إطلاق أول معهد نسائي لإعداد الداعيات وسط جدل حول تبعيته

«الشؤون الإسلامية» و«جمعيات حفظ القرآن الكريم»: لم نرخص له ولا علم لنا بما يقدم من برامج

ساعدت أبراج البيت في تحديد اتجاه القبلة في أطراف مكة المكرمة («الشرق الأوسط»)
TT

على الرغم من تعالي الأصوات المنددة بشرعيته، دشن أول معهد نسائي من نوعه لتخريج الداعيات الإسلاميات في السعودية عامه الأول، بعد أن أعلن أخيراً إغلاق القبول في فصوله الشرعية للعام الحالي 2009م، متيحاً الفرصة أمام المتقدمات اللاتي لم يحالفهن الحظ للتقدم مرة أخرى ولكن في برنامج العام المقبل.

وأكد المعهد من خلال إعلاناته، على أن الشهادات التي يمنحها معتمدة في مجال الدعوة من قبل المركز الخيري لتعليم القرآن وعلومه، وسط تسهيلات يقدمها تتمثل في عدم دفع أي رسوم مالية مع توفير النقل وحضانات للأطفال، وعدم اشتراط تقديم أي شهادات علمية على المتقدمات.

أمام ذلك أكد أحد المسؤولين عن المركز الخيري، لـ«الشرق الأوسط» إلغاء مسؤولية إشراف المركز في الآونة الأخيرة على «دار الفتح» عقب إسناد برنامجه الخاص في إعداد الداعيات إلى الإدارة النسائية للمعهد، منوها بمطالبة المركز الخيري للمعهد بإلغاء البرنامج لإعادته ضمن إشراف الأخير، حيث لا يوجد ضمن البرامج ما يتعلق بإعداد الداعيات.

وأضاف أن مركزه لم يتلق حتى اللحظة أي رد من قبل الإدارة النسائية على ذلك، لتتخذ إدارة المركز الخيري موقفا من جانب واحد بإلغاء الإشراف على معهد «دار الفتح».

من جهته أكد الدكتور توفيق السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للدعوة والإرشاد لـ«الشرق الأوسط»، على عدم منح أي تراخيص تتعلق بإنشاء معاهد خاصة بـ«إعداد الداعيات»، لافتاً إلى أنه «ليس من صلاحيات أو اختصاص جمعيات تحفيظ القرآن إنشاء أي معاهد لإعداد الداعيات، حيث إن الجهة المعنية في ذلك هي وكالة وزارة الشؤون الإسلامية للدعوة والإرشاد.

ولمعرفة موقف ودور جمعيات تحفيظ القرآن في إنشاء هذا المعهد الخاص، أفاد الدكتور عثمان صديقي مدير الإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بوزارة الشؤون الإسلامية عدم اضطلاع إدارته بإنشاء مثل هذا المعهد مؤكدا عدم إجازة أي مشروع من هذا القبيل لإعداد الداعيات حتى اللحظة.

ويقدم معهد «دار الفتح»، الواقع جنوب العاصمة السعودية الرياض، برنامجه المسائي الخاص بـ«إعداد الداعيات»، منذ 4 أسابيع دون ترخيص من الإدارات المعنية، شارعا في تقديم برامجه الشرعية في مجال الدعوة خارج إطار وكالة وزارة الشؤون الإسلامية للدعوة والإرشاد، والإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم.

وكان معهد دار الفتح قد أعلن عن برنامجه المجاني من خلال ملصقات إعلانية خاصة مشترطا حفظ المتقدمة لـ 5 أجزاء من القرآن الكريم واجتيازها المقابلة الشخصية، وأن لا يقل عمر المتقدمة عن 17 عاما.

ويطلق مصطلح الداعية أو الداعيات على «العلماء المتبحرين في العلوم الشرعية إلى جانب الوعاظ والواعظات ممن اقتصر اطلاعهم على الكتيبات الدينية».

يشار إلى أن المركز الخيري لتعليم القرآن وعلومه بدأ 1404هـ، بإشراف شامل من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بداية إنشائه حتى 1414هـ، لينقل الإشراف إلى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على المركز الخيري والتي بدوها تقوم باعتماد الإفادات أو الشهادات التي يمنحها المركز للدارسين فيه.

وفي محاولة للاطلاع على المزيد مما يقدمه المعهد لإعداد الداعيات أوضحت إحدى المسؤولات في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» عن إغلاق التسجيل في البرنامج لهذا العام منذ 4 أسابيع، منوهة بان الفرصة سانحة للراغبات في الالتحاق ابتداء من العام المقبل.

وأكدت المسؤولة عن استقبال استفسار المتصلات على رقم الهاتف المحمول المعلن عنه، اعتماد الشهادات المقدمة في مجال الدعوة من قبل المركز الخيري لتعليم القرآن وعلومه، مشيرة إلى أن الفصل الدراسي استوعب المتقدمات من كافة المستويات.

يذكر أنه يتوجب على المنتسبات اجتياز برنامج المقررات الشرعية كافة والتي تتعلق بالقرآن الكريم والتفسير والفقه والعقيدة والحديث بالإضافة إلى النحو وفن الإلقاء والخطابة، بجانب دورات متنوعة.