علي السعودي.. صانع ألعاب شعبية بأخشاب أشجار مزارعه

بدأ في حرفته منذ أكثر من 15 عاماً وشارك في الجنادرية على مدى 23 عاماً

صانع الالعاب يحافظ على التراث بمواد تنتجها مزرعته («الشرق الأوسط»)
TT

منذ أكثر من 15 عاما يسعى العم علي السعودي للمشاركة في معظم المهرجانات الشعبية التي أتاحت له فرصة الوجود بأرض الجنادرية لنحو 23 عاماً متوالية من خلال حرفة صناعة الألعاب الشعبية ونقلها للأجيال الشبابية الحديثة.

وفي كل الأحوال، لا تختلف الألعاب الحديثة عن القديمة في شيء سوى المواد المصنوعة منها، إذ يشبه «المدوان» لعبة «بي بليد»، فيما لا تختلف لعبة «أم تسعة» عن لعبة XO الشهيرة، التي انتقلت حتى عبر مواقع الألعاب الالكترونية على شبكة الإنترنت، إلى جانب التشابه بين لعبة «الكعّابة» المكونة من أظلاف الأغنام و«البراجون» المعتمدة في أصلها على كرات زجاجية ملونة.

علي بن محمد السعودي، الذي اعتاد على الاستفادة من أخشاب أشجار مزارعه بمنطقة القصيم أكد إقبال الشباب الكبير على ممارسة الألعاب الشعبية في المهرجانات التراثية، إلى جانب اهتمامهم باقتنائها للذكرى.

وقال السعودي في حديث لـ«الشرق الأوسط» بدأت في صناعة الألعاب الشعبية منذ الصغر، غير أن مشاركتي الفعلية بها كمهنة انطلقت قبل أكثر من 15 عاما، مشيرا إلى أن الإقبال عليها في المهرجانات يعد كبيراً، خاصة في منطقة نجد على الرغم من وجود ألعاب بديلة حديثة.

وحول أنواع الألعاب الشعبية التي عادة ما يستغرق تصنيعها ما بين عشر دقائق إلى يوم كامل، لفت إلى انتشار لعبة «المدوان» بشكل كبير بين الأطفال في مناطق السعودية، الذي يتم صنعه على شكل مخروط خشبي يديره الطفل بواسطة سحب الحبل الملفوف عليه بشكل سريع.

وأضاف هناك لعبة تسمى «الفرّيرة» أو «الشاشة»، والمكونة من قطعة خشبية يمر بمنتصفها حبل رفيع ليتم لفه من الطرفين بهدف تحريك القطعة التي تأخذ شكلا مستطيلا، إلى جانب «النبّيلة» الخشبية المستخدمة في اصطياد الطيور وغيرها.

ونتيجة لعدم وجود أجهزة الهواتف النقالة في القدم، جاءت لعبة «الطقطاقة» أو «القرقيعان» بمثابة لغة تخاطب بين الأطفال والشباب في تلك الأيام، التي تتمثل في قرص دائري متصل بكرتين عن طريق حبلين من الجانبين، إضافة إلى ذراع خشبية يتم استخدامها لإصدار أصوات تنبيهية.

وبالعودة إلى العم علي، الذي أفاد بأن تلك اللعبة يستخدمها الأطفال ليخبروا بعضهم بعضا بوجودهم خارج المنزل للعب، عدا عن استخدامها لإسكات الرضّع، التي تسمى أيضا بـ«الدلاّهة».

ويقول ثمة لعبة «أم تسعة»، وهي عبارة عن خشبة مربعة تحتوي على خطوط أفقية، إلى جانب تسع قطع خشبية ذات لونين مختلفين يلعبها شخصان يحاول كل منهما وضع ثلاث قطع موحدة اللون على خط واحد، شريطة عدم الخروج من مسار لآخر في تلك الخطوط.

واستطاع صانع الألعاب الشعبية الاستفادة من بعض الخامات الحديثة لإدخالها على تلك الألعاب، التي من بينها أغطية المشروبات الغازية التي يستعملها بمثابة إطارات للسيارات الخشبية. وأضاف تتمثل لعبة «الكعّابة» في رسم دائرة على الأرض ومحاولة كل لاعب إخراج قطعة صديقه المأخوذة من أظلاف الأغنام خارج حدود تلك الدائرة من خلال ضربها بقطعته.

ولا تقتصر حرفة علي بن محمد السعودي على صناعة الألعاب الشعبية فقط، وإنما يهوى أيضا تصنيع مجسمات تراثية ترتبط بصور الحياة السعودية القديمة، التي من ضمنها الطرق القديمة المستخدمة في استخراج الماء من باطن الأرض والمعروفة باسم «السواني»، إضافة إلى عربة الغاز ونماذج أخرى مندثرة ليعرضها كنوع من أنواع إحياء التراث.

وحول أسعار تلك القطع يقول تختلف باختلاف الجهد والوقت المبذول للقيام بها، إذ تبدأ من ثلاثة ريالات وتصل إلى حوالي 200 ريال سعودي، مؤكدا على تحقيقه لمبيعات كبيرة، خاصة في مهرجانات الجنادرية باعتبارها تشهد زوارا كثيرين من مختلف أنحاء العالم.