بعد أسبوعين من إطلاق أول قاعدة بيانات للكفيفات.. عدد المسجلات «صفر»

مديرة البرنامج لـ «الشرق الوسط»: إذا جمعنا 50 كفيفة سنؤسس لهن ناديا اجتماعيا ونؤهلهن للعمل

برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب يبحث عن الكفيفات لتأسيس أول ناد اجتماعي لهن («الشرق الأوسط»)
TT

رغم مرور أسبوعين على بدء تأسيس أول قاعدة بيانات من نوعها في السعودية لحصر النساء الكفيفات، وهو مشروع أطلقه برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب في المنطقة الشرقية، إلا أنه حتى اليوم لم يتم تسجيل أي كفيفة في قاعدة البيانات الخاصة، خلافا لتوقعات القائمين عليها، وهو ما جعل مديرة البرنامج تقول «نعاني بشدة من ضعف التجاوب»، مرجعة ذلك لعدم تعاون مجموعة مع الجهات المختصة بذوي الإعاقة البصرية بالشكل الفعال مع البرنامج.

وأفصحت منى الطعيمي، مديرة القسم النسائي ببرنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب، لـ«الشرق الأوسط»، بأن هذا المشروع واجه بعض الإشكالات قبل ولادته، قائلة «منذ سنة ونحن نطلب معلومات عن الكفيفات، لكن لا أحد تعاون معنا بالصورة المطلوبة، وبعض الجهات أفادتنا بأسماء الكفيفات لكن بدون عناوين ولا أرقام هواتف، بالتالي لا نستطيع الاستفادة منها»، مؤكدة أن البرنامج توجه لاحقا للمنتديات والمواقع الإلكترونية لطلب الدعم والبحث الشامل عن الكفيفات.

يأتي ذلك في حين تكشف إحصائية غير رسمية أن عدد المكفوفين في السعودية بلغ حوالي 158 ألف كفيف، بينما يقدر عدد المصابين بعجز الإبصار في العالم بنحو 314 مليون شخص، بينهم 45 مليونا من فاقدي البصر. وتفيد الإحصاءات بأن ثلثي من يفقدون البصر في العالم هم من النساء والفتيات، إذ يعد تعرض الإناث للأمراض التي تؤدي إلى العمى (مثل الساد والتراخوما) أعلى من الرجال. ولا تعد معاناة برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب هي الوحيدة مع إنشاء قاعدة بيانات الكفيفات، حيث توضح الطعيمي بأنه سبق هذه الخطوة إنشاء البرنامج لـ3 قواعد بيانات، الأولى تشمل الفتيات المصابات بمختلف أنواع الإعاقة، والثانية لسيدات الأعمال، والثالثة تخص الحاصلات على الدورات التدريبية بما يسهم في تأهيلهن وتوظيفهن، مؤكدة أن المرحلة الأصعب رافقت تأسيس وحصر بيانات ذوات الإعاقة، بقولها «كنا خلال الشهر نخرج بتسجيل اسم واحد فقط!».

وعن أهداف التوجه مؤخرا لفئة الكفيفات تحديدا، كشفت الطعيمي بأن البرنامج يخطط قريبا لتقديم دورات تدريبية في الكمبيوتر عبر توفير أجهزة خاصة لهن بما يسهم بتأهيلهن لسوق العمل، وأفصحت كذلك عن التوجه لإطلاق ناد خاص بكفيفات المنطقة الشرقية بهدف دمجهن في المجتمع من خلال جلسات القراءة بلغة برايل وتعلم مختلف مهارات الحياة، قائلة «قاعدة بيانات الكفيفات ستظل مفتوحة، وبمجرد أن نجمع أول 50 كفيفة سنبدأ مباشرة بتنفيذ هذه المشاريع».

وناشدت الطعيمي عبر «الشرق الأوسط» كافة المهتمين والمعنيين بذوي الإعاقة البصرية لأجل المساهمة بدعم البرنامج وتزويده بعناوين وأسماء الفتيات الكفيفات في المنطقة الشرقية، عبر البريد الالكتروني: [email protected]، موضحة أنه لا توجد فئة عمرية محددة للكفيفات المستهدفات، فيما أكدت أن هذه الفئة تعد الأصعب في البحث عنها مقارنة بفئات الإعاقات الأخرى.

وتـُكمل هذه الخطوة مجموعة من الخطوات التي بدأها برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب في رعاية ذوي الإعاقة، وهو برنامج يستهدف نحو 200 ألف فتاة في المنطقة الشرقية من عمر 18 إلى 26 عاما، وتتعاون معه مجموعة من الجمعيات والجهات الخيرية في المنطقة، وقد تمكن البرنامج حتى الآن من تدريب وتخريج 3 دفعات من الفتيات، وجميعها دفعات تم فيها دمج شريحة من ذوات الإعاقة مع المتعافيات، وهو ما يسعى البرنامج لتكرار تنفيذه في الفترة المقبلة مع فئة الكفيفات.

ومن الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية أطلقت بالتعاون مع الوكالة الدولية للوقاية من العمى المبادرة الدولية الرؤية 2020، فيما تعد السعودية من أوائل الدول التي انضمت لمبادرة «الرؤية 2020: الحق في إبصار»، وذلك منذ حوالي 7 سنوات، وتهدف هذه المبادرة إلى القضاء على مسببات الإعاقة البصرية الممكن تفاديها مع حلول عام 2020.