شتاء السعودية يفرض إجراءات «احترازية».. ويحسر الحركة البشرية «قسريا»

حائل تستعد له بتقنيات تمنع تجمد المياه في المواسير.. ومتابعة توقعات الطقس بات أحد اهتمامات ساكنيها

TT

أسهم تعمق موجة باردة في المنطقة الشمالية بالسعودية، لانخفاض حاد وملموس في درجات الحرارة خلال الأيام الماضية، بالتزامن مع بدء إجازة عيد الأضحى المبارك، وهو ما بات ينذر الأهالي هناك، لإكمال الاستعدادات لفصل الشتاء.

ولجأ بعض أهالي منطقة حائل، خصوصا أولئك الذين يخوضون غمار الأعمال الإنشائية لمنازلهم الجديدة، ببناء ما يعرف في أوساط السعوديين بـ«البدروم»، وهو أشبه بالملاجئ التي تعد تحت الأرض، وذلك للجوء إليها في ظل الأجواء الشتوية القارسة التي بدأت تجتاح المنطقة مبكرا.

وتشير التوقعات إلى أن فصل الشتاء الحالي، سيكون «موسما قارسا»، وذلك لتأخر نزول الأمطار، معيدا الأجواء التي عاشتها المنطقة خلال الأعوام الماضية، مع إسهامه هذا العام، بتغير بعض أنماط الحياة لسكان المناطق الشمالية، ومنها الاقتصار على وجبة الغداء بالمناسبات الاجتماعية، وقيام البعض ببناء البدروم في المنازل الجديدة للجوء إليه في الأجواء الباردة، وذلك لاحتفاظ باطن الأرض بحرارة كامنة من شأنها أن تضفي الدفء على المكان.

ورسميا سيدخل فصل الشتاء في السعودية، في السابع من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ويستمر 88 يوما و23 ساعة و56 دقيقة، تكون فيه ساعات الليل أطول من النهار، حيث ينقسم الشتاء إلى قسمين، يبدأ بالمربعانية وتستمر 40 يوما، ومن ثم الشبط للقسم الثاني من فصل الشتاء، وهذه مسميات تدل في القاموس السعودي على مراحل هذا الفصل الذي عادة ما يفرض على السعوديين أجواء وطقوسا خاصة.

وزحفت الموجة الهوائية إلى منطقة حائل (شمالي السعودية)، خلال الأيام الماضية، وتعمقت نهاية الأسبوع المنصرم، بأجواء شتائية، بعد تدني درجات الحرارة أدت إلى انحسار الحركة ليلا بشكل قسري، وفرضت إغلاقا مبكرا لبعض المحال التجارية.

وشهدت حائل منذ بدء الإجازة زحاما شديدا في الطرق المؤدية للأسواق التجارية للتبضع استعداداً لعيد الأضحى المبارك وفصل الشتاء. كما تهافت الأهالي على محلات الملابس الشتوية لشرائها بمختلف موديلاتها وأشكالها، بالإضافة لمحلات الأجهزة الكهربائية لاقتناء أجهزة التدفئة وصيانتها مع سباكة المنزل واستخدام أدوات وخزانات مياه تمنع تجمد الماء داخلها، إثر تعرض المنطقة في السنوات الماضية لصقيع وتجمد للمياه استمر لأيام طويلة سبب أزمة مياه وسباكة بعد تكسر الأنابيب وخزانات المياه من تجمد المياه بداخلها.

وهنا، يقول سلامة الأسلمي، أحد سكان حائل ان زحام حائل خلال الأيام الماضية «مبرر»، لتصادف عيد الأضحى المبارك مع دخول فصل الشتاء، الذي يفرض في العادة استعدادات دفاعية واحترازية للتبضع، والتسوق وشراء مختلف وسائل التدفئة والملابس الشتوية.

وشدد سلامة أن الشتاء أصبح أكثر قسوة على مدى الثلاث سنوات الماضية، ما حتم على أهالي المنطقة متابعة النشرات الجوية المختلفة على الفضائيات، ومواقع الانترنت المتخصصة بالطقس التي تعطي توقعات شبه مؤكدة بشكل يومي ومستمر وذلك لأخذ الحيطة والحذر.

ويحرص بعض الأهالي ومنذ دخول فصل الخريف، على أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية، ويجد رواجا كبيرا بين الأهالي هنا للتطعيم به عوضا عن اللقاح الخاص بإنفلونزا الخنازير، بغرض الوقاية من الإنفلونزا الموسمية التي يزداد انتشارها مع دخول فصل الشتاء.

من جهته شدد الناطق الإعلامي بالدفاع المدني بحائل الملازم أول عبد الرحيم الجهني، على الاستخدام الأمثل لأجهزة التدفئة والبعد عن وجود مواد قابلة للاشتعال، وعدم وضعها في الممرات، وعدم ترك الأطفال لوحدهم بالقرب منها.

وحذر الملازم أول الجهني من استخدام توصيلات كهربائية رديئة الصنع وتحميلها أكثر مما تحتمل لأنها قد تتسبب بحريق نتيجة حمل زائد.

وطالب الناطق الإعلامي بالدفاع المدني بحائل مستخدمي الفحم ودفايات الكيروسين والغاز، الحذر أثناء النوم، لما قد تؤدي تلك الوسائل إلى استهلاك كمية الأوكسجين الموجود في الغرفة، مما قد ينتج عنه فقدان الوعي للنائمين لاختناقهم بأول أكسيد الكربون، مشددا على حتمية إبقاء جزء من النوافذ مفتوحاَ لتفادي ذلك.