«الدفاع المدني» لـ «الشرق الأوسط»: تعديلات لوائح سلامة المساكن خفضت الخسائر البشرية في حرائق مكة إلى 70% والمالية 40%

قال إن مخطط مكة الشامل سينهي مشاكل تعترض طريق الإطفائيين في العشوائيات

العميد جميل أبو أربعين
TT

انخفضت معدلات الخسائر البشرية في حرائق العاصمة المقدسة بنحو70 في المائة، اضافة الى انخفاض 40 في المائة في الخسائر المادية، عن السنوات السابقة، وذلك نتيجة التعديلات التي أجريت على لائحة السلامة المتعلقة بإسكان الحجاج والتي أقرت قبل خمس سنوات وتم الفراغ منها هذا العام.

واكد العميد جميل أبو أربعين، مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة لـ«الشرق الاوسط»:«أن مخطط مكة الشامل سيقضي ما يعيق عمليات الإطفاء في الأحياء العشوائية وسيذلل الجبال الوعرة». واضاف«أنه فيما يتعلق بالسلامة الوقائية فقد تم تحديد متطلبات الدفاع المدني عن طريق تحديد المخططات، وأنظمة الإنذار، وأنظمة الإطفاء ومسالك الهروب، حيث يتم التأكد منها قبل التشغيل وفحصها، والتأكد من فعاليتها». مشيراً إلى أن ذلك يأتي بعد ربط أجهزة الإنذار بأنظمة الدفاع المدني، حيث تتم عملية تكوين الربط المباشر لأي عملية إنذار.

وحول الهدف من ذلك قال«نحرص على عملية الوقت وكسبه في عملية الاستجابة، في أي حالةٍ تحدث لا سمح الله، بالإضافة إلى أنه يفرض على هذه المنشآت التي يزيد طاقتها عن الألف يتم تكليفهم بإيجاد رجال سلامة وأمن داخل تلك المنشأة كخط دفاع أولي ويتم التأكد من تأهيلهم وتدريبهم على الشكل المطلوب وبشكلٍ مكثف في عمليات الإخلاء».

وفي ما يخص الجانب العملياتي، أكد أبو أربعين «هيأت القيادة السعودية أفضل الإمكانات على مستوى العالم، من ضمنها وحدات السلالم التي تصل إلى خمسةٍ وخمسين متراً ارتفاعاً، بالإضافة إلى أنه في أوقات الذروة ومواسم الحج، يتم دعم الفرق الميدانية الموجودة في الأماكن السكنية المكتظة بالحجاج والمواطنين، بفرق مدربة في عمليات الإخلاء بوسائل نقل مختلفة عن تلك التي يلحظها الجميع ويشاهدها، لضمان سرعة الوصول والاستجابة، حيث تقوم بتكثيف عمليات الإخلاء بأقصى سرعةٍ ممكنة مهما تطلب الأمر ذلك لضمان سلامة الأرواح كهدف أولي».

وكانت فرق الدفاع المدني تمكنت من إنقاذ 725 حاجا من خطر الموت إثر اندلاع النيران في مدخل أحد الفنادق الذي تقيم فيه الحملة في كدي في مكة المكرمة وهو ما علق عليه المقدم علي بن خضران المنتشري، المتحدث الرسمي للدفاع المدني بأن الحريق وقع الساعة الثالثة فجرًا الخميس امس الاول في المدخل الرئيسي للبرج السكني موضحاً «أن فرق الإنقاذ والإطفاء تمكنت من إخلاء الفندق السكني، وقد تم استخدام الآليات الحديثة في عملية الإخلاء وكان هناك دور مهم لوسائل الأمن والسلامة بالفندق للسيطرة على الحريق في زمن قياسي».

 وأكد المنتشري أنه لم يسجل إصابات بين الحجاج، قائلا «أن التحقيقات الأولية تشير إلى عرضية الحريق».

وبالعودة إلى العميد جميل أبو أربعين، أشار أنه فيما يخص عملية الجانب الوقائي، فقد تم النظر في مجال دراسة المخططات، بغرض الحرص على دراسة الجانب الوقائي بحيث لا تتعدى الحرائق مساحاتٍ أكبر فيما يتعلق ويعرف بـ«مجالات الحريق» وأن لا ينتقل الحريق من مبنى لآخر وينتهي في مراحله الأولى، وزاد «إن كل المشاكل والعقبات التي يواجهها الدفاع المدني في العاصمة المقدسة، وضعت في ملف كامل وزودت بها هيئة تطوير مكة، والمخطط الشامل الذي ستكون عليه مكة المكرمة، سيعالج كل هذه المشاكل بالكامل، ونتفق مع صعوبة الوصول إلى المناطق العشوائية والتي يصل عددها في العاصمة المقدسة إلى ستين حياً عشوائياً، يواجه فيها الدفاع المدني مشاكل صعبة جداً جداً».

وقال أبو أربعين «مشاكلنا ليست في الأبراج والمباني الجديدة، لأنه تم عمل ضوابط وآليات تحكم دورها وتعزز فرص السلامة فيها، مشكلتنا في مبان وأحياء قديمة تحتاج إلى معالجات وبها مشاكل كثيرة، ونأمل في المخطط الشامل الجديد الذي سيراعي عناصر السلامة في المدينة المقدسة، ويكفي مكة الآن تلك الكثافات البشرية الكبيرة في تحركاتهم وتنقلاتهم التي تسبب عائقاً في الوصول إلى أماكن الحرائق، وفي استخدامهم للخدمات المتوفرة، في المنطقة المركزية أو في منطقة الحرم، وهو ما يفرض سن أعلى درجات السلامة حفاظاً على سلامة أرواحهم».

واستدرك مدير عام الدفاع المدني بالقول«بعد صدور لائحة إسكان الحجاج، وضعت عليها تعديلات منذ انطلاقها قبل خمس سنوات، وتطبيق معايير السلامة في منشآت سكن الحجاج، والفنادق ومراكز إسكان الحجاج، لاحظنا انخفاضاً كبيراً وصل إلى معدل أربعين بالمائة في ما يتعلق بالخسائر المادية، وسبعين بالمائة فيما يتعلق بالخسائر البشرية، وهو مؤشر جداً ممتاز، ودافع نحو تطوير الجهود وشحذ الهمم للارتقاء بخدمات الدفاع المدني في العاصمة المقدسة، والجودة في تطبيق منشآت السلامة.

وأبان الأربعين«جملة التعديلات التي طرأت على اللائحة تكمن في «الرش» ومخارج الطوارئ، وأجهزة الإنذار، وأصبحت إلزامية لا بد لأي مستثمر يريد القيام بأي مشروع استثماري يتعلق بإسكان الحجاج، أن يلتزم باللائحة وما طرأ عليها من تعديلات، وزاد«اللائحة ستنتهي هذا العام، وبهذا نكون قد ضمنا، أن جميع اشتراطات السلامة، قد تم العمل بها في مساكن الحج، ونضمن كذلك أنها تقبع تحت أنظمة إشرافية من خلال المديرية العامة للدفاع المدني ووزارة الحج».

واختتم مدير عام الدفاع المدني في العاصمة المقدسة، بقوله إن حملة التعبئة الإعلامية، لم تقتصر على العاصمة المقدسة بل تم التعامل مع عدة جهات لتشمل تعليم وتهيئة الحجاج في أوطانهم الأم، ليكون تمهيداً لهم عما سيكون في المشاعر والأماكن المقدسة، حتى وسائل النقل الجوية والبرية والبحرية يحصل فيها الحجاج على جرعات وقائية من أجل سلامتهم.