فتحات تصريف مياه الأمطار تتسبب في حوادث مرورية

فيما تم نزع الغطاء عن 4242 فتحة منها

سيارة سقطت في فتحة المجاري (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

يقول المثل الشعبي «جاء يكحلها عماها»، هذا ما حدث مع أمانة محافظة جدة حينما قامت بنزع الأغطية عن فتحات تصريف مياه الأمطار في شوارع مدينة جدة ضمن خطط الطوارئ المحددة في حال هطول أمطار جديدة على المحافظة.

إجراء فتح فتحات تصريف المياه لم يكن خاطئا في ظل الظروف التي تعيشها جدة حاليا، غير أن عدم الاهتمام بوضع علامات تنبيه للسائقين كان سببا في تفاقم المشكلة من جانب آخر، لا سيما أن تلك الفتحات شهدت نشوب بعض السيارات بها.

ولا يزال أحمد المسعودي، أحد السائقين الذين تعرضت سياراتهم للنشوب في إحدى فتحات تصريف الأمطار جهة كوبري فلسطين، يحاول تجميع المبلغ المطلوب منه لإصلاح التلفيات بسيارته.

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «فوجئت بنشوبي في الفتحة أثناء خروجي من الشارع الفرعي للرئيسي من دون وجود أي تنبيه حول وجود فتحات لتصريف مياه الأمطار، والتي كان من المفترض تطويقها على الأقل بشريط من النايلون لتعريف السائقين بها».

وحول الأضرار التي تعرضت لها سيارته أفاد بأن الماكينة تعطلت نتيجة الضربة القوية الناتجة عن نشوبها في الفتحة، عدا عن ضرورة وزن أذرعة السيارة الأمامية وترصيص الإطارات، مشيرا إلى أن إجمالي ما سينفقه على هذه الإصلاحات لن يقل عن ألف و500 ريال كحد أدنى.

وطالب أحمد وغيره ممكن كانوا شاهدين على الحادث بضرورة وضع إشارات تنبيهية بالقرب من فتحات تصريف الأمطار، خاصة أنها ستتسبب في تفاقم المشكلة وحدوث خسائر ليست سهلة لأصحاب السيارات والسائقين.

فيما أكد أحد المواطنين «رفض ذكر اسمه» أن مثل تلك الحوادث من شأنها أن تكلف الكثيرين مبالغ مالية كبيرة بحسب اختلاف نوع السيارة، إذ قد تصل أجرة إصلاحها إلى نحو 18 ألف ريال لبعض السيارات مثل «BMW» و«مرسيدس» وغيرهما.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا تقتصر الخسائر على ثمن قطع غيار السيارة فحسب، وإنما تحوي أجرة الونشات والعاملين في الورش، والذين بدأوا يستغلون حاجة المتضررين لهم جراء تلك الأحداث لرفع أسعارهم».

بينما أراد أحمد المريدي تفادي المياه الموجودة في شارع الصحيفة من خلال دخوله عبر الأحياء في الداخل، غير أنه لم يتوقع نشوب سيارته في إحدى فتحات تصريف المياه.

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم تكن هناك أي علامة تدل على وجود الفتحة، الأمر الذي جعلني أعلق بها فانكسر أحد مساعدات الإطارات، مشيرا إلى أن فتحة التصريف كانت مليئة بالمياه والتي لم تساعده في اكتشافها».

وأضاف «تعطلت فرامل السيارة نتيجة دخول الماء إليها، غير أنني لم أفكر حتى الآن في إصلاحها خوفا مما قد يحدث لها مجددا».

من جهته كشف المهندس فيصل الشاولي، مدير عام الطرق وسكرتير اللجنة التنفيذية للأمطار في أمانة محافظة جدة، عن فتح نحو أربعة آلاف و242 فتحة لتسهيل تصريف مياه الأمطار على مستوى مدينة جدة بالكامل.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «عمل على ذلك الإجراء نحو 50 عاملا في شمال جدة ومثلهم في جنوبها ممن يتبعون لأمانة محافظة جدة، والذين كانوا يباشرون أعمالهم كل 12 ساعة في الوقت نفسه».

وأشار إلى أن الأمانة تحاول قدر الإمكان وضع علامات تنبيه للسائقين بهدف ضمان سلامتهم، غير أن هذه الفتحات عادة ما تكون بعيدة عن مسار السيارات باعتبارها ملاصقة للأرصفة «على حد قوله».

وأضاف أن ثمة أشياء مفقودة في مدينة جدة، خاصة أن هناك ما يزيد عبى ستة آلاف و500 غطاء لفتحات الأمطار تعد من المفقودات، والتي يتم أخذها من البعض لبيعها كقطع حديدية، لافتا إلى أن مثل هذه التصرفات تشهد محاضر من الشرطة وإجراءات كبيرة تتم حيالها.

وذكر أن «السرقات» لا تقتصر على أغطية فتحات تصريف مياه الأمطار فقط، وإنما تشمل أغطية شبكات الصرف الصحي والكهرباء، إلى جانب الكابلات أيضا، مبينا أن هناك محاولات مع الشرطة والإمارة للمساعدة في القضاء على تلك الظاهرة.

فيما حذر العقيد محمد القحطاني، مدير عام المرور في محافظة جدة، جميع السائقين من المغامرة في القيادة، باعتبار أن فتحات تصريف مياه الأمطار عادة ما تكون خارج الخط الأصفر المحدد لمسار الطريق.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن جهاز أمانة محافظة جدة كان في الموقع على مدار الساعة، عدا عن قيام الفرق التابعة لها بالتعاون مع رجال المرور بإزالة المخلفات والنفايات العالقة في فتحات تصريف مياه الأمطار، مشددا على ضرورة أخذ الحيطة والحذر أثناء القيادة.