الدفاع المدني لـ«الشرق الأوسط»: المدارس آمنة.. وصلاحيات لكل مدرسة لإعلان الطوارئ

مع استمرار الغياب الجماعي وظهور أزمة مواصلات

آلية إخلاء المدارس تختلف عن الآلية المتبعة عند إخلاء المستشفيات أو المباني العالية («الشرق الأوسط»)
TT

على الرغم من تطمينات كل من إدارة التربية والتعليم بمحافظة جدة ومديرية الدفاع المدني، التي بثت منذ مطلع الأسبوع الجاري ـ بداية موعد استئناف الدارسة بعد عطلة الحج ـ فإن نسب الغياب الجماعي لا تزال مرتفعة في الكثير من مدارس محافظة جدة مقارنة بالأعوام السابقة، نظرا لتخوف أهالي المدينة من زخات جديدة من المطر قد تهدد بكارثة وشيكة في أي لحظة.

وبحسب العميد محمد القرني، الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني في محافظة جدة، فإن المدارس وبناء على خطط محدثة قام بوضعها على مدار الأسبوعين الماضيين وأشرف عليها الدفاع المدني «آمنة جدا، وقد تكون أكثر أمانا من منازل الطلبة عند حدوث أي طارئ».

كما كشف القرني لـ«الشرق الأوسط» أنه تم إعطاء مديري ووكلاء المدارس توجيهات صريحة بإعلان حالة الطوارئ، والبدء بعملية الإخلاء بناء على تقديراتهم الشخصية للأوضاع، ويمكنهم ذلك حتى قبل هطول الأمطار أو تطور أي وضع، وهناك فرق كاملة في الدفاع المدني على أهبة الاستعداد لأي تنبيه يصدر عن أي مدرسة في المحافظة، وبالتنسيق مع غرفة الطوارئ بإدارة الدفاع المدني.

وأكد القرني في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أن خطط الإخلاء والتعامل مع الطوارئ يتم تصميمها حسب نوعية المنشأة ونوعية الحوادث التي تشهدها والمستخدمين، مشيرا إلى أن آلية إخلاء المدارس تختلف عن الآلية المتبعة عند إخلاء المستشفيات أو المباني العالية، وأن هناك خططا وتجارب سنوية تقدم من كل مديرية دفاع مدني مع الجهة التي تتبع لها المنشأة، تم تحديثها بشكل خاص ومراجعتها بدقة فيما يتعلق بالمدارس بناء على تداعيات الوضع الراهن.

وأضاف «حرصنا على أن يتم التدريب في هذا الجانب مع الجهة المعنية وهي وزارة التربية والتعليم، وتم تدريب وكلاء المدارس والمشرفين التربويين فيها من خلال دوراتنا التدريبية، وتم عقد دورات لتدريب ما يزيد على 5 آلاف معلم في جدة، ليقوموا بتدريب المعلمين والطلبة بدورهم، وهناك زيارات للمدارس من خلال ضباط الدفاع المدني لإلقاء المحاضرات وشرح كيفية التعامل مع الحوادث، كما تم شرح هذه الخطط للمعلمات والمحاضرات بالجامعات من خلال الدوائر التلفزيونية المغلقة».

وأوضح القرني أنه بناء على تقارير وزارة التربية والتعليم فقد تم تدريب أكثر من مليوني طالب وطالبة على خطط الطوارئ في عام واحد، كما تقوم الوزارة بهذا الأمر بشكل سنوي. كما أن هناك تنسيقا بين إدارة الدفاع المدني ووزارة التعليم العالي لأجل وضع خطط للمباني الجامعية ومساكن الطلبة الملحقة بها.

وقال القرني إن إدارة خاصة تتابع بدقة عمليات التدريب والتوعية خاصة خلال الظروف الراهنة، هي إدارة الحماية المدنية بمديرية الدفاع المدني. وأضاف «في كل مدرسة هناك فهم كامل لكيفية الإخلاء عن طريق الطيران والفرق الأرضية وكيفية التعامل مع الإصابات وطريقة نقلها وإخراجها من مناطق الخطر. ونعتقد أن المدارس آمنة جدا للطلبة حتى في حالة تجدد الأمطار والسيول، وقد تكون أكثر أمانا من منازلهم نفسها بناء على الخطط الموضوعة للتعامل مع الأزمات وطريقة الإخلاء والتعليمات الموضحة بهذا الشأن، والتي تعطي تفاصيل كاملة ليس فقط للمعلمين والمسؤولين ولكن للطلبة أيضا حول كيفية التعامل مع مخارج الطوارئ، والمحافظة على الثبات والهدوء، والأشياء التي يفترض بالطالب أو الطالبة حملها معه في حالة الطوارئ وأثناء عملية الإخلاء».

إلى ذلك، أكد عبد الله الثقفي، مدير عام إدارة التربية والتعليم للبنين في جدة، لـ«الشرق الأوسط»، وجود خطة طوارئ مشتركة بين وزارة التربية والتعليم وإدارة الدفاع المدني، إضافة إلى صدور توجيه من وزير التربية والتعليم يقضي بمنح كل الصلاحيات الإدارية والمالية لمديري المدارس بما يضمن سلامة الطلاب أولا.

وفي السياق ذاته، تشهد جدة أزمة مواصلات فريدة من نوعها، إذ أحجم الكثير من السائقين عن نقل الطالبات والطلبة والمعلمات أو حتى رفع أسعارهم نتيجة المخاطر المتوقعة في حال هطول أمطار جديدة، وبعد صدور تقارير تقدر حجم الأضرار في السيارات بشكل خاص الناجمة عن أمطار الأربعاء بأكثر من سبعة آلاف سيارة.