أحد المنقذين لـ «الشرق الأوسط»: طفل رضيع نجا وسط 4 أمتار من المياه

أشخاص يغوصون في الطين ولا يمكن الوصول إليهم.. وجثث مشوهة بسبب سقوط الشاحنات عليها

صورة خاصة من الدفاع المدني لعمليات الانقاذ التي تمت عبر المروحيات
TT

لم تنته أحداث ومآسي جدة، ولن تنتهي بسهولة، وستظل عالقة في أذهان المتضررين والمنقذين الذين حملوا الجثث والأشلاء بين أيديهم، مؤكدين أنهم لم يسبق لهم أن وقفوا على كارثة مماثلة ومتمنين عدم وقوفهم في مثلها ذات يوم.

ويروي لـ«الشرق الأوسط» أحد العاملين في الإنقاذ التابعين لسلاح الحدود الذي شارك بشكل مميز تفاصيل ما حدث، مؤكدا أن ما شاهدته عيناه مساء الأربعاء الماضي، وهو يشارك ضمن الوحدة المكونة من 20 فردا واستعدت اضطراريا للمشاركة في عمليات الإنقاذ في أحياء جدة الشرقية، كان مأساويا، إذ يحكي قصة مشاهدة طفل رضيع يطفو على سطح المياه التي زاد ارتفاعها على أربعة أمتار وكأن شخصا يحمله لحين وصول قارب الإنقاذ إليه.

ويقول «استعددت أنا وأفراد الوحدة عصر الأربعاء الماضي وتوجهنا جميعا أفرادا وضباطا للمساعدة في عمليات الإنقاذ في حي قويزة والحرازات، ورأيت حينها ارتفاع كميات المياه إلى مسافة تزيد على 5 أمتار في بعض المواقع واستخرجنا خلال يومين على مدار الساعة نحو 10 جثث وأنقذنا عددا كبيرا من الأسر والأفراد من داخل المياه وعلى أسطح المنازل وداخل السيارات».

ويواصل متحدثا عن مشاهده من تساقط الناس نحو المياه للوصول إلى قوارب الإنقاذ كما لم ينس عبارات الشهادة التي كان يطلقها الناجون من وقت لآخر، إضافة إلى عبارات الاستجداء من بعض الأهالي للعودة لمساعدة ذويهم المتبقين في المنازل.

وتابع رصد ونقل طلب مجموعات العوائل التي كانت تناديهم في نقطة الوادي بحي الحرازات والمياه وأكوام الطين تغمرهم من كل جانب وهو الأمر الذي منع قوارب الإنقاذ من الوصول إليهم.

ولا ينسى رجل الأمن الذي تحدث لـ «الشرق الأوسط» أن يذكر مواقف مؤثرة شاهدها تمثلت في استخراج جثة لعامل في أحد المطاعم رافعا يده إلى السماء وبعض الجثث المشوهة جراء سقوط بعض الشاحنات عليها إضافة إلى منظر الطفل الرضيع الذي طفا على سطح مياه السيل الجارية وكأن شخصا يحمله منها، وذلك قرابة صلاة المغرب وتوقع الجميع أنه فارق الحياة وعند الوصول إليه ورفعه وجدناه حيا يرزق وتسابقت أيدينا على حمله وتقبيله وتم تسليمه لرجال الدفاع المدني في المنطقة الجامدة وهو الشخص الوحيد الذي أتمنى رؤيته مرة أخرى.

ويضيف «إن فرق الوحدة تباشر عملها على مدار الساعة منذ سقوط الأمطار بإشراف مباشر من قائدي الوحدات وبتعاون كامل مع كافة القطاعات الحكومية الأخرى والمروحيات».