حجاج روس وأفغان يبيعون جلود الثعالب والفقم البحرية لتغطية تكاليف رحلة الحج

تجارة الفراء تناهَض في موسكو وتزدهر في «مِنى»

حاج أفغاني يعرض بضاعته من الجلود الطبيعية (تصوير: هادي فقيهي)
TT

في الوقت الذي تجد فيه تجارة جلود وفراء الحيوانات مناهضة حول العالم، باعتبارها ممارسة تهدد بانقراض بعض الحيوانات، تزدهر هذه التجارة في مشعر مِنى عبر بسطات الحجاج القادمين من روسيا ومناطق القوقاز.

وفي شرق مشعر مِنى تنتشر بسطات الحجاج القادمين من روسيا والشيشان ودول شمال القوقاز فيما يطلق عليه «السوق الروسية» في مخيمات حجاج تركيا وأوروبا وأميركا الشمالية.

وفي هذه البسطات يبيع الحجاج الملابس الشتوية المصنوعة من فراء الحيوانات، إضافة إلى جلود الثعالب وقبعات الرأس المصنعة من أصواف الخراف وغيرها من الحيوانات، كما تباع الجوارب والأحذية الجلدية وأدوات زينة معدة بصورة أساسية من الفرو وتتراوح أسعارها بين 20 ريالا للقبعات والجوارب و70 ريالا للجاكتات، وتصل إلى 150 ريالا للعباءة الشتوية. ورغم استخدام الفرو الخام في إعداد هذه الملبوسات بنسبة كبيرة فإن دباغتها بشكل متواضع يجعل منها سلعا رخيصة تحظى بالإقبال الكبير وسط تحذيرات صحية من الأمراض الجلدية التي قد تسببها مثل هذه المنتجات الشعبية. ويجلب الحجاج الروس بضائعهم من الملبوسات الشتوية وفراء الحيوانات عبر سياراتهم الخاصة التي يستخدمونها في رحلة مكوكية من سيبيريا إلى جزيرة العرب، ولا تخضع هذه البضائع لأي رسوم جمركية أو ضرائب مما يجعل منها تجارة حرة.

ويحرص الحجاج الروس على إضافة جانب تجاري على الممارسة الدينية لشعيرة الحج انطلاقا من «لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ» لتغطية تكاليف الرحلة البرية التي يقطعونها وتصل إلى خمسة آلاف كيلومتر في رحلة الذهاب والإياب إضافة إلى أن موافقة موسم الحج لبداية فترة البرد في السعودية تساعد على تحقيق مردودات مادية مرتفعة كما يشير أحد الباعة.

وليس الحجاج الروس وحدهم المتفردين بهذه التجارة، فالباعة الأفغان بدورهم يجلبون ملبوسات معدة من صوف الخرفان تُستخدم في صناعة الجاكيتات وملابس الشتاء بصفة عامة. وتعد السوق الروسية التي تأتي ضمن سوق موسمية حرة في منى يبلغ حجمها 20 ميلون ريال مقصدا لحجاج الداخل الباحثين عن منتجات عالية الجودة ورخيصة الثمن وذلك في وقت يطرق فيه البرد أبواب المدن السعودية في شمال وشرق ووسط البلاد.

وتجد تجارة الفرو حركة مناهضة عالمية اعتراضا على إعدام الحيوانات بشكل واسع من أجل الحصول على فرائها حيث ترى منظمات حقوق الحيوانات أنها تعد سببا لانقراض الحيوانات. وتصل المناهضة إلى مقاطعة الممثلين والمغنين الذي يقومون بارتداء ملابس مصنوعة من الفراء. وتعد الدببة القطبية والخراف والماعز والفقم البحرية والحمر الوحشية والقطط والكلاب والأرانب مصادر تستخدمها شركات صناعة الفرو في إنتاج ملبوساتها. ويعترض مناهضو الفرو على قتل ما يزيد عن خمسين مليون حيوان سنويا من أجل الحصول على الفرو الذي يشكل تجارة عالمية يتجاوز حجمها أكثر من 10 مليارات دولار.

ورغم أن البحث عن إجابات لأسئلة المناهضين في بسطات الحجاج المتواضعة هي عملية غير مجدية فالأمر بالنسبة إليهم وسيلة لكسب العيش وتغطية تكاليف رحلة الحج.