رئيسة جمعية مكافحة الإيدز لـ «الشرق الأوسط»: مباحثات مع بنك التسليف لتقديم قروض «فورية» لدعم مرضى الإيدز

قالت إن أكثر من 50 % من المصابين في منطقة مكة

TT

كشفت الدكتورة سناء فلمبان، رئيسة مجلس إدارة الجمعية السعودية لمكافحة الإيدز لـ«الشرق الأوسط»، أن الجمعية وصلت إلى مراحل متقدمة في مباحثاتها مع بنك التسليف لتقديم قروض مالية للمصابين بمرض الإيدز، ومنحهم الأولوية في الإقراض، وتجنيبهم الالتحاق بقوائم الانتظار الطويلة، ليتسلموا تلك القروض فور تقديم الطلب.

وأوضحت الدكتور فلمبان، أن الجمعية التي بدأت ممارسة أعمالها منذ نحو تسعة أشهر فقط، تحيل بشكل مستمر عدداً من «المتعايشين» و«المتعايشات» مع مرض الإيدز إلى مكتب العمل لتوفير فرص وظيفية مناسبة لهم، كما تعمل على توفير برامج تدريبية لهم، تمكنهم من الحصول على فرص وظيفية ملائمة، أو تحقيق مصادر دخل ذاتية، من خلال امتلاك مهارات تساعدهم على صنع منتجات يدوية.

وقالت «أحالت الجمعية 54 شخصاً إلى مكتب العمل لتوفير فرص وظيفية لهم، كما عملت على إحالة نحو 20 شخصاً من الرجال والسيدات إلى إحدى الشركات الخاصة».

وأشارت رئيسة الجمعية، التي تعمل أيضاً منسقة للبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز في منطقة مكة المكرمة، إلى أن محافظة جدة تشكل حوالي 50 في المائة الحالات المكتشفة من المصابين بالمرض في السعودية حسب إحصاءات وزارة الصحة، وإذا أضيف لهم بقية المصابين بالمرض في بقية المحافظات التابعة لمنطقة مكة، تصل النسبة إلى أعلى من ذلك، مؤكدة أن هذه النسبة تتفاوت سنوياً.

وأضافت «لذا تركز الجمعية على تقديم خدماتها للمتعايشين والمتعايشات مع مرض الإيدز في منطقة مكة المكرمة بالمقام الأول، كونها المنطقة الأكثر احتياجاً لتلك الخدمات»، منوهة إلى أن أغلب المصابين بالمرض هم من غير السعوديين. ولفتت إلى أن الحالات المكتشفة لا تمثل إجمالي عدد المصابين، وأن هنالك العديد من الحالات التي لم تكتشف إصابتها بعد.

وأوضحت الدكتورة فلمبان، أن الجمعية تعمل تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية وترفع تقارير اجتماعاتها لها بصفة مستمرة، وتتواصل مع مديرية الشؤون الصحية، والغرفة التجارية ومكتب العمل، وبنك التسليف، وصندوق تنمية الموارد البشرية، والعديد من الجهات الحكومية الأخرى، إضافة إلى بعض الجمعيات، مثل: جمعية البر، وجمعية حقوق الإنسان، والمؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية المنزلية، ومعاهد التدريب، كمعهد نفيسة شمس.

وقالت الدكتور فلمبان « رغم أن الجمعية السعودية لمرضى الإيدز مصرح لها حالياً بالعمل في منطقة مكة المكرمة فقط، إلا أنها تتلقى استفسارات عن خدماتها والخدمات التي تقدمها وتقدم النصح والمشورة والتوجيه لكل من يطلب تفاصيل أكثر حول المرض من جميع مناطق المملكة، كما أنها تستقبل بعض الزوار من خارج المنطقة بطلب الاستفادة من الخدمات، كونها الجمعية الوحيدة المتخصصة في رعاية مرضى الإيدز التي تعمل على أرض الواقع حالياً في السعودية، لذا فإنها قد تتوسع في عملها مستقبلاً لتقدم خدماتها في جميع أرجاء المملكة».

ولفتت في الوقت نفسه إلى وجود 8 مراكز علاجية لمرضى الإيدز في السعودية، من أبرزها العيادات التخصصية في مستشفى الملك سعود في جدة، الذي يعد من أكبر المراكز العلاجية في المملكة، نظراً للعدد الكبير من الحالات المكتشفة في مدينة جدة، موضحة أن معظم الحالات تكتشف إصابتها أثناء الفحوص الطبية، التي تجرى لها أو عند تقدمها بطلب إجراء الفحص طوعياً.

وأكدت رئيسة الجمعية وجود إقبال ملحوظ من الأفراد على دعم الجمعية، بعد أن عانت من وصمة مرض الإيدز والنظرة السلبية نفسها التي يعانيها المرضى، إلا أنها تجاوزتها بعد التعريف عن أهدافها وبرامجها التي تصب في مصلحة المتعايشين مع المرض وأسرهم، وكذلك في خدمة المجتمع عموماً من خلال التوعية.

وأشارت إلى أن الجمعية تلقت في بداية انطلاقتها دعماً تأسيسياً روتينياً من وزارة الشؤون الاجتماعية، مكنها من إيجاد مقر رسمي لعملها وتجهيزه، كما أن الجمعيات العاملة تحت مظلة الوزارة تتلقى دعماً مالياً سنوياً، لكنها حريصة على إيجاد مصادر دخل أخرى غير الدعم الحكومي، خصوصاً أنها تعتبر إحدى مؤسسات المجتمع المدني التي تعتمد في دخلها على دعم أفراد ومؤسسات المجتمع المدني، وليست مؤسسة حكومية تنفق عليها الدولة بالكامل.

وكشفت أن عدد المنتسبين لعضوية الجمعية وصل إلى نحو 200 شخص أغلبهم من فئة الشباب، يسددون اشتراكات سنوية، ويشاركون في تقديم برامج توعية، وخدمات تطوعية ميدانية، أو السعي لإيجاد التمويل للجمعية، أو التعريف بخدماتها.

وأعلنت رئيسة جمعية مرضى الإيدز أن الجمعية ترعى حالياً نحو 150 أسرة مسجلة رسمياً فيها، يضم بعض منها أكثر من مصاب بالمرض، كما تعمل على تمكين المتعايشين مع المرض الراغبين بالزواج وتكوين حياة أسرية مستقرة، وإحالتهم للطبيب المختص لتقييم الوضع الصحي لهم.

وأكدت الدكتورة فلمبان أن الجمعية تقدم الدعم والمشورة لحل المعوقات التي تقابل المتعايشين وأسرهم لدى بعض الجهات، وكيفية التغلب عليها، وتوفير الدعم والاستشارات القانونية، كما تعمل على التنسيق مع العديد من الجهات الرسمية والأهلية، لإعداد آلية عمل لخدمة المصابين وأسرهم، مشيرة إلى أنه سيتم الإفصاح عن هذه الخدمات بمجرد الانتهاء من وضع سياسات العمل الخاصة بتقديمها.

وأضافت «تعمل الجمعية على توفير بعض الأدوية والعلاجات لعدد من الأسر، وتوفير مواد التعقيم والتطهير اللازمة للتعامل مع سوائل الجسم لمنع انتقال الإصابة، وتجهيز مستودعات لتسهيل تسلم وتوزيع المواد الغذائية، وتوفير المبالغ المالية للمتسلمين لتغطية كلفة المواصلات من وإلى الجمعية، وتجهيز غرفه كثلاجة لحفظ اللحوم والمبردات وبدء صرفها للأسر المسجلة، وطباعة النشرات التوعوية وتوزيعها خلال الجولات الميدانية في الأسواق وتجمعات الشباب».

يشار إلى أن آخر إحصائية لوزارة الصحة أوضحت أن عدد المصابين بمرض الإيدز في السعودية شارف على 14 ألفاً من السعوديين والأجانب.