الأمير مقرن: أنا آخر من يفتي.. ولكن أمرها «مهم»

السعودية تحسم الجدل حول شرعية «أبحاث الخلايا الجذعية».. بإطلاق مختبر لتطبيقاتها

TT

وسط بقايا معارضة دينية، يبدو بأن السعودية حسمت جدلا امتد لسنوات حول شرعية أبحاث الخلايا الجذعية، وذلك بافتتاح مختبر لتطبيقاتها، يعتبر الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي يتوقع أن يجري أعماله الأولية على الإنسان في غضون السنوات الـ5 المقبلة.

وتستخدم تطبيقات الخلايا الجذعية، بعلاج وترميم بعض أجزاء الجسم التي تصيبها الأمراض المستعصية، ما يفتح باب الأمل أمام المرضى الذين يعانون من أنواع الأمراض تلك.

وقاد الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة في السعودية، احتفالية في العاصمة الرياض أمس، لافتتاح أول مختبر لتطبيقات الخلايا الجذعية، والذي يتخذ من جامعة الملك سعود، مقرا له.

ورد رئيس جهاز الاستخبارات السعودي، على سؤال حول ما إذا كانت السعودية قد حسمت الجدل حول تطبيقات الخلايا الجذعية بافتتاح مختبر متخصص بأبحاثها، بقوله «أنا شخصيا آخر من يفتي.. الإفتاء متروك للمفتي، ولكن كبحث علمي أنا أعتقد أنه يستحق كل الاهتمام». وطبقا لأحد المسؤولين في كلية الطب بجامعة الملك سعود، فإن موضوع أبحاث الخلايا الجذعية تم عرضه قبل 6 سنوات على مجمع الفقه الإسلامي، وأفتى بجواز تطبيقات تلك الأبحاث، ولكن بشروط معينة، لافتا إلى أن الخبراء والباحثين في السعودية لا يخرجون عن الضوابط التي حددتها لجنة حكومية شكلت بناء على توجيهات عليا، لوضع ضوابط ومعايير لممارسة هذا النوع من الأبحاث.

وتحتضن جامعة الملك سعود، وعلى مدار يومين، مؤتمرا عالميا قال الأمير مقرن بن عبد العزيز، بأنه الأول على مستوى المنطقة، وقد خصص لأبحاث الخلايا الجذعية والترميم الطبي.

واعتبر الأمير مقرن، أن قيام جامعة الملك سعود بافتتاح مختبر على أحدث المواصفات لأبحاث الخلايا الجذعية «دليل واضح على أن الجامعة تحمل رؤى واضحة نحو التطوير والمنافسة حتى في أحدث التقنيات والاكتشافات الطبية».

من جانبه، قال الدكتور مساعد السلمان عميد كلية الطب في جامعة الملك سعود، في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، على «شرعية» أبحاث الخلايا الجذعية التي تقوم بها بلاده منذ 3 سنوات. «هناك لجنة خاصة من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، مكلفة من مقام مجلس الوزراء لتولي هذا الموضوع. هذه اللجنة وضعت خطوطا عريضة، نحن نسير على هذه الخطوط التي وضعتها تلك اللجنة، فليست هناك أي محاذير شرعية ما دام أن عملنا مصرح به».

وتضم اللجنة الحكومية الخاصة بوضع ضوابط ومعايير لأبحاث الخلايا الجذعية، قضاة، ومحامين، وشرعيين، ومندوبين من معظم الجهات البحثية والصحية. وتسعى السعودية، من خلال افتتاح معمل أبحاث الخلايا الجذعية – طبقا لعميد كلية الطب في جامعة الملك سعود، أن «تكون من ضمن الدول المتقدمة التي تقوم بعمليات الترميم لأي عطل يصيب جسم الإنسان المريض، كترميم الكبد، والدماغ، والحبل الشوكي، والكلية، وغيرها من أعضاء الإنسان.

وأكد الدكتور مساعد السلمان، بأن بلاده السعودية، كانت من أوائل الدول التي واكبت التقدم في أبحاث الخلايا الجذعية منذ بداياته، وبدأت أبحاثها على الحيوانات خلال السنوات القليلة الماضية، ويتوقع أن تجرى تلك العمليات على الإنسان ما بين الـ 3 إلى الـ 4 سنوات المقبلة.