هيئة السياحة ترخص لـ40 متحفاً خاصاً.. وتوقع عقود إنشاء 5 متاحف قريباً

في معرض بيت أبي.. الصوت يرافق الصورة ليحكي واقع المساكن القديمة

جانب من معرض «بيت أبي» للتصوير الفوتوغرافي الذي انطلق مساء أول من أمس في الرياض (تصوير: سعد العنزي)
TT

كشف الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن الهيئة رخصت لنحو 40 متحفا خاصا بمواصفات عالية، مشيراً إلى توجه الهيئة لإنجاز مشاريع مهمة فيما يتعلق بالآثار والمتاحف والتراث العمراني خلال الفترة المقبلة.

وقال الأمير سلطان بن سلمان، إن الهيئة ستوقع قريباً عقود إنشاء 5 متاحف رئيسة في مختلف مناطق البلاد، مشيراً إلى قرب الانتهاء من دراسة لمشاريع إنشاء 6 متاحف أخرى، مستدركاً ذلك بقوله «لم يعرض حتى الآن 5 في المائة مما هو موجود في المملكة، لذا فإن هناك انطلاقة قوية بإذن الله في منظومة المتاحف الجديدة، والمباني التراثية الجديدة التي تتضمن منظومة للمتاحف الخاصة التي ينشئها المواطنون». وبين رئيس هيئة السياحة والآثار، في حديثه للصحافيين، عقب افتتاحه أول من أمس لمعرض «بيت أبي»، الذي ينظمه المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع المتحف الوطني في الرياض، في المتحف الوطني بالرياض، أنه تم الانتهاء من ترميم 90 في المائة من القصور التاريخية، مؤكداً في ذات الوقت على وجود تطوير شامل للقصور التاريخية في عهد الدولة السعودية، وذلك لتحويلها إلى مراكز ثقافية ومتاحف حية ومراكز فعاليات.

وفيما يخص القرى التراثية، أوضح الأمير سلطان أن مشاريع تنمية القرى التراثية تسير بشكل قوي، حيث سيتم تحويل جزء من ما يتم تأهيله وترميمه من هذه القرى إلى فنادق ومطاعم ومحلات، بالإضافة إلى تحويل جزء منها إلى متاحف حية حتى نوطن تراث هذه المناطق فيها، مشيرا إلى أن السوق المحلي في بلاده يعتبر أكبر سوق سياحي.

من جانب آخر أشار رئيس هيئة السياحة، إلى أن الهيئة بدأت استعداداتها للمؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية، الذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، منتصف العام المقبل، مضيفاً أن المؤتمر لن يكون مؤتمرا نظريا وعلميا فقط، حيث إن هناك جانباً علمياً كبيراً سيضم معرضاً عالمياً لتقنيات الترميم والإنشاء، إلى جانب تداول للخبرات بين رؤساء البلديات في الدول الإسلامية، حول إعادة تطوير مواقع التراث العمراني وتحويلها إلى مواقع تنمية اقتصادية.

وفي «معرض بيت أبي»، الذي انطلق أول من أمس في الرياض، لم تغب أصوات أهل منطقة جدة القديمة عن الصور الفوتوغرافية التي التقطت لمبانيهم ومساكنهم القديمة، وذلك من خلال عرض بصري وسمعي مسجل لـ15 شخصية من كبار السن الذين عاشوا قصصاً وحكايات قديمة مع تلك المباني، التي أصبحت تراثاً معمارياً وجد من خلاله التصوير الفوتوغرافي جانباً مثيراً للاهتمام.

وقالت ود عبد الجواد، فنانة تصوير فوتوغرافي من المشاركات في معرض بيت أبي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها عمدت من خلال الصور التي التقطها لمدينتها القديمة، تقديم عرض سمعي وبصري مستوحى من التقاليد الشفوية لرواية القصص، من خلال تسجيل صوت 15 شخصية قديمة، تحدثوا عن تاريخ مدينتها القديمة، والتطورات التي مرت بها الهندسة المعمارية، والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية للمدينة.

وأضافت ود أنها قدمت هذا العرض على شكل قصة، جمعت بين التوثيق الصوري والسمعي، ما بين ما تلتقطه عدستها، وما يسجله جهاز التسجيل لقصص وحكايات على ألسنة أصحابها ممن أجرت معهم مقابلات، يدفعها إلى ذلك ارتباطها بتاريخ أهلها ومدينتهم القديمة.

وتناول أحد الأفلام الوثائقية المعروض في المعرض، الذي قدمه الفنان حافظ علي، تاريخ عرض السينما في قطر، وذلك باستخدام تطور الهندسة المعمارية لصالات عرض السينما كمركبة لاستكشاف تغيير الاتجاهات الاجتماعية داخل المجتمع.

ويهدف معرض بيت أبي، الذي يضم أعمالاً عدة للتصوير الفوتوغرافي والسينمائي، لـ8 فنانين، من الشرق الأوسط وبريطانيا، إلى إثارة النقاش حول مسؤولية الحفاظ على تراث البلدان المشاركة ورمزية الهوية، ومسؤولية تقييم التراث وكيفية استخدامه.

ومن خلال صور فوتوغرافية وأفلام وثائقية وصور أخرى مضيئة، يستخدم المعرض الهندسة المعمارية كوسيلة أساسية لاستكشاف دور التراث في وصف تحديد الهوية الثقافية، وكيف أن البيئة تشكل الحياة الاجتماعية، وكيف للبيئة العمرانية أن تعبر وتمثل في أغلب الأحيان عن هوية المجتمع.