شهادات جامعية تبحث عن مصادقتها.. بعد 30 عاماً من إصدارها

جهل الخريجين القدامى بضرورة المصادقة على الشهادات من قبل الملحقيات الثقافية أحدث الإشكالية

TT

لم يدر بخلد بعض السعوديين، أنهم وبعد ربع قرن من وجودهم على رأس وظائفهم، سيضطرون إلى إجراءات معقدة من أجل البقاء في أعمالهم، إذ تتمثل تلك الإجراءات في المصادقة من جديد على شهادات تحصلوا عليها من جامعات أجنبية قبل نحو 30 عاماً.

«الخريجون القدامى» ممن بلغت فترة مزاولتهم للعمل في القطاع السعودي الخاص من 25 إلى 30 عاماً، وبعد تجاوزهم حتى سن التقاعد القانوني، اعتبروا مطالبة جهات العمل مؤخرا بمصادقة الملحقيات الثقافية السعودية في الدولة ذات المنشأ على شهادات التخرج، كالصدمة المفاجئة التي ليس لها أي مبرر.

وبرأيهم أن ذلك سيشكل الكثير من العناء وطرق إجراءات غير اعتيادية من قبل الخريجين القدامى، وبالأخص خريجي الصين وباكستان، من خلال العودة وبعد 30 عاما للمطالبة بمصادقة الشهادات من ملحقيات وجامعات قد يكون بعضها اختفى عن خارطة المدينة بعد مرور كل هذه السنين.

وأكدت وزارة التعليم العالي على لسان مستشارها الإعلامي الدكتور محمد الحيزان في حديثه مع «الشرق الأوسط» أن قرار المصادقة على الشهادات العلمية من قبل الملحقية الثقافية السعودية في الدولة المنشأ للشهادة العلمية يعود إلى اضطلاع الملحقية وعن كثب بمستوى الطالب وماهية الجامعات.

وأشار الحيزان إلى أن الإجراء ليس بالجديد، وإنما معتمد منذ وقت بعيد. مبيناً أن الإشكالية القائمة لا تعود إلى إصدار تنظيم جديد، وإنما إلى تغافل أو جهل الخريجين بضرورة المصادقة على الشهادات من قبل الملحقيات الثقافية.

وأضاف الحيزان أن وكالة وزارة التعليم العالي للبعثات تقوم من خلال قسم مختص بالمصادقة على الشهادات من قبل الملحقيات من خلال إرسالها من دون السفر إلى الدولة المعنية. موضحا أن خدمات الوكالة تشمل المواطنين والمقيمين على حد سواء. من جانبه أكد عبد العزيز الغدير السفير السعودي في باكستان أن السفارة السعودية ممثلة بالملحقية الثقافية، تعمل على خدمة كافة الطلاب والطالبات الخريجين لتسخير كافة العقبات، ووضع آلية تسمح بتحقيق متطلبات وزارة التعليم العالي فيما يتعلق بالمصادقة على الشهادات العلمية بالطريقة المناسبة.

وأشار الغدير إلى أن الدراسة في باكستان تعتمد على تخصصين فقط الطب والهندسة، وتقوم بمتابعة شؤون المبتعثين الملحقية الثقافية. منوها بأن الأعداد لم تعد كما في الأعوام السابقة.

وأكد أن قدوم السعوديين إلى إسلام آباد ليس ممنوعا على الإطلاق، وإنما أشار إلى وجود تنظيم (ترشيد) لدخولهم الأراضي الباكستانية.

من جهته، أبدى أبو محمد (63 عاما) الذي يعمل مهندسا في كبرى شركات القطاع الخاص تعجبه من مطالب بعض شركات القطاع الخاص بضرورة المصادقة على شهاداته العلمية من الملحقية الثقافية السعودية في إسلام آباد حيث تخرج لأكثر من 30 عاما من الجامعات الباكستانية، إضافة إلى تصديق درجة الماجستير تحسبا من احتمالات التزوير، رغم ازدحام شهاداته بكافة الأختام الخاصة الباكستانية.

وأضاف أبو محمد أن جل محاولاته باءت بالفشل في إقناع الجهات المعنية بوزارة الخارجية بضرورة المصادقة على الأختام رغم عدم وجود ختم الملحقية الثقافية السعودية في إسلام آباد، ليمتد الأمر إلى مطالبته بضرورة شد الرحال إلى إسلام آباد وكراتشي لاستكمال الإجراءات اللازمة. مؤكداً بأن هناك من اضطر للعودة إلى الصين.