أمين الجوف: عيون المنطقة المائية غير صحية 100%.. والإعلان عن 3 آلاف منحة للأهالي

المهندس محمد الناصر قال في حوار لـ «الشرق الأوسط»: نعد خطة لإعادة السفلتة وتأهيل الشوارع ومعالجة الحفر

المهندس محمد الناصر أمين منطقة الجوف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»
TT

نبّه أمين منطقة الجوف المهندس محمد الناصر، من الأضرار الصحية الناتجة عن العيون المائية في المنطقة، التي قال إنها غير صحية 100 في المائة.

ولفت إلى أهمية الاستغناء عن العيون المائية في منطقته لأنها غير صحية، بجانب تسببها في إزعاج الأهالي من حيث سوء التمديدات وطريقة عملها لأنها تعيق خدمات الأمانة من سفلتة وأرصفة وغير ذلك.

وكشف في حوار خص به «الشرق الأوسط» عن إعداد خطة لإعادة السفلتة وتأهيل الشوارع والأزقة ومعالجة الحفر وسطوح الشوارع التي انتهى منها مقاولو الحفريات في الأحياء القديمة وإعادة الرصيف والجزر، بالإضافة إلى توجيه فرق الأمانة لمعالجة الحفر وكذلك مقاول الصيانة.

وأشار أمين الجوف إلى وجود توجه لإنشاء مشاريع تنموية مقبلة فيما يخص تطوير أداء العمل وتقنية المعلومات والتحول إلى العمل الالكتروني.

وقال الناصر إن الإمكانات المادية والبشرية قاصرة جداً عن طموحات ورغبات أهالي المنطقة والمسؤولين فيها فيما يخص عمل الأمانة، إذ أنها لا تغطي الجانب التنفيذي والإشرافي. معبراً عن عدم رضاه حول مستوى الأداء والانجاز والمتابعة، إلى جانب عدم استغلال الإمكانات، حيث لم تستثمر الاستثمار الأمثل لندرة الكفاءات وتدني المستوى التعليمي والتدريبي.

وأكد أمين منطقة الجوف لـ«الشرق الأوسط» أن المنطقة لا تزال تنتظر من رجال الأعمال الكثير، حيث إنها تحتضن مجموعة من المميزات التي قد لا تجتمع في منطقة أخرى، بالإضافة الى طبيعتها الجغرافية والتاريخية، وسط وصول القيمة الاستثمارية للمشاريع الزراعية في المنطقة لنحو 2 مليار ريال سعودي. وإلى نص الحوار:

* هل أنتم راضون عن إمكانات الأمانة الإدارية والفنية وحجم العمالة والمعدات؟ وما مدى تحقيقها لتطلعاتكم في هذا الجانب؟

- أبداً.. فالإمكانات المادية والبشرية قاصرة جداً عن طموحات ورغبات أهالي المنطقة والمسؤولين فيها، إذ أنها لا تغطي الجانب التنفيذي والإشرافي، وأنا شخصياً غير راض على مستوى الأداء والإنجاز والمتابعة، كما أن الإمكانات لم تستثمر الاستثمار الأمثل لندرة الكفاءات وتدني المستوى التعليمي والتدريبي.

* يلاحظ الجميع أن حاضرة المنطقة تفتقر للحدائق العامة وملاعب الأطفال على الرغم من وجود المقومات التي تجعل تنفيذ ذلك مهمة سهلة، ما هي مبررات الأمانة في هذا الشأن؟

- بالنسبة للحدائق وملاعب الأطفال، الأمانة نفذت شرائح خضراء بطول أكثر من 20كم، وبعرض أدنى 20م موزعة على مداخل المدينة والمطار ووسط المدينة، تتوزع داخلها الألعاب في 13 موقعا، والحدائق والمنتزهات المنفذة هي «منتزه القرعاء ومنتزه البرج وغرب قارا وحديقة غرب المدخنة وحديقة شرق الدلة وحديقة العروبة وحديقة جنوب الذوقان» بجانب مجموعة ما زالت تحت التنفيذ موزعة على الأحياء جميعها ستغطي المدينة بشكل يوازن الأحياء ويخدمها، وما يخص ألعاب الأطفال والمسطحات ورشاشات الري، فمن المؤسف أن أقول لك بأنها تتعرض للتكسير والتخريب، وأتمنى أن يتعاون المستفيدون لحمايتها، وهي مهمة ليست بالسهلة بل تحتاج لصيانة وتشغيل ومتابعة، بالإضافة إلى دعم المجتمع لحمايتها.

* العيون الموجودة بالمنطقة تابعة لملكيات خاصة، الأمر الذي يجعل الكثير منهم لا يهتمون لصيانتها ولا يحسنون استخدامها، هل سيتم تحويل ملكيتها للقطاع العام لتتولى الأمانة الإشراف عليها؟

- هذه العيون ليست لسقي المواطنين فقط، وإنما هي لري المزارع أيضاً، ومن الصعب اتخاذ أي إجراء من دون التنسيق مع وزارة الزراعة، التي تعد الجهة المختصة والمعنية بهذا الشأن لتحويلها للقطاع العام، مع العلم بأنها تسبب إزعاجاً كبيراً للأهالي من حيث سوء التمديدات وطريقة عملها لأنها تعيق خدمات الأمانة من سفلتة وأرصفة وغير ذلك، إلا أنه من المفترض الاستغناء عن هذه العيون لأنها غير صحية مائة بالمائة.

* هناك ظاهرة يلمسها المواطن والمقيم، تتمثل في الحفر والمستنقعات في شوارع الأحياء، ما هي خطط الأمانة لمعالجة مثل هذه الإشكاليات؟

- تلك الظاهرة لها أسباب: أحدها ما سبق الحديث عنه من تمديدات لمياه العيون والآبار والارتوازية، وتسرب تلك المياه يوجد المستنقعات، كما أن مشاريع البنية التحتية تنفذ في وقت واحد، وهي مشاريع تعتمد على الحفريات وتمديد الخدمات في الشوارع، وإعادة السفلتة عادة ما تكون دون المستوى، مما يجعل الطرق تكثر فيها الحفر، وحاليا يتم وضع خطة لإعادة السفلتة وتأهيل الشوارع والأزقة ومعالجة الحفر وسطوح الشوارع التي انتهى منها مقاولو الحفريات في الأحياء القديمة وإعادة الرصيف والجزر بالإضافة الى توجيه فرق الأمانة لمعالجة الحفر وكذلك مقاول الصيانة.

* المنطقة تزخر بكم هائل وعدد كبير من الأماكن الأثرية، كيف يمكن الاستفادة منها اقتصاديا وسياحيا؟

- السياحة أصبحت صناعة هامة ونجحت بشكل كبير في بعض مناطق المملكة، والمنطقة مصنفة ضمن منظومة المناطق السياحية بالمملكة، لما تزخر به من آثار ومواقع في غاية الأهمية محلياً وإقليمياً ودولياً أيضاً، كما أنني مطلع على تعدد الوفود الزائرة التي تفد للمنطقة من دول مختلفة خليجية وعربية ودولية وتحرص على زيارة الأماكن الأثرية بالمنطقة وقضاء وقت ممتع فيها لكن على القطاع الخاص أن يبادر باستثمار هذه الإمكانات، فالإمارة تشجع وتحث وتذلل العقبات، والدولة ترى أن يكون للمواطن الدور الأساسي في الاستثمار، والدعوة مفتوحة للمواطنين بالمنطقة وغيرها للاستفادة من هذه الإمكانات.

* الشوارع الرئيسية بالمنطقة في وضعها الحالي رديئة وضيقة، مما يتطلب حلولا عاجلة، فما هي تلك الحلول برأيكم؟

- التوسع في تنفيذ الشوارع الناقلة والرديفة، وربط الأحياء بشوارع رئيسية مع توسعة الشوارع القائمة التي تم اعتمادها، وقد اعتمد المجلس البلدي مجموعة من الشوارع وسلمت للمقاولين مواقع كثيرة منها.

* ما هو تقييمكم حول الوضع الاقتصادي في منطقة الجوف؟ - تعتبر منطقة الجوف ذات حضور قوي من حيث المقومات، فبجانب الإمكانات الزراعية التي تتميز بها المنطقة من تربة صالحة للزراعة وطبيعة المناخ ووفرة المياه الجوفية العذبة، جعلت المنطقة سلة غذائية للبلاد، حيث نجحت مؤخراً زراعة الزيتون في المنطقة، إضافة الى اشتهار المنطقة بزراعة أشجار النخيل وجميع أنواع الفواكه، وتعتبر المنطقة ذات إمكانات سياحية، يندر توافرها في أماكن أخرى في المملكة، حيث ان أهمية المنطقة التاريخية وتوفر العديد من الأماكن الأثرية فيها يجعلها تتبوأ مكانة ممتازة على الصعيد السياحي بالمملكة، هذا إضافة على الثروات المعدنية التي تتوفر فيها كالفوسفات والسليكون والملح، وهنا لا ننسى الإشارة إلى الموقع الجغرافي الحدودي الذي تتميز به المنطقة حيث انها منطقة عبور تجاري دولي منذ سالف الزمن، كما أن وجود منفذ الحديثة يعد أكبر المنافذ البرية بالشرق الأوسط كما يعد أحد الدعائم التي تجعل من منطقة الجوف أحد أهم المناطق في المملكة.

* ما هو دور رجال الأعمال في تطوير المنطقة، وكيف ترون مشاركتهم؟

- رغم ما تتميز به المنطقة من مقومات أساسية سبق ذكرها إلا أن التوجه الفردي غلب على طبيعة الاستثمارات في المنطقة، وعلى الرغم أيضاً من أن المنطقة تزخر برجال أعمال حريصين على إنمائها، إلا أنها لا تزال تنتظر منهم الكثير، والمنطقة تحتضن مجموعة من المميزات التي قد لا تجتمع في منطقة أخرى، بالإضافة الى طبيعتها الجغرافية والتاريخية، حيث توجد بها مجموعة كبيرة من الآثار والمستوطنات المتحجرة، والطرق الدولية التي تربطها بشرق وشمال آسيا والشام وتركيا وأوروبا، إضافة إلى سكة الحديد التي تم إنشاؤها مؤخرا، وإنشاء طريق حائل الجوف، وكذلك الأجواء الجيدة، فجميع ذلك يجعل المنطقة منطقة جذب وتميز، بالإضافة لاستثمارات الزيتون وواحة الزيتون الاستثمارية. وأعتقد أن الاستثمارات في التصنيع الغذائي في الزيتون وخلافه متاح، مما يجعل المنطقة مهيأة لجذب رؤوس الأموال.

* تعاني منطقة الجوف من تهديد أخطار السيول وما تسببه من أضرار في الممتلكات سواء العامة أو الخاصة، ما هي المشاريع المعتمدة لذلك؟

- نفذت الأمانة والبلديات شبكات تصريف سيول غطت 80 في المائة من مدينة سكاكا، وبعضها ما زال تحت التنفيذ والآخر تحت الترسية والقادم من مشاريع الخير والنماء في الطريق، وأعتقد أن غالبية مدن المنطقة أخذت وضعا جيدا فيما ظلت المواقع التي تخترق أودية كبيرة تعتبر عائقا وتحتاج لدراسة ومشاريع لتغطيتها مثل الأودية التي تخترق القريات وطبرجل وصوير وزلوم، وقد نفذت في كل منها مشاريع للتصريف داخل الأحياء، وتعتمد مشاريع لمعالجة الأودية بشكل سنوي أملا في السيطرة عليها.

* المنطقة نجحت في زراعة الزيتون ما يشكل عائدا اقتصاديا كبيرا، حدثنا عن ذلك؟

- لقد بلغ إجمالي إنتاج منطقة الجوف السعودية من الزيتون أكثر من 70 ألف طن سنويا، و50 ألف طن زيت، وذلك في ظل إقبال المزارعين المتزايد في هذه المنطقة على مضاعفة زراعة أشجار الزيتون لمضاعفة إنتاجها من الثمر والزيت، حتى أصبح يزرع فوق سفوح الجبال والتلال، نتيجة لقوة المردود الاقتصادي لهذه الزراعة في منطقة الجوف المشهورة بإنتاج الزيتون وزيت الزيتون، حيث يوجد في مشاريع ومزارع الجوف أكثر من 13 مليون شجرة بحسب الإحصاءات الأخيرة، ويمكن القول إن منطقة الجوف تعتبر حاليا منطقة جذب عالٍ لزراعات حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث أدى التوسع في زراعة الزيتون إلى قيام 7 معاصر متخصصة في إنتاج زيت الزيتون الطبيعي، وأتوقع أن يتجاوز إنتاج المنطقة من زيت الزيتون الطبيعي من 10 إلى 15 في المائة، وتوجد أنواع تصل نسبة الزيت فيها إلى 35 في المائة، وذلك من ثمار الزيتون التي يتجاوز إنتاجها الـ50 ألف طن سنويا، و70 ألف طن زيتون. كما أن القيمة الاستثمارية للمشاريع الزراعية التي نفذت في منطقة الجوف تقدر بحوالي ملياري ريال، وكانت نسبة المبيعات خلال المهرجان بالمنطقة خلال السنة الماضية حققت أرباحا قدرها 20 مليون ريال، ويتوقع أن تصل خلال هذه السنة إلى 30 مليون ريال، وعدد الزوار 300 ألف زائر، ومتوقع أن يصل خلال مهرجان هذا العام إلى نصف مليون زائر. والاستثمار في الزيتون سيكون له عائد كبير على المستثمرين خصوصا ونحن نستقبل خلال هذه الأيام مهرجانا على مستوى عال، وهو مهرجان الزيتون بالمنطقة الذي يشرف عليه الأمير فهد بن بدر أمير منطقة الجوف بنفسه، وقد هيأت الأمانة موقعا يحتوي على أكثر من 50 قطعة في واحة الزيتون الاستثمارية وستوزع على المستثمرين في العصر والتصنيع والمشتقات مثل الفحم والصابون والتعبية والتغليف، وسوف تجهز الطرق والخدمات وصالة عرض وتسوق يعرض من خلالها أصحاب المصانع والمزارع منتجاتهم طوال العام، فنحن نرحب بالمستثمرين ونستقبلهم للاستثمار فيها.

* كثرت التساؤلات حول توزيع المنح والعطل الدائم لجهاز الحاسب الآلي، كيف ترد على هذه التساؤلات؟

- حاليا تم الإعلان عن ما يزيد على 3 آلاف منحة وسيتم معالجة العطل مع الوزارة ضمن البرامج الجديدة.

* هنالك أهمية كبرى للاستثمارات لدى أمانة المنطقة، ما هي خطط الأمانة في هذا الاتجاه؟

- تقوم الأمانة بالتنسيق مع المجلس البلدي بطرح مجموعة من الاستثمارات وجهزت المنتزهات والبنى التحتية لكي يستفيد منها المستثمرون في الفنادق والشاليهات التجارية والترفيهية والمحطات، ولديها واحة الزيتون وسيتم تسليمها للمستثمرين وتدعو أصحاب الفكر الجديد للاستفادة من أفكارهم.

* حبذا لو حدثتنا عن أبرز المشروعات المقترحة؟

- منطقة الجوف دعمت مشاريع البنية التحتية والطرق والشوارع وعمليات الرصف، بالإضافة الى المشاريع التنموية للسفلتة والإنارة وتصريف السيول، وإنشاء وصيانة الحدائق، وتطوير واحة الزيتون الاستثمارية ومشروع مركز الملك عبد الله الحضاري، وهنالك مشاريع تنموية مقبلة فيما يخص تطوير أداء العمل وتقنية المعلومات والتحول إلى العمل الإلكتروني.