4 عوامل تتسبب في انخفاض إشغال فنادق الشرقية 58%

أبرزها مواجهات المتسللين في الجنوب والحج.. ومسؤول حكومي يراهن على توسعات جسر الملك فهد

TT

سجلت نسبة الإشغال الفندقي في المنطقة الشرقية انخفاضا على عكس المتوقع بنسبة تصل إلى 58 في المائة، وذلك بسبب انخفاض درجة الحرارة والأحداث الأخيرة التي تمر بها المملكة، من مواجهات الجنوب وكارثة جدة.

وقال عاملون في قطاع السياحة السعودي إن انخفاض درجة الحرارة في المنطقة الشرقية، أدى إلى إنعاش رحلات البر والتخييم على الشواطئ، حيث شهدت مواقع مثل شاطئ «نصف القمر» و«العزيزية»، بالإضافة إلى مواقع تأجير الخيام على طريق الرياض، إقبالا كبيرا من العائلات في المنطقة الشرقية وزوارها.

وأسهم تراجع درجات الحرارة خلال اليومين السابقين إلى ما دون الـ15 درجة مئوية في الليل، بينما لم تتجاوز الـ23 درجة في ساعات النهار، في الإقبال على السياحة البرية، بينما كانت درجات الحرارة في بداية إجازة العيد تتراوح بين الـ22 و29، مما أدى إلى التغير، الذي كان له الأثر السلبي على الشقق المفروشة والفنادق، حيث انخفض معدل الإشغال في هذا القطاع إلى 50 في المائة.

ويشير يوسف العبيد رئيس لجنة الفنادق في غرفة تجارة وصناعة الشرقية إلى أن نسبة الإشغال في فنادق المنطقة بلغت في الفترة الماضية نسبة 58.5 في المائة، معتبرا أن طول الإجازة أسهم في إيجاد خيارات أخرى لدى السياح مثل السفر إلى خارج السعودية حيث تمتد فترة الإجازة على مدى 16 يوما.

من جهته، أشار محمد الفريحي، مستثمر في مجال الشقق المفروشة، إلى أن انخفاض درجات الحرارة أسهم في عزوف زوار المنطقة الشرقية عن السكن في الشقق أو الفنادق، إضافة إلى قلة الزوار للمنطقة مما أدى إلى تدني نسبة الإشغال.

ويعتبر عيد الأضحى الأقل حظا في الإجازات لأسباب من أهمها الحج، حيث شارك في الحج هذا العام ما يقارب من نصف مليون سعودي إضافة إلى التزام العائلات السعودية بذبح الأضحية يوم العيد، وبحسب الفريحي، يبدأ موسم عيد الأضحى في العادة في ثاني أيام العيد، لكن هذا العام كان مختلفا لأسباب عديدة قد يكون من ضمنها كارثة جدة، والمواجهات على الحدود الجنوبية.

وبين أن هذه الأسباب مجتمعة أسهمت في قلة مردود الموسم، كما اعتبر الفريحي أن موسم عيد الأضحى لهذا العام أسوأ المواسم التي مرت على المنطقة الشرقية من حيث عدد الزوار.

إلى ذلك، أوضح مازن عيزوقي مدير فندق «رمادا» في الدمام أن نسبة الإشغال في الأيام الأولى من العيد لم تتجاوز نسبة الـ50 في المائة، مشيرا إلى أن هذه النسبة تحسنت في الأيام التالية لكن ليس كثيرا، على حد وصفه.

وفي الوقت الذي اقتطعت الخيام حصة كبيرة من الزوار، يؤكد ياسر الخزامي الذي يعمل في تأجير الخيام أن الإقبال على استئجار الخيام في هذه الفترة فاق بكثير فترة عيد الفطر بسبب انخفاض درجات الحرارة، مضيفا أن سعر الخيمة الصغيرة يصل إلى 200 ريال يوميا.

وأكد ذلك أيضا نفل الدوسري الذي يعمل هو الآخر في تأجير الخيام في محافظة النعيرية، أن اعتدال الجو وانخفاض درجة الحرارة وتساقط الأمطار أسهم في إقبال الزوار على ارتياد الصحراء، وقال إن أسعار تأجير الخيام ارتفعت بشكل كبير، حيث تراوح تأجير الخيام الكبيرة التي تقبل على استئجارها العائلات بين 700 ريال و1000 ريال في اليوم، بينما سجل أقل سعر للخيام المفردة 250 ريالا في اليوم.

وقال الدوسري إن معظم زوار البر في محافظة النعيرية كانوا من سكان المنطقة الشرقية والسياح من منطقة الخليج من دولتي قطر والإمارات.

وبين الدوسري أن توافد الزوار على بر النعيرية بدأ ثاني أيام العيد، موضحا أن نسبة تأجير الخيام في الفترة التي تمتد إلى يوم الجمعة المقبل تصل إلى النسبة القصوى 100 في المائة.

من جهة أخرى، سجل مشروع تطوير جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بالبحرين، انخفاضا في ساعات انتظار المسافرين على الجانبين بنسبة تصل إلى 65 في المائة، وذلك بعد التوسعة التي تضمنت إضافة 8 كبائن جديدة للكبائن العشر السابقة.

ويأتي انخفاض ساعات الانتظار في صالح المسافرين الذين يتحاشون السفر بين البلدين في أوقات المواسم، كموسم عيد الأضحى الحالي، الذي يعتبر من أكثر أوقات السنة حركة في مرور المركبات على الجسر، حيث كان المسافر ينتظر فترة تتراوح في ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات في انتظار المرور بين جمارك وجوازات المملكة، وجوازات وجمارك البحرين، والعكس في حال قرر العودة.

فهد داوود، موظف حكومي، يشير إلى أن مشروع التوسعة أسهم في الاعتقاد بأنه لا يوجد مسافرون من المملكة إلى البحرين، وذلك لغياب تكدس السيارات على الجانبين، حيث يشير إلى أن الرحلة إلى البحرين استغرقت نحو 45 دقيقة في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، في الوقت الذي كانوا ينتظرون فيه قرابة 3 ساعات.

وأضاف داوود أن الإمكانيات الجديدة للتوسعة وسرعة إنهاء إجراءات الجوازات بين الجانبين أسهمت في التخفيف من عملية الازدحام التي كانت تسجَل في أيام المواسم كالأعياد، مشيرا إلى أن ذلك دفعه للعودة مرة أخرى للسفر للبحرين خلال إجازة عيد الأضحى المبارك التي امتدت نحو أسبوعين.

في هذا الجانب، يؤكد بدر العطيشان مدير عام «مؤسسة جسر الملك فهد» أن كثيرين يعتقدون أنه لا يوجد مسافرون خلال فترة موسم عيد الأضحى، إلا أن الحقيقية تؤكد أن الأعداد هي نفسها ولم تتغير، وإنما تغير فقط بدء تشغيل الكبائن الجديدة، التي أسهمت في تخفيف الضغط على الجسر، إضافة إلى أن ذلك هو نتيجة للانتهاء من عملية التوسعة الخاصة بالمسافرين والتي تشمل وجود كبائن جديدة ساعدت على انسيابية الحركة بين مركبات المسافرين.

وقال العطيشان الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» إن المشروع حقق نتائج إيجابية خلال فترة العيد الحالي، إضافة إلى جهود قطاع الجمارك والجوازات في تشغيل التوسعة التي أسهمت أيضا في عملية سرعة الحركة واختصار الوقت عما كان عليه في السابق.

وقال العطيشان إن كل ما يتعلق بالبنية التحتية المتعلقة بالمسافر من كبائن ومساحات انتهت، وهو الأمر الذي سجل نقلة نوعية في حركة الجسر خلال الأيام الماضية، مؤكدا أن العدد لم يختلف عن المواسم الماضية، وإنما الاختلاف كان يوجد في تشغيل المشروع من قبل الجهات المختصة.

وسجل جسر الملك فهد حركة من مواطني دول الخليج، حيث قطع الجسر مسافرون من دول الكويت وقطر والإمارات وعمان إضافة إلى السعودية، متجهين إلى البحرين، والتي تشجع الحركة السياحية الخليجية، وتتركز أكبر حركة ووجود بين الأسواق في كيلو متر واحد، وهو المنطقة الواقعة بالقرب من ضاحية السيف، وتضم نحو 5 مراكز تسوق، يقصدها السياح القادمون للبحرين.

يذكر أن جسر الملك فهد افتتح في 25 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1986، حيث شهد حركة تصاعدية خلال السنوات العشر الأخيرة في عدد المسافرين، الذين قدر عددهم بنحو 15 مليون مسافر في 2006، مقارنة بـ5 ملايين مسافر عام 1997.