وزارة الحج: دخول برجين إضافيين في سفوح منى مرحلة العمل والتجربة

خبراء لـ «الشرق الأوسط»: وسائل النقل الجوية والبحرية تكلف حجاج الخارج نحو 2.5 مليار دولار

الأبراج السكنية في منى لا تزال في طور التجريب («الشرق الأوسط»)
TT

قررت وزارة الحج السعودية ادراج برجين جديدين تم الانتهاء منهما في سفوح منى لإدخالهما ضمن المرحلة التجريبية لإقرار هذا المشروع والتوسع فيه او استبداله بمشروع آخر.

وكانت الوزارة قد عملت على تجريب 4 ابراج تم الانتهاء منها العام الماضي ضمن موسم الحج، دون ان تعلن النتائج التي وعدت ان تعلن بعد التجريب النهائي للابراج الستة التي اصبحت جاهزة للعمل.

وقال امس الدكتور سهل بن عبد الله الصبان وكيل وزارة الحج لشؤون النقل والمشاريع والمشاعر المقدسة «أن مشروع إنشاء وحدات سكنية على سفوح الجبال بمشعر منى يتضمن تنفيذ 6 مبان وهي موجودة حاليا بمشعر منى على أن تكون على نطاق تجريبي بمعنى أن يتم استخدامها وتجرب وتسجل الملاحظات وتدون الايجابيات والسلبيات بحيث يتم تقييم الاستخدام لهذه المباني خلال مواسم الحج ومن ثم يتم رصد النتائج والرفع بالتوصيات». مفيدا«أنه تم العام الماضي استخدم 4 مبان فقط لأول مرة وفي هذا العام سيتم الاستفادة من المباني الستة كلها».

واستطرد «هنالك فريق عمل مشكل من وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الحج ومعهد خادم الحرمين لأبحاث الحج لعمل دراسة تقييمية أثناء موسم الحج وأثناء استخدام الحجاج لهذه المباني بحيث يتم رصد طبيعي وواقعي وأيضا موضوعي وعملي لهذه الاستخدامات ومدى جدواها إذا ما تأكد أن الفائدة المتحققة تمثل نسبة كبيرة من النجاح أو العكس، مشيرا في ذات الوقت إلى أن ما هو موجود الآن من خلال هذه المباني الستة لا يتناسب مع الاستخدامات المنشودة في الحج، مما سيكون طبعا أساسا للقرار الذي سيتخذ من قبل الجهات المختصة من حيث الاستمرار فيها أو استبدالها بمشاريع أخرى تحقق هدف رفع الطاقة الاستيعابية».

وبين أنه «سيتم خلال موسم حج هذا العام 1430ه‍ الاستفادة الكاملة من مشروع منشأة الجمرات بعد اكتمال الأدوار والمستويات المنفذة وهي خمسة مستويات وتخدم الحجاج القادمين من جهة منى من الجهة الشرقية أو من جهة مكة المكرمة الدور الثاني أو جهة شمال منى والمعيصم الدور الثالث والدور الرابع يخدم منطقة الربوة جنوب مشعر منى». مشيرا إلى أن هذه الأدوار سوف تساعد على توزيع الحجاج أثناء رمي الجمرات بالتوافق والتزامن مع خطط وبرامج تفويج الحجاج أثناء رمي الجمرات .

واضاف «أنه سيستفاد أيضا خلال موسم حج هذا العام من مشروع المرحلة الثانية لتصريف مياه الأمطار والسيول بمشعر عرفات والذي بدأ تنفيذه من بداية هذا العام ويهدف إلى تحسين وتطوير مواقع إسكان الحجاج في مشعر عرفات من خلال رفع مستويات المربعات المنخفضة ورصفها برصف الممرات الداخلية لهذه المواقع بحيث تكون جاهزة للتخييم وتشييد خيام إسكان الحجاج بشكل منتظم ومرتب يساعد على سهولة الدخول والخروج وأيضا يوضح المسالك والممرات الخدمية والطوارئ وأيضا تسوية بعض الأماكن المرتفعة ليتم الاستفادة منها كمساحات إضافية لإسكان الحجاج».

وبين الدكتور صبان عقب اجتماعه يوم أمس برئيس وأعضاء مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا واستراليا لمناقشة موضوع النقل الترددي«إن الوضع في مشعر عرفات لا يتطلب أن تكون هناك خيام منشأة بشكل ثابت طوال العام لأنها ستكون مكلفة وغير عملية حيث إن الاستفادة من هذه المواقع هي ليوم واحد وإنما البديل الأفضل والأنسب هو أن يتم التفكير في إيجاد بدائل للخيام القطنية الحالية بخيام تكون أفضل مقاومة للحريق وأيضا مقاومة للرطوبة بحيث إنها توفر مزيدا من معايير السلامة للحجاج لافتا النظر إلى ان الوزارة من حيث مسؤوليتها بدأت تفكر وتدرس في إيجاد سبل وبدائل واختيار أفضلها وانسبها .

وأوضح«أن النقل الترددي أصبح واقعا ملموسا وحيا وناجحا ويخدم 500 ألف حاج حتى موسم حج هذا العام وهنالك مخطط تنظيمي لتعميم النقل الترددي على جميع فئات الحجاج مما يخدم 3 ملايين حاج على كامل نطاق المشاعر المقدسة، مبينا أن المرحلة الثالثة من مشروع النقل الترددي بدأ الآن تنفيذها من خلال مقاولين متخصصين تحت إشراف وزارة الحج وبتعاون وتنسيق مع جميع الجهات الأخرى المعنية لتنفيذ المرحلة الثالثة خلال هذا العام وعام 1431 هـ بحيث يتم الاستفادة منه لخدمة 260 ألف حاج إضافي عما سبق وتشمل حجاج إيران وحجاج الدول الإفريقية غير العربية وفي موسم 1431هـ يكون إجمالي من ينقلون تردديا 750 ألف حاج من حجاج الخارج وسيعقبها بمشيئة الله تعالى المرحلة الرابعة التي ستغطي خدمة حجاج الدول العربية وحجاج جنوب آسيا حيث سيتم نقل حوالي 750 ألف حاج ثم المرحلة الأخيرة وهم حجاج الداخل بأقصى جنوب المشاعر وحجاج البر القادمين من خارج المملكة».

الى ذلك وفي سياق نقل الحجاج، قدر خبراء عاملون في مجال الحج والعمرة مصاريف وسائل النقل التي ينفقها الحجاج القادمون من خارج المملكة بنحو 2.55 مليار دولار تجنيها شركات الطيران العالمية، منها 336 مليون دولار من دول شرق اسيا وحدها التي يأتي منها نحو 280 الف حاج. وأكد تلك المعلومات لـ«الشرق الأوسط» كل من سعد القرشي عضو لجنة الحج والعمرة بالغرفة التجارية بمكة المكرمة وجدة، والدكتور زهير عبد الحميد سدايو عضو اللجنة وهو المسؤول في بعثة حج جنوب شرق اسيا.

وزاد الدكتور سدايو«أن قطاع الطيران يعد من القطاعات الهامة العاملة في الحج ليس في السعودية فقط بل في كافة دول العالم الإسلامي التي تصب في اقتصادياتها تلك الأرقام». وبين سدايو«أن اندونيسيا تتصدر الدول من حيث إيرادات النقل بنحو 248 مليون دولار بمتوسط 1200 دولار للفرد الواحد».

في حين قدر سعد القرشي ما تجنيه رحلات الطيران الداخلية خلال موسم الحج بنحو 40 مليون ريال فيما يجني قطاع النقل البحري نحو 30 مليون دولار.

إلى ذلك، نفى المهندس عبد الله بن محمد نور رحيمي، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، ما نقلته وسائل إعلام محلية، بتحميل إدارة الجوازات الازدحام في المطارات، وقال «لم يكن ذلك دقيقا، وكافة الأجهزة الحكومية العاملة في المطارات تعمل في إطار تنسيقي لتقديم أفضل الخدمات.

وفي سياق استعدادات شركات الطيران لنقل الحجاج من مختلف دول العالم، بدأت الشركات مبكرا استعدادها لاقتسام حصتها من كعكة ارباح الحج، اذ انطلقت اول شركة منحت ترخيصا من الهيئة العامة للطيران المدني قبل نحو شهرين أول رخصة مشغل طيران عارض خاص بنقل المسافرين خلال موسمي الحج والعمرة وهي «شركة الوفير الوطنية للطيران» وذلك بعد استيفائها للمتطلبات النظامية كافة لتصبح الناقلة السعودية الرابعة في البلاد. واكد عدنان أحمد الدباغ الرئيس التنفيذي لشركة وفير لـ«الشرق الاوسط» في ذلك الحين «انها ستبدأ العمل خلال موسم الحج الحالي بثلاث طائرات من نوع «بوينغ 747» وستنقل هذا العام نحو 40 ألف راكب من نحو 14 دولة إسلامية خلال موسم الحج والعمرة وستهدف إلى نقل نحو 200 ألف معتمر خلال العام القادم و60 ألف حاج لموسم حج 2010»، من جانبها تحركت الخطوط الجوية السعودية مبكرا لمواجهة زحام الحج بحسب عبد العزيز رحيم الحازمي مساعد المدير العام التنفيذي للتسويق مساعد مدير الخطوط السعودية أكد لـ«الشرق الاوسط»:«ان تم الاستعداد مبكرا لنقل الحجاج من 58 محطة دولية حيث يتم ذلك عادة بتشغيل رحلات إضافية إليها، بعد توقيع اتفاقيات نقل مع منظمات الحج في تلك البلدان، ولضمان عدم تأثر جدول رحلات السعودية المنتظم ولموسمية هذه الحركة فإن السعودية تقوم بتشغيل طائراتها بأعلى مستوى تشغيلي ممكن، بالإضافة لاستئجار طائرات من شركات طيران عالمية لمدة من شهر إلى ثلاثة أشهر ويتم تحديدها بناء على الحركة المزمع نقلها، أما بالنسبة لرحلات الحج الداخلي فقد تم تعيين 173 رحلة إضافية لهذا العام».