أمانة جدة تستعين بـ«دوريات الأمن» و«فرق المجاهدين» لحماية بحيرة المسك من مخالفات صب المياه

جامعة الملك عبد الله لـ «الشرق الأوسط»: لا أضرار لحقت بالجامعة.. والصور المنشورة كانت لأمطار رعدية

اعمال ترميم ينفذها فريق من مركز التدريب المهني في منازل في حي قويزة المتضرر من السيول
TT

كشفت مصادر مطلعة في أمانة محافظة جدة لـ«الشرق الأوسط» عن استعانة الأمانة بدوريات أمنية ورجال من فرق المجاهدين لحماية بحيرة «المسك» من مخالفي صب المياه في البحيرة، بعد قرار المنع الصادر الأسبوع الماضي والذي انفردت به «الشرق الأوسط» ضمن الحلول التي وضعتها الأمانة في خطتها لتجفيف مياه البحيرة خلال عام.

وأكد أحمد الغامدي، مدير المركز الإعلامي في أمانة جدة، لـ«الشرق الأوسط» أنه تم اتخاذ كل التدابير لمنع الصب نهائيا في البحيرة، من ضمنها البدء بتطبيق عقوبات رادعة تتمثل في غرامة مالية تصل إلى 5 آلاف ريال، إضافة إلي إيقاف المركبة مدة تزيد على 5 أيام، ومراقبة المنطقة المحيطة بالبحيرة على مدار الساعة بواسطة فرق المراقبة التابعة للأمانة وبالتعاون مع كل الجهات الأمنية منها شرطة جدة وفرق المجاهدين.

وأبان الغامدي أنه تم سد الطرق المؤدية للبحيرة بحواجز إسمنتية، وتحويل كل الصهاريج إلى بحيرات المعالجة، مؤكدا أنه يتم تحويل نحو 400 صهريج يوميا.

وحول قيام صهاريج المياه بصبها في مجاري السيول قال الغامدي «ما يتم صبه عبارة عن مياه أمطار تم سحبها من الطرق والشوارع الرئيسية، وذلك بالتنسيق مع الأمانة والبلديات الفرعية، غير أنه في حال ثبوت وجود أي حالة مخالفة يتم تطبيق النظام بحقها».

وكشف مدير المركز الإعلامي في أمانة جدة عن تطبيق عقوبات بحق 15 ناقلة تلاعبت بالأسعار واستغلت ما تعرضت له المدينة في رفع أسعار الشفط، وذلك عن طريق تغريمهم وفق اللوائح والأنظمة.

وفي السياق ذاته، أعلنت الجهات الأمنية السعودية عن انخفاض عدد المفقودين إلى 43 بعد العثور على خمسة منهم لا يزالون على قيد الحياة، فيما لا يزال عدد الضحايا جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت مؤخرا على محافظة جدة يبلغ نحو 119 قتيلا. وأوضح مصدر مسؤول في الدفاع المدني لـ«الشرق الأوسط» أن أربعة من المفقودين كان قد بلغ عنهم ذووهم منذ وقوع الكارثة وعثروا عليهم في اليوم الثاني، إلا أنهم لم يخبروا الدفاع المدني بذلك لإلغاء البلاغ.

وقال المصدر المسؤول الذي فضل إغفال اسمه «تم التواصل مع عائلات المفقودين، ومن ثم بلغنا إيجاد أربعة من قبل ذويهم، غير أنهم لم يسقطوا البلاغات وقت العثور عليهم».

وأضاف إن إحدى الأسر التشادية عثرت على طفلة مفقودة عاشت معهم منذ وقوع الكارثة وسلمتها لعائلتها أمس الأول على قيد الحياة، مبينا أن إجراءات التحقيق ما زالت مستمرة حتى الآن.

من جهته، أعلن العميد محمد القرني، مدير المركز الإعلاني في الدفاع المدني بجدة، عن ارتفاع عدد الأسر التي تم إيواؤها إلى نحو سبعة آلاف و254 أسرة والبالغ عدد أفرادها ما يقارب 24 ألفا و877 فردا، عدا عن وصول عدد العقارات التي تم حصرها لنحو 10 آلاف و710 عقارات، إضافة إلى تسعة آلاف و655 مركبة متضررة.

وأكدت التقارير الميدانية لجمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية بمنطقة مكة المكرمة أن متضرري السيول يعانون من بعض الأمراض المختلفة، أبرزها النزلات الشعبية والأمراض الطفيلية والجروح البسيطة والمتوسطة، إضافة إلى الالتهابات المعوية والتهابات الجهاز التنفسي ومرض السكري، في حين أتمت القوافل الطبية للجمعية علاج أكثر من 1200 مريض ومريضة من خلال 18 طبيبا وممرضا يعملون ميدانيا لخدمة جميع فئات المجتمع.

وأوضح الدكتور علي الفقيه، استشاري طب الأسرة والمجتمع بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز وعضو هيئة التدريس بكلية طب الأسرة والمجتمع والأمين العام لجمعية زمزم، أن القوافل الطبية أنجزت علاج 1200 حالة لمرضى ومريضات من متضرري السيول.

وأشار إلى أن التقارير الميدانية كشفت عن إصابة أغلب مراجعي عيادات الجمعية بالنزلات الشعبية والأمراض الطفيلية والجروح البسيطة والمتوسطة، إلى جانب الالتهابات المعوية والتهابات الجهاز التنفسي ومرض السكري، مبينا أنه تم صرف الأدوية الطبية التي يحتاجونها.

وذكر أن الجمعية ما زالت تجوب المناطق المتضررة عبر عياداتها المتنقلة بإشراف كادر من الأطباء والممرضين المتخصصين والمتطوعين، مشيرا إلى أن استمرار مسح الأحياء المتضررة يهدف لتقديم الخدمات الطبية إلى جانب تحويل الحالات التي تتطلب العلاج داخل المستشفيات لعلاجها.

وفي الوقت الذي انتشرت فيه صور عبر رسائل البريد الإلكتروني حول تضرر جامعة الملك عبد الله الواقعة في ثول جراء الأمطار التي هطلت على المنطقة مؤخرا، أكد مصدر مسؤول في الجامعة لـ«الشرق الأوسط» عدم وجود أي أضرار في الجامعة، مشيرا إلى أن الصور كانت لأمطار عادية «بحسب قوله».

إلى ذلك، طلبت وزارة الشؤون البلدية والقروية من الأمانات والبلديات التابعة لها تشكيل لجان عاجلة لحصر جميع الأودية ومجاريها وما يعترضها من مخططات ومبان.

وشكلت أمانة محافظة جدة لجنة لدراسة الأمر برئاسة المهندس عادل بن محمد فقيه، أمين محافظة جدة، وعضوية عدد من مديري الإدارات المختصة بالأمانة، لإعداد تقرير حول مشاريع تصريف ودرء أخطار السيول يتضمن مستوى التنفيذ والعوائق التي تعترضه ـ إن وجدت ـ ومقترحات تسريع تنفيذها ومتطلبات معالجة المتعثر منها.

وستعمل اللجنة على حصر المخططات والمباني الواقعة في الأودية الرئيسية ومجاريها، ووضع خطة بالمقترحات العاجلة والآجلة الكفيلة بمعالجة أوضاعها في حالة وجود مخاطر متوقعة عليها.

ومن المتوقع أن تقوم اللجنة برفع نتائج عملها إلى الوزارة خلال أسبوعين لدراستها ومناقشتها من قبل الفريق المركزي المشكل لهذا الغرض.

وجاء تشكيل لجنة أمانة محافظة جدة بناء على تعميم وزارة الشؤون البلدية والقروية، الذي طالب بتشكيل هذه اللجنة نظرا لحلول موسم الأمطار في السعودية خلال هذه الفترة واحتمال هطولها بشكل غزير على بعض المناطق، الأمر الذي قد يؤدي إلى جريان بعض الأودية وإحداث بعض التأثير على المناطق السكنية الواقعة في مساراتها أو القريبة منها، وحرصا على حياة الناس وحماية الممتلكات الخاصة والعامة نتيجة تدفق السيول.

وكان الدكتور حسين البار، رئيس لجنة الصحة والبيئة في المجلس البلدي بجدة، قد كشف عن وجود نحو 13 واديا تصب على الجهة الشرقية من محافظة جدة والتي تمتد من شمالها إلى جنوبها.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن هناك عددا من الأودية تصب على أحياء في جدة، والتي من أبرزها وادي «قوز» الذي اشتق منه اسم حي «قويزة»، ويمر في كل من قويزة والمساعدية والجامعة والنسيم والشرفية، مرورا بالمطار القديم وبني مالك وطريق الملك عبد الله.

ولفت إلى أن كلا من وادي عشير والعسلا يمران بمخطط السامر وحي التوفيق والربيع، إلى جانب وادي غليل الذي سمي به حي غليل الجنوبي، إذ يمر بمشروع الأمير فواز وغليل والنزلة، إضافة إلى الصناعية والمستودعات.

وأضاف «يمر سيل وادي بريمان على حي بريمان المعروف والمروة والنزهة، فيما يتفرع قسم منه إلى أحياء الصفا والرحاب وبني مالك مرورا بشارعي الأمير محمد بن عبد العزيز وفلسطين، عدا عن وادي الكراع الواقع أقصى الشمال من جدة والذي يمر بالحمدانية والرحمانية وشمال مطار الملك عبد العزيز الدولي، بينما تتعدد مصباته في البحر من شرم أبحر إلى أبحر الجنوبية غربا». من جانبها، توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة استمرار تواجد تشكيلات من السحب على مناطق وسط وشرق وأجزاء من غرب المملكة، مع فرصة لهطول الأمطار، إلى جانب سماء غائمة جزئيا على المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية تتخللها سحب ركامية رعدية ممطرة.

وأشارت إلى انخفاض في درجات الحرارة على أجزاء من شمال شرق وشرق ووسط السعودية، يصحب ذلك نشاط في الرياح السطحية يحد من مدى الرؤية الأفقية، مع احتمالية تكون الضباب على مناطق شمال وشرق وأجزاء من وسط المملكة والمرتفعات خلال ساعات الليل والصباح الباكر.

وأفادت بأن الرياح السطحية على البحر الأحمر ستكون شمالية غربية بسرعة تتراوح ما بين 18 و40 كلم في الساعة، فيما ستبلغ سرعتها في الخليج العربي ما بين 15 و38 كلم في الساعة، إضافة إلى بلوغ ارتفاع الموج ما بين نصف متر إلى مترين في كل منهما.

وبالعودة إلى أمانة محافظة جدة، فقد شرعت يوم أمس في شق قناة ثالثة لتصريف مياه الأمطار المتجمعة بحي الحرازات مكونة بحيرة في منطقة منخفضة، بعد أن وصلت بها كميات مياه الأمطار إلى ما يقارب 4 ملايين متر مكعب، باتجاه وادي قوز.

من جانب آخر، أعلن الدكتور عدنان باشا الأمين العام لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية أن الهيئة، وبمناسبة عودة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى أرض الوطن سالما معافى، ستكفل 1000 يتيم في أنحاء المملكة العربية السعودية كافة، إلى جانب كفالة أبناء الشهيد الباكستاني فرمان علي خان الذي أنقذ 14 شخصا في سيول جدة الأخيرة، ثم لقي حتفه غرقا.

إلى ذلك، بدأت الأدلة الجنائية اليوم في استقبال ذوي المفقودين من أجل أخذ عينات حمض DNA ومقارنتها بالجثث غير المعلومة الموجودة لدى الدفاع المدني حاليا، لا سيما أن تلك الخطوة قد تسهم في إيجاد بعض المفقودين والتعرف على الجثث التي تغيرت ملامحها ولم يتم التعرف عليها.

وأوضح العميد محمد القرني مدير المركز الإعلامي في الدفاع المدني بجدة لـ«الشرق الأوسط» أن عائلتين اختلفتا على إحدى الجثث، غير أنه تم تحديد ذويها بعد أخذ عينة حمض DNA لكل منهما، مبينا أن هناك أشلاء لجثث لم يتم حتى الآن تحديد هويتها، وأوضح أنه بالنسبة للمفقودين الأطفال، سيتم استدعاء والديهم، فيما سيتم سحب العينة من الأشقاء والإخوة لكبار السن، أو أبناء عمومتهم.

وأعلن عن ارتفاع عدد ضحايا الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة جدة إلى 120 قتيلا بعد العثور على جثة لسيدة يوم أمس، مشيرا إلى أن الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة وجه بضرورة الحصر الدقيق للوفيات والإعلان عنها لاحقا، الذين من ضمنهم الوفيات التي تم تسليمها من قبل وزارة الصحة من دون علم الدفاع المدني بها.

وكشف عن العثور على خمسة مفقودين أحياء من بينهم طفل يبلغ من العمر نحو أربع سنوات، مبينا أن المفقودين الأربعة الآخرين هم من عائلة واحدة، لافتا إلى استعانة الدفاع المدني بخبير يوناني وعدد من الأجهزة الحديثة في عمليات البحث واكتشاف أماكن الجثث، عدا تجهيز نحو 11 مجموعة ميدانية للبدء في العمل معه منذ يوم أمس.

وأضاف أنه تم تحديد ثماني نقاط مخصصة لاستقبال المتضررين الذين لم يتم حصر أضرارهم حتى الآن، عدا إحالة استقبال بلاغات المفقودين إلى الشرطة، مبينا أن إجمالي مبلغ الإعاشة الذي تم صرفه للعائلات حتى الآن بلغ نحو 26 مليون ريال.

وأشار مدير المركز الإعلامي في الدفاع المدني بجدة إلى أنه تم تحديد خمس بحيرات واقعة في شرق جدة وذلك من أجل تركيز البحث فيها بواسطة نحو تسعة ضباط وألف غواص و45 قاربا، تابعين للدفاع المدني.