جولات حوارية تتصدى لـ«العصبية» و«الخلافات المذهبية».. وتشخص «الخطاب الثقافي»

«الحوار الوطني» يعلن موافقة خادم الحرمين على تخصيص وقف لمركزه من 3 أبراج

المؤتمر الصحافي الذي عقده بن معمر وقيادات مركز الحوار الوطني لتسليط الضوء على دراسة تقويمية لمسيرة الحوار في البلاد (تصوير: فواز المطيري)
TT

يعتزم مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في السعودية، الذي أخذ على عاتقه تقريب وجهات النظر الفكرية والمذهبية بين أفراد المجتمع السعودي، التصدي لموضوعات مثل «العصبية» و«الخلافات المذهبية» بين السنة والشيعة في البلاد، خلال خطة عمله المقبلة.

ويأتي هذان العنوانان، ضمن حزمة من آراء عينة من المجتمع السعودي، تم إخضاعها لقياسات رأي عام حول مسيرة الحوار الوطني خلال الـ6 سنوات الماضية.

وأُعلن في العاصمة السعودية أمس، عن نتائج دراسة تقويمية لأداء مركز الحوار الوطني، شملت آلاف المواطنين في 5 مناطق من البلاد.

وسلم المسؤولون عن مركز الحوار الوطني، خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، خلال الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك الماضي، نتائج تلك الدراسة، التي وصفها القائمون على المركز بأنها كانت «حيادية».

وذهبت آراء المشاركين في دراسة مسيرة الحوار الوطني، لافتقاره للآليات الكفيلة بتطبيق التوصيات التي تخرج عن الجولات الحوارية التي عقدت خلال السنوات الماضية.

واقترح المشاركون في الدراسة، التي أعدتها جامعة القصيم، أن يتطرق مركز الحوار الوطني خلال المرحلة المقبلة لموضوع التعصب الرياضي، والخلافات المذهبية بين السنة والشيعة.

وأكد فيصل بن معمر، أمين مركز الحوار الوطني، أن جميع ما جاء في الدراسة مأخوذ في عين الاعتبار، عاد إياها «برنامج عمل مستقبلي للمركز».

وأعلن بن معمر في مؤتمر صحافي عقده لتسليط الضوء على نتائج أول دراسة تقوم مسيرة الحوار الوطني في البلاد، عن موافقة خادم الحرمين الشريفين، على تخصيص وقف للمركز، سيكون عبارة عن 3 أبراج، تقام على أرض المركز الحالية، وسيستفاد منها في تغطية مصاريف المركز.

وكشف أمين مركز الحوار الوطني، عن التوجه لعقد جولات حوارية، لتشخيص واقع «الخطاب الثقافي السعودي»، معتبرا إياها إحدى الجولات المهمة.

وأشارت الدراسة التقويمية، إلى أن مركز الحوار الوطني ساهم في التقريب بين التوجهات الفكرية المتنوعة في المجتمع السعودي.

وهنا، رد فيصل بن معمر على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، التي سألته عن ماهية التوجهات الفكرية الموجودة في بلاده، قائلا «لا بد أن نتفق أن المجتمع السعودي ثقافته إسلامية 100 في المائة، لكنها تتسع وتضيق في نقاط معينة. لقد كشفت لنا اللقاءات السابقة أن المتفق عليه بين أفراد المجتمع أكبر من المختلف حوله».

وعن أبرز مهددات الوحدة الوطنية التي رصدها مركز الحوار الوطني طيلة السنوات الماضية، أجاب بن معمر على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول هذا الموضوع بقوله «إن الشائعات والعصبية والتصنيفات الفكرية، هي أبرز العوامل المهددة للوحدة الوطنية».

ونبه فيصل بن معمر، من خطورة التصنيفات الفكرية التي بدأت تشيع في أوساط المجتمع، مطالبا الجميع بضرورة «الخروج من هذه الحلقة الضيقة».

ويعتزم مركز الحوار الوطني، عقد جولات حوارية متعددة، لتشخيص «الخطاب الثقافي السعودي»، وهي إحدى الجولات المهمة التي يتبناها المركز، طبقا لأمينه العام.

وتولت جامعة القصيم، مدعومة بفريق بحثي مكون من غالبية الجامعات السعودية، إعداد دراسة استغرقت عامين لتقويم مسيرة الحوار الوطني في السعودية. وقد تم تطبيق أداة البحث على عينة ممثلة لأطياف مختلفة من المجتمع السعودي، وتكونت عينة الدراسة من 5000 فرد من معظم مناطق البلاد.

ووقع الاختيار في إجراء هذه الدراسة على مواطنين من الرياض، جدة، الجوف، جازان والأحساء. ويؤكد مسؤولو المركز أن الاختيار على مدن الأطراف والوسط يأتي لتأكيد انتشار ثقافة الحوار لأكبر رقعة جغرافية.

وبينت نتائج الدراسة، أن 78.8 في المائة من أفراد عينة الدراسة لديهم معرفة بالمركز، في مقابل 21.8 في المائة لم يسمعوا عن المركز.

وأكد 40 في المائة، من أفراد العينة، أن أنشطة الحوار تعد متميزة، بينما أشار 47.7 في المائة، إلى عدم علمهم بهذه الأنشطة، وقد بلغت نسبة الرضا عن تقديم المركز معلومات ومهارات وقيم مهمة في تنمية المواطنة 91.67 في المائة، من حيث تنمية الوعي الحواري لدى المستفيدين، وتوسيع المشاركة لأفراد المجتمع وفئاته في الحوار الوطني، وتأصيل مفهوم الحوار في المجتمع ليصبح منهجا في التعامل مع مختلف القضايا، وتنظيم برامج حوارية تواكب المستجدات العالمية.

وسيركز مركز الحوار الوطني خلال العام المقبل 2010، على قضايا الشباب والمرأة في جولاته الحوارية.

وقد خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج: مثل بناء إستراتيجية لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، والسعي إلى تطوير العمل بالمركز ليشمل الأسرة والمسجد والجاليات، والعمل على بناء وحدات للحوار الوطني بمختلف المناطق، واستقطاب العلماء والمدربين لتأهيل كوادر وطنية لإدارة جلسات الحوار الوطني.