تحالف نسائي يسبق انتخابات غرفة الشرقية.. لتجاوز عقدة التصويت للمرأة

تخوف من انعكاسات «الفزعة» والقبلية.. في ندوة صاخبة نظمتها الغرفة التجارية

د. لمى السليمان خلال مشاركتها بغرفة الشرقية أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

مع اقتراب موعد انتخابات مجلس إدارة غرفة الشرقية، والمقرر عقدها بعد حوالي شهر ونصف الشهر، أعلنت نحو 100 سيدة احتشدن مساء أول من أمس، في غرفة الشرقية، تضامنهن مع المرشحات الأربع في الانتخابات المقبلة، وتكاتفهن على تصويت النساء للنساء، وذلك في ندوة «تحديات المرأة السعودية في الحملات الانتخابية»، التي استضافت الدكتورة لمى السليمان، عضو مجلس إدارة غرفة جدة، إذ حفزت الحاضرات للتضامن النسائي، قائلة «لا يوجد وقت الآن، لا بد أن تجتمعن لإنجاح سيدة، ولا بد أن تنجح ولو مرشحة من بين الأربع».

ووصفت السليمان الامتناع عن التصويت للمرأة بـ«العقدة»، متحدثة عن تجربتها بعد تسجيل الفوز النسائي الوحيد في انتخابات غرفة جدة الأخيرة، لتؤكد وجود أسماء تجارية كبيرة دعمتها وبقية المرشحات، قائلة «عندما يجد البعض أن الكبار مستعدين للتصويت لسيدة؛ تذهب هذه العقدة والنظر لذلك بأنه عيب»، فيما وصفت القبيلة والعائلة بأنها «السلاح القوي» للفوز، وشددت على ضرورة دعم المرأة للمرأة، قائلة «يكفي لو أن كل سيدة تحفز اثنين من أهلها للذهاب لمقر الانتخابات».

ولقيت دعوة السليمان ترحيبا كبيرا من قبل الحاضرات اللائي أيدنها، حيث أعلنت سامية الإدريسي، عضو منتدى سيدات أعمال الشرقية، استعداد المنتدى لدعم المرشحات الأربع وتسخير مقره لتقديم الخدمات المساندة (أعمال سكرتارية والفاكس والتلفون وغيرها). فيما طالبت المداخلات النسائية المشاركة بالندوة بتقريب وجهات النظر حول المرشحات الأربع والاتفاق معهن على القضايا ذات الاهتمام المشترك والمتعلقة بالمرأة العاملة في التجارة بالدرجة الأولى.

وأيدت ذلك هيفاء الرميح، نائبة رئيسة لجنة سيدات أعمال الشرقية، التي أوضحت لـ«الشرق الأوسط»، أنها جمعت المرشحات الأربع مع بعض سيدات أعمال المنطقة قبل أيام، للتعريف برؤاهن وبرامجهن الانتخابية، موضحة كون ذلك يأتي من باب دعم المرأة ورفع حظوظها الانتخابية، قائلة «نريد أن تفوز إحدى سيدات الشرقية، لا بد أن تنجح ولو واحدة من بين المرشحات الأربع».

وبينما ضمت قائمة المرشحات في انتخابات غرفة الشرقية كلا من: فوزية الكري وسعاد الزايدي وعقيلة مدخلي ودينا الفارس، وجميعهن من فئة المرشحين التجار، إلا أنه بدا من اللافت غياب ثلاث مرشحات عن حضور الندوة، وهو ما فتح باب التساؤل حول المرشحات من قبل بعض الحاضرات، حيث لم تشارك سوى المرشحة فوزية الكري، التي عرفت بنفسها على هامش الندوة. من جانب آخر، نصحت السليمان سيدات الشرقية بالاهتمام بتوحيد مداخل الغرف التجارية قبل توحيد الأصوات النسائية، قائلة «أولا وأخيرا لا بد من إيجاد مدخل واحد، بدلا من مدخل الأقسام النسائية، بحيث يدخل (النساء والرجال) من نفس الباب ثم يفترقوا، من دون أبواب جانبية»، وقوبل اقتراحها بتصفيق كبير من الحاضرات، فيما أردفت «هيئة الأمر بالمعروف لم يعجبها ذلك، حتى وجدنا حلاً يرضي الجميع، بأن يبدأ دوام السيدات الساعة 8 صباحا، والرجال في الـ9، وأصبحنا ندخل من باب واحد».

وفي حين تضم غرفة الشرقية حوالي 36 ألف منتسب، يحق التصويت لنحو 21 ألفاً فقط منهم، توقعت السليمان أن لا يشارك في التصويت إلا 4 آلاف (19 في المائة)، موجهة نصيحة للمرشحات بأن يضعن سقفا مرتفعا لأصوات الناخبين المتوقعة، قائلة «كان هدفي الحصول على ألف صوت وخرجت بـ550 صوت»، وأكدت أنها لم تنصرف كبعض المرشحين للشبكات الاجتماعية كـ«فيس بوك» و«تويتر»، إذ نصحت بالتواصل المباشر مع الناخبين.

من جهتها، أكدت الدكتورة آمال بدر الدين، مرشحة سابقة في انتخابات غرفة الرياض، التي استضافتها غرفة الشرقية أيضا للحديث عن تجربتها الانتخابية، أن النساء عموما ما زلن يجهلن ثقافة الانتخابات، وتناولت بإسهاب طرق إغراء الناخب عبر الهدايا وتذاكر السفر والرحلات وخلافها، مشيرة إلى أن أرصدة المرأة السعودية تتراوح بين 50 إلى 60 مليار ريال حسب الإحصاءات الحديثة، وهو ما تؤكد أنه محفز كبير لجذبها للمشاركة الفعالة في الغرف التجارية.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة الصاخبة التي احتضنتها غرفة الشرقية سبقتها شائعات تتناول تأجيلها أو إلغاءها، لأسباب غير مؤكدة تداولتها رسائل الجوال قبل عقد الندوة بيومين، في حين فضلت هند الزاهد، مديرة مركز سيدات الأعمال، تقديم الندوة بهدوء، موضحة أنها تأتي بهدف «زيادة المشاركة النسوية في الحياة الاقتصادية».