كشفت أرقام وإحصائيات مخبرية، عرضت في العاصمة الرياض أمس، عن تسيد الخرج للمناطق السعودية الأكثر تلوثا ببقايا المبيدات في منتجاتها الزراعية، وذلك بنسبة تصل لـ33 في المائة، فيما جاء عربيا كل من مصر ولبنان، بالتوازي، كأكثر الدول التي تشهد مزروعاتها تلوثا بالمبيدات بنسبة أقل من 2 في المائة. وجاء الإفصاح عن هذه المعلومات، في تجمع يناقش «الاستخدام الآمن للمبيدات» في الزراعة، وسط حضور عدد كبير من الخبراء.
وأظهرت النتائج التي قامت بها السلطات الرقابية في السعودية، ارتفاع معدلات التلوث بمتبقيات بعض المبيدات الأكثر شيوعا في السعودية وخارجها، للعام الجاري. وتعاقب السعودية، بالغرامة المالية، والإيقاف عن العمل، أصحاب المزارع الذين يتمادون في استخدام بعض أنواع المبيدات بكميات تفوق المسموح به. وأكد الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة السعودي، أن السلطات التفتيشية التابعة لوزارته، ضبطت أصنافا من المبيدات المستخدمة في رش المزروعات، غير مرخص باستخدامها، ما استوجب تطبيق العقوبات المنصوص عليها بحق أصحاب المحلات تلك، بما في ذلك فرض غرامات مالية، لكنه لم يكشف عن قيمتها. وشدد الوزير السعودي، على أهمية الدور الذي تلعبه الجهات المختصة بوزارة الزراعة في مراقبة عملية الاتجار بالمبيدات بالبلاد.
ويوجد في السعودية، مئات المبيدات المستخدمة في رش المزروعات، غير أن الأكثر شيوعا منها، 4 أصناف هي: الأندوسلفان، دلتا مثرين، الدايمثويت، السيبرمثرين. وقدم المهندس عبد الله الكثيري، مدير سوق الجملة للخضار والفاكهة بالعاصمة الرياض، بعض الأرقام والنتائج التي خلصت إليها عملية فحص العينات بالسوق لعام 2008. وأشارت الأرقام، التي قدمها الخبير السعودي، إلى إجراء الفحص على 1086 عينة من الخضروات والفواكه الواردة إلى سوق التعمير لجملة الخضار والفاكهة، بلغ عدد إجمالي العينات الصالحة للاستهلاك الآدمي (الذي لا توجد به متبقيات مبيدات) 801 عينة. وبلغ إجمالي عدد العينات الصالحة للاستهلاك الآدمي التي توجد بها متبقيات للمبيدات ضمن الحدود المسموح بها محليا ودوليا 121 عينة، فيما بلغ عدد العينات غير الصالحة للاستهلاك الآدمي (الراسبة) التي تحتوي على متبقيات مبيدات أعلى من الحدود المسموح بها محليا ودوليا 164 عينة. وأكد وزير الزراعة السعودي، بدوره، أن وزارته تتابع بصفة مستمرة عملية تنظيم وتسجيل المبيدات الزراعية ومراجعة لائحة الاتجار بالمبيدات التي قال إنها قد خضعت للعديد من التعديلات تمشيا مع المتغيرات المحلية والدولية فيما يتعلق بإنتاج المبيدات. وطبقا للدكتور بالغنيم، فإن وزارة الزراعة سبق أن منعت استخدام بعض المبيدات التي تأكد وجود أنواع أكثر سلامة في الاستخدام منها. وتقوم مختبرات الكشف عن سلامة المنتجات الزراعية في السعودية، بإصدار تقرير شهري من المختبر يعبر عن نتائج اختبار العينات، بحيث يرفع لإدارة السوق والشركة، ويتم على ضوئه إرسال إشعارات دورية توعوية شهرية لتجار (دلال) السوق بناء على نتائج تحليل المختبر للذين تحتوي عيناتهم على عينات راسبة وذلك لتنبيه المزارع المخالفة.
وتتعامل إدارات أسواق الخضار والفاكهة، مع المزارع المخالفة، بتوجيه إنذارات خطية، وفرض غرامات مالية، ومنع المورد المخالف من التوريد وإخطاره بعدم التسويق له لمدة شهر، وقد تصل إلى 3 أشهر، وصولا إلى منعه بشكل نهائي.
ويؤكد المهندس عبد الله الكثيري، مدير سوق الخضار في الرياض، أن نتائج عينات الفواكه والخضار المستوردة، ترفع في تقرير سنوي من المختبر إلى إدارة السوق لوضع التوصيات المناسبة، كما يتم الرفع بالتقرير لوزارة الزراعة وأمانة منطقة الرياض والجهات الحكومية والأهلية ذات الصلة، لإحاطتهم بأمر المنتجات الزراعية الملوثة.