سعوديون يطالبون ذويهم بالخروج من جدة حتى «زوال الخطر»

توقعات بانسحابات في المدارس إلى مكة والطائف «مؤقتا»

سيارة حشرتها السيول في شارع ضيق بحي قويزة (تصوير: محمد علي)
TT

لم تجد أسر سعودية تعيش خارج جدة ويقطن ذووها في هذه المدينة المخيفة، إلا أن يطالبوا ذويهم بضرورة الخروج من هذه المدينة حتى زوال الخطر أو على الأقل إخلاء المناطق المنكوبة التي جرفتها السيول في جدة وطالها الخراب وتهددها موجة أخرى في الأيام القادمة، استنادا إلى تقارير الأرصاد الجوية التي أعلنت في اليومين الماضيين.

وذكر محمد الشمراني، أحد المعلمين في مدينة الطائف أنه بدأ فعليا إجراء اتصالاته المباشرة مع إدارة تعليم الطائف من أجل تحويل ملفات أبناء أخيه فورا إلى تعليم الطائف، في إجراء قال إنه يهدف إلى استباق الأزمات وعدم انتظار قائمة أخرى من الوفيات، مضيفا « نتابع كل يوم وعن كثب، الأخبار الجوية ونقوم بعملية تجهيز منازلنا للأقارب الذي سيضطرون نحو العودة والنزوح ومغادرة جدة هذه الأيام تحسبا لأي مضاعفات جوية قد تودي بحياة الأقارب في شرق الخط السريع لمدينة جدة».

فيما أشار خالد الطويرقي، أن لديه أسرة يهددها الخطر وما زالت تحت تأثير الموجة في جدة، وزاد «منذ أن تلقينا خبر الفاجعة ونحن في محاولاتٍ دؤوبة لإقناع أقاربنا بضرورة العودة، وعدم الركون والسكون لهدوء الموجة»، مبينا أن الكارثة الأخيرة التي حدثت في الساحل الغربي، كشفت لنا عدالة ملك وتواطؤ أناس في جودة تنفيذ المشاريع ونأمل من اللجنة التي شكلت أن تعيد الحقوق لأصحابها، وتؤدب كل من تطاول على الوطن وحاول المساس بمقدراته.

وحول ما إذا كانت إدارات التربية والتعليم جاهزة لاستقبال أعداد الطلاب الراغبين في القدوم نحو المدن القريبة من جدة، قال محمد أبو راس المدير العام لتعليم البنين بالطائف، إن مدارس الطائف الثمانمائة تفتح ذراعيها لأي طالب يرغب الانضمام لها من الأسر التي تعرضت منازلها للخراب، واضطرت راغمةً نحو العودة أو الخروج من مدينة جدة موضحا «أن وزارة التربية والتعليم حريصة كل الحرص على عدم انقطاع أي طالب عن مشواره الدراسي، وأنه في حال تلقينا تعليمات من قبل الوزارة، سنكون على الرحب والسعة سعداء بانضمام تلك الشريحة العزيزة على قلوبنا».

وأبان مدير عام التربية والتعليم بالطائف، أن ما تعرضت له جدة في الفترة الأخيرة مؤلمٌ أشد الألم، وكلنا ثقة في هذا البلد حكومةً وشعبا أن نتجاوز الأزمة وتعود الأمور إلى نصابها، وأن لا نرى مكروها يحيط بنا، مشيرا إلى أننا البلد الواحد، إذا أصيب منه عضو تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمى.

يشار إلى أن اليوم يعد أول أيام الدراسة في جميع مناطق المملكة، وفي مقدمتها جدة التي يتوقع مراقبون أن تخلو مدارسها من الطلاب نتيجة إصرار إدارات التعليم بالدوام هذا اليوم وسط مخاوف كبيرة من الأهالي بترك أبنائهم وبناتهم يتجهون إلى المدارس وسط الأخطار التي تحدق بجدة.

وهنا يعلق عبد الله العدواني باختصار يقول «لست مجنونا لأترك أبنائي يذهبون إلى المدرسة».

ويضيف «ماذا سيحدث لو وقع أي خطر خاصة لمنطقة الشرق بالقرب من البحيرة ومتى سنصل لإخلائهم؟».