توقعات بزيادة هطول الأمطار على شمال السعودية في الشتاء ووسطها في الربيع

خبير مناخي لـ«الشرق الأوسط»: الشتاء سيكون أدفأ من العام الماضي

TT

توقع أكاديميون في مجال الأرصاد الجوية، أن تشهد السعودية خلال الأيام القليلة المقبلة هطول أمطار، بزيادة نسبية عن الأعوام الثلاثة الماضية.

ورجح الخبراء هطول تلك الأمطار على مناطق شمال البلاد في فصل الشتاء ومناطق وسط وشرق المملكة في فصل الربيع، في الوقت الذي بدأ فيه تكوم السحب الرعدية الممطرة على المنطقة الغربية، خلال هذه الأيام. وتفيد التنبؤات الجوية عن الموسم المقبل، احتمالية زيادة الأمطار في السعودية بمعدل يتراوح بين 40 و70 في المائة، مقارنة بالأعوام الماضية الأخيرة. وأشار الدكتور ناصر سرحان أستاذ الأرصاد الجوية المساعد بكلية الملك فيصل الجوية ومدير وحدة العلوم الجوية في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن درجات الحرارة في فصل الشتاء المقبل، حسب نتائج النماذج العددية الرياضية لقياس درجة الحرارة، ستكون حول معدلها المناخي الطبيعي.

وتوقع سرحان أن تكون درجات الحرارة في الشتاء معتدلة لطيفة نهاراً باردة ليلاً، ذاهبا في توقعه إلى أن تكون أدفأ من درجات حرارة فصل الشتاء الماضي. وأرجع أستاذ الأرصاد الجوية المساعد بكلية الملك فيصل الجوية ومدير وحدة العلوم الجوية، احتمالية زيادة الأمطار في السعودية للموسم القادم، إلى تراجع نسبي لظاهرة «النينيو». ويشرح هذه الظاهرة بأنها ظاهرة مناخية شاذة يرافقها تسخين غير طبيعي لسطح المياه في المحيطات، وذلك بإرتفاع الحرارة بمقدار نصف إلى درجتين، وهو ما يتسبب في تساقط كميات كبيرة من الأمطار، قد تحدث فياضانات في المناطق القريبة من المحيطات وجفاف في مناطق أخرى عادة ما تكون بعيدة عن المحيطات.

وبين الدكتور ناصر سرحان، أن ظاهرة «النينيو» والتي تمر كل 3 أو 4 سنوات، هي السبب في ندرة الأمطار خلال الأعوام الماضية، لافتا إلى أن هذه الظاهرة في طور التراجع، الأمر الذي من شأنه التوقع بزيادة في نسبة هطول الأمطار مقارنة بالسنين الماضية في فصلي الشتاء والربيع المقبلين. وأضاف سرحان «أتوقع أن تهطل امطار على شمال المملكة في فصل الشتاء مع إمكانية وصولها إلى مناطق شرق ووسط البلاد، بينما ستشهد مناطق وسط وشرق البلاد هطول الأمطار في فصل الربيع». وزاد في توقعاته إلى احتمالية أن تكون كمية الأمطار التي ستهطل على البلاد أقل من متوسط كمية الأمطار التي تهطل على المملكة «متوسط الأمطار المناخية في السعودية».

وأوضح سرحان أن منطقة الشرق الأوسط تتأثر خلال فصلي الشتاء والربيع بمسارات المنخفضات الجوية المتحركة من فوق منطقة البحر الأبيض المتوسط، باتجاه الشمال الشرقي من المملكة، حيث إن ديناميكية تكوين هذه المنخفضات والتي تنشط من خلالها الرياح الشمالية الغربية، تتسبب في تكوين كمية كبيرة من الأمطار على شمال ووسط السعودية.

وأضاف «كما أن الرياح الجنوبية الغربية والتي تهب من بحر العرب والتي تعتبر مصدرا للرطوبة، تتسبب هي وعمليات الرفع، في تكون الخلايا الرعدية الممطرة على منطقة البحر الأحمر والتي تؤثر بشكل مباشر على منطقة غرب السعودية وهو ما يجري خلال هذه الأيام في المنطقة الغربية، والتي تتزامن مع تعمق منخفض السودان الموسمي داخل أجزاء كبيرة من السعودية.

وذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، حسب أحدث بيان أصدرته عن ظاهرة النينيو أن الظاهرة قد بدأت في المناطق المدارية من المحيط الهادي وأن هذه الأحوال المناخية ستستمر على الأرجح خلال الفترة المتبقية من 2009م على أقل تقدير وقد تمتد إلى الربع الأول من 2010م. وقد تؤدي كلتا الظاهرتين إلى خلل في الأنماط المعتادة للهطول المداري وفي الدوران الجوي، ويمكن أن يكون لهما تأثيرات مناخية واسعة النطاق على أجزاء عديدة من العالم.

وتتسم ظاهرة النينيو بارتفاع غير معتاد في درجات حرارة سطح المحيط في المناطق الشرقية والاستوائية من المحيط الهادئ، أما ظاهرة «لانينيا» فهي على النقيض من ذلك إذ تتسم بانخفاض درجات حرارة سطح المحيط في المناطق الشرقية والاستوائية من المحيط الهادئ.

وبحسب الموقع الإلكتروني لـعيسى رمضان خبير التنبؤات الجوية، فإنه من المرجح أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وجنوب غربي آسيا والخليج العربي حالات غير طبيعية ومتفاوته لكمية تساقط الأمطار بحيث قد تكون غزيرة في ايام وتنقطع في ايام وفترات أخرى وقد تتسبب بفيضانات في مناطق السعودية واليمن كما حصل العام الماضي ولكن كميات الأمطار الموسمية تكون دون معدلاتها الطبيعية.