أمانة جدة لـ «الشرق الأوسط»: البدء بحملة لتفعيل جولات التفتيش على المبيدات الحشرية السامة

حذرت من وجود فوسفيد الألمونيوم في منتجات تنتهي باسم «فوس»

TT

تعمل أمانة جدة على الترتيب لحملة واسعة لمصادرة ما تبقى من المبيدات الحشرية المحتوية على مادة فوسفيد الألمونيوم السامة التي تم حظر بيعها وتدوالها في الأسواق السعودية وذلك بعد تسجيل عدد من حوادث التسمم من جراء هذا المبيد.

وكشف، الدكتور أحمد نبيل أبو خطوة مستشار أمانة جدة للبيئة لـ«الشرق الأوسط» عن حملة مكثفة تطلقها الأمانة لمصادرة المتبقي من المبيدات الحشرية المحتوية على مادة فوسفيد الألمونيوم السامة التي تم حظر بيعها وتدوالها في الأسواق السعودية بعد عدد من حوادث التسمم، إلى جانب حملة توعوية كبرى لتحذير المواطنين والمقيمين من استخدام المادة المذكورة أو المبيدات الحشرية التي تدخل في تركيبها.

وقال أبو خطوة «ستكون هناك حملة مكثفة تتضمن ورش العمل مع الجهات المعنية والمختصة لتفعيل التنسيق والتوعية في صفوف المواطنين والمقيمين، إلى جانب تفعيل الرقابة التي توقفت بعد اعتقادنا أن الأسواق خلت من المنتج، ستعود بقوة أكبر هذه المرة».

وكانت ثلاث وفيات من عائلة واحدة في جدة يوم الخميس الماضي، يشتبه أن سببها التسمم بمادة فوسفيد الألمونيوم رفعت عدد حوادث الوفاة الناجمة عن التسمم من المادة إلى 16 حالة هذا العام، قد أثارت قضية مكافحة المركب السام الذي تم حظر بيعه واستيراده.

واعتبر أبو خطوة أن زيادة عدد الوفيات الناجمة عن التسمم هو دليل على أن المركب لا يزال موجودا بالسوق. مشيراً إلى صعوبة تقدير الوقت الكافي لمصادرته تماما وتنظيف الأسواق منه وحصر الكميات المتبقية، لا سيما وأن المركب موجود في السوق السعودي بعشرة أسماء تجارية قادمة من بلدان عديدة منها الصين والهند، وألمانيا.

وحذر أبو خطوة من أن فوسفيد الألمونيوم موجود من خلال منتجات باسماء تجارية تنتهي بمسمى «فوس» وهي عبارة عن مركب على شكل أقراص أكبر بقليل من حبة البنادول، وهي تصدر غاز الفوسفيد السام القاتل. وأشار أبو خطوة إلى أن الأمانة أقامت سابقاً ندوتين إلى جانب ورش العمل والاستعانة بمختصين من مركز السموم ومختصين في مكافحة الحشرات، وحضر العديد من المختصين منهم مسؤولون من وزارة الداخلية، كما قامت بتدريب إدارة الرقابة التجارية لمعرفة الطريقة الأمثل في المكافحة ورفعت توصيات إلى محافظ مدينة جدة. وقال «كان يفترض أن يكون الفوسفيد قد صودر بالكامل من الأسواق السعودية، إلا أنه اختفى منذ عدة أشهر، وعاود الظهور الآن».

وحمل أبو خطوة التجار الجشعين مسؤولية استمرار تداول المركب في الأسواق والحوادث الناجمة عن ذلك، وقال «تجار جشعون يعبأون المادة السامة في عبوات صغيرة خالية من المعلومات، ويقومون ببيعها للمستهلك في السوق، وفي الوقت نفسه فإن جهل المستهلك يوقعه في خطر شديد.

ودعا أبو خطوة الجهات المعنية إلى تكثيف جهودها وتنسيقها للتوعية بخطورة المبيدات السامة، مشككاً في نجاح الجهود التي بذلت حتى الآن في الوصول بشكل فاعل إلى رجل الشارع.

من جانبه، أكد الدكتور بشير أبو نجم مدير إدارة الرقابة التجارية بأمانة جدة، أن جولات اللجنة الخاصة المكلفة بمتابعة تداول المبيدات الممنوعة التي يدخل في تركيبها فوسفيد الألمونيوم، التي شكلت بعد أولى حوادث الوفاة الناجمة عن التسمم بالمركب المذكور في أكتوبر 2008م، التي تضم ممثلين عن مديرية الصحة بالمحافظة، ووزارة التجارة، والدفاع المدني، وشرطة المحافظة، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وجمارك ميناء جدة الإسلامي، ووزارة الزراعة ستباشر جولاتها التفتيشية من جديد.

وأضاف «الجولات تقوم بها اللجنة في كل يوم اثنين وثلاثاء، وهي ما زالت مستمرة ومفعلة، وقد تم تفتيش ما يقارب الـ 350 منشأة تجارية منذ بدء اللجنة بمهامها وحتى شهر يوليو من العام الجاري، وتم ضبط ومصادرة ما يقارب الـ 3000 عبوة، من خلال جولات التفتيش على المنشآت الخاصة بنقل الأثاث، والمنشآت التي تستخدم المبيدات الحشرية لأغراض زراعية.

وأشار أبو نجم إلى أن بعض المنتجات التي صودرت مخلوطة بفوسفيد الألمنيوم، لكنها لا تحمل بيانات تجارية عن بلد المنشأ ومكونات المنتج، لذلك تقوم اللجنة بمصادرة المنتجات مجهولة الهوية وإتلافها عن طريق وزارة الزراعة التي تتولى مهمة إتلاف المواد الخطرة.