماء في العين، حيث تقوم أعمال مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير عين زبيدة».

وأضاف الشيباني «أن القوة الأمنية المصاحبة للجنة إزالة تلك الاستراحات لم تسجل أي اعتراضات من قبل ملاك الاستراحات المخالفة، ولم تواجه أي مقاومة لمنع أعمال الإزالة، حيث إنه تم إخطارهم منذ أكثر من عام بضرورة إزالة ما بنوه، لكن لم يستجيبوا».

وكشف رئيس لجنة التعديات في إمارة منطقة مكة المكرمة، أن هناك استمرارية لعمليات الإزالة طوال هذا الأسبوع، حيث تم رصد عدد من الاستراحات المخالفة لنظام البناء. مشيرا إلى أنه سيتم متابعة ومراقبة تلك الاستراحات التي أزيلت لمنع بنائها من جديد. إلى ذلك قال الدكتور أسامة البار، أمين العاصمة المقدسة، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»: «إن تلك الاستراحات تم بناؤها من دون التراخيص اللازمة، ولم تستخرج لها صكوك رسمية، واستغل أصحابها تلك الأراضي الواقعة على طريق الهداء في العام الماضي والأعوام الماضية، حيث انتشرت بصورة كبيرة جدا، ولذلك كان هناك توجيه من الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، للجنة التعديات في الإمارة بإزالتها فورا».

وعن مطالبات ملاك تلك الاستراحات بتعويضهم أو بمنحهم صكوكاً لها قال البار «إذا كنت تبني في أرض لا تملكها فكيف تطالب بتعويض، فما بني على باطل فهو باطل».

وفيما لو تم مجابهة أصحاب الاستراحات للتعديات في إزالتها خلال الايام القادمة قال «دائما إدارة التعديات تقوم بالتنسيق مع الجهات المعنية لمنع أي بادرة مواجهة لمنع عمليات الإزالة، حيث هناك حملة قوية سوف تمنع أي محاولة لوقف عمليات الإزالة».

الجدير بالذكر أن لجنة التعديات أزالت في العاصمة المقدسة أخيراً العديد من المنشآت المخالفة داخل محيط منطقة مكة المكرمة وخارجه، التي يعمد أصحابها إلى استغلال الأراضي البيضاء، التي تأخذ حيزاً كبيراً في العاصمة المقدسة، في بناء الاستراحات والمساكن غير المرخصة.

وتعمل إدارة التعديات في إمارة منطقة مكة المكرمة إلى رصد تلك المخالفات وإزالتها فورا، حيث أزالت قبل نحو شهرين مضت أكثر من 20 موقعاً و30 غرفة شعبية، وعدداً من الصنادق المبنية بصفائح الزنك، التي كانت مقامة على أراضي مواطنين في مخطط ولي العهد رقم «واحد»، الذين يملكون الصكوك الشرعية لتلك الأراضي، التي قدمت لهم كمنح عن طريق أمانة العاصمة المقدسة، إلا أنهم لم يستطيعوا استغلالها طوال الفترة الماضية المقدرة بنحو ثلاثة أعوام نتيجة وجود التعديات عليها.