ارتفاع ضحايا سيول جدة إلى 121.. وانتظار تقدم 17 شخصا لفحص الحمض النووي

فريق وقائي لتقييم الوضع البيئي.. وإعادة تأهيل 31 مسجدا.. وصيانة 8300 متر مربع من ترقيعات الطرق

جانب من جهود الدفاع المدني في البحث عن ضحايا جدد («الشرق الأوسط»)
TT

أكدت مصادر رسمية لـ«الشرق الأوسط» عن تقدم 24 شخصا من ذوي 41 مفقودا للجهات المعنية بهدف إجراء فحص «DNA» لمطابقتها مع نحو 25 جثة مجهولة تم العثور عليها خلال عمليات البحث والإنقاذ، إلى جانب انتظار الأدلة الجنائية تقدم نحو 17 فردا آخرين.

وأعلنت الجهات الأمنية السعودية عن ارتفاع عدد ضحايا الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة جدة مؤخرا إلى نحو 121 قتيلا بعد عثورها على جثة يوم أمس، والتي لم يتم التعرف عليها لتندرج ضمن الجثث المجهولة.

يأتي ذلك في وقت توقعت فيه الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية هبوب رياح نشطة اليوم، الأربعاء، وتستمر حتى السبت المقبل، تتراوح سرعتها ما بين 35 إلى 50 كيلومترا في الساعة، والتي قد تحد من الرؤية الأفقية إلى أقل من كيلومترَين على وسط وشرق وشمال السعودية.

وأشارت إلى تهيؤ الفرصة لهطول أمطار خفيفة إلى متوسطة على شرق المملكة وجنوب الرياض والدوادمي، والتي تصل إلى منطقة مكة المكرمة في الليث والقنفذة مع احتمالية سقوط إمطار خفيفة على جدة.

من جانبه أوضح العميد محمد القرني مدير المركز الإعلامي في الدفاع المدني بجدة أن فريق البحث استعان هذه الأيام بجهاز حديث يعد الأول من نوعه على مستوى العالم، للقيام بعمليات الحصر بالتعاون مع خبير أوروبي.

وقال القرني في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الجهاز يحصر كافة مواقع الوفيات في المنطقة سواء في المقابر أو المستشفيات أو أي موقع آخر، لافتا إلى أنه يجري القيام على وضع المعلومات الخاصة لضمان عمل الجهاز بشكل صحيح.

وأكد أن عمليات البحث ستستمر على مدار شهور إلى أن يتم العثور على جميع المفقودين ومتابعة كافة الحالات، إلى جانب استمرار عمليات حصر الأضرار، والتي بلغت على مستوى العقارات نحو 11 ألفا و146 عقارا، وما يقارب 10 آلاف مركبة، مبينا أن إجمالي المبالغ التي تم صرفها لـ25 ألفا و812 شخصا متضررا وصلت إلى نحو 25 مليون ريال.

وأضاف أن إيواء المتضررين يتم دون تمييز بين سعوديين ومقيمين، مشيرا إلى أن الدفاع المدني على استعداد لتلقي أي شكوى بهذا الخصوص. فيما كشف فهيد بن محمد البرقي المدير العام لإدارة الأوقاف والمساجد بجدة عن إعادة تهيئة نحو 31 مسجدا في أحياء قويزة والصواعد والحرازات والجامعة والأمير فواز والمحاميد والمنتزهات الشرقية، إضافة إلى العدل، وإعادة تأثيثها وفتحها للمصلين مرة أخرى.

ومن جانب آخر انتقد فريق من الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في منطقة مكة المكرمة غياب بعض المؤسسات الحكومية عن الإغاثة في الأحياء المنكوبة في جدة جراء السيول التي شهدتها المحافظة مؤخرا، وذلك عقب زيارة قام بها لتلك الأحياء.

وأكد الدكتور حسين الشريف رئيس فرع الجمعية بمنطقة مكة المكرمة أن الزيارة جاءت للتحقق من المعلومات التي وردت للفرع حول نقص المواد الإغاثية وبعض الملاحظات التي وصلت إلى الجمعية حول تقديم المعونات واقتصارها على فئات دون أخرى.

وبيّن مشرف فرع الجمعية أن الوفد رصد حالة متعلقة ببعض الشباب «العزاب» لم يتمكنوا من الإيواء رغم تضرر شققهم، إلا أنه تم التواصل مع الدفاع المدني لتوفير الإيواء لهم بجهد شخصي من الفريق سعد التويجري مدير عام الدفاع المدني بالسعودية.

ولفت إلى أن الأُسر المتضررة في كيلو 14 تحتاج إلى دعم، لا سيما أن كمية المعونات التي وصلت إليها لم تكن كافية في ظل عدم وصول بعض المؤن الغذائية لعدد من الأُسر حتى الآن.

ونقلت الجمعية الحقوقية خلال الزيارة ملاحظاتها فيما يتعلق بالمعلومات الواردة عن وجود التمييز في الإيواء والإعاشة بين المواطنين والمقيمين وما رصدته من الملاحظات الميدانية، إلى جانب المخاوف من توقف البحث عن المفقودين والاستعدادات في حالة حدوث أي مشكلة في بحيرة المسك.

إلى ذلك أعلنت أمانة محافظة جدة عن إعادة صيانة نحو ثمانية آلاف و300 متر مربع من ترقيعات إسفلتية وهبوطات ونظافة، إضافة إلى الأعمال الضرورية اللازمة لصيانة الطرق. وأوضح المهندس فيصل شاولي مدير عام الطرق أن أمانة محافظة جدة تبذل قصارى جهدها في إصلاح أضرار الطرق، خصوصا في البلديات المتأثرة من مياه الأمطار، على حد قوله.

وأشار إلى أنه في شارع عبد الله السليمان وضمن مشروع الترقيعات الإسفلتية للمحاور الرئيسية تم القيام بأعمال ترقيعات إسفلتية بإزالة الأجزاء التالفة من الإسفلت ووضع طبقة من الإسفلت بسمك 7 سنتيمترات للحفر الموجودة بالشارع والناجمة عن هطول السيول، إضافة إلى إنجاز ألف و300 متر مربع من الترقيعات الإسفلتية تمثل نحو 70 في المائة من العمل الذي ما زال مستمرا.

وأضاف أنه تم إصلاح بعض الهبوطات في طريق المدينة ضمن عقد إصلاح شوارع جدة في المنطقة الواقعة من تقاطع شارع فلسطين إلى سوق الخاسكية بمنطقة البلد ذهابا وإيابا، والتي ظهر على سطح الإسفلت بها الحفر والتلف في عدة مناطق، عدا عن القيام بتكسير الطبقة الإسفلتية وإزالة طبقة ما تحت الأساس، والقيام بتسوية ترابية مع فرد طبقة من أساس متدرج سمك 20 سنتيمترا.

وبيّن أن الأمانة قامت بتكسير الطبقة الإسفلتية وإزالة طبقة ما تحت الأساس بمساحة 63 مترا مربعا من طريق المدينة، وأعمال تسوية ترابية مع فرد طبقة من أساس متدرج سمك 20 سنتيمترا، مع التسوية والدكّ لنفس المساحة، مع وضع طبقة إسفلت 7 سنتيمترات لمساحة 62 مترا مربعا، وأخرى بسمك 5 سنتيمترات لنفس المساحة. وأفاد مدير عام الطرق بأنه تم القيام ببعض الأعمال من بداية الطريق المؤدي إلى مرمى النفايات عند نقطة متابعة صهاريج أمانة محافظة جدة إلى مسافة أربعة آلاف و100 متر، ومتوسط عرض 11 مترا، لا سيما أن هذا الطريق غمر بالمياه في معظم أجزائه وجانبيه.

وأكد على أنه لا يمكن البدء في أعمال الصيانة قبل تصريف المياه وتحويلها عن جسم الطريق الذي أصبح مشبعا تماما، موضحا أن كل ما يمكن عمله الآن هو محاولة فتح مسارات للمياه وردم الحفر وتنظيف سطح الطريق ما أمكن كي تظهر معالمه لمن يستخدمه، ووضع إشارات تحذيرية، فضلا عن فتح ما يمكن من مجارٍ لتسهيل تصريف المياه من سطح الطريق، ومعالجة الأكتاف الترابية.

وتوقع الانتهاء من جميع الأعمال المطلوبة للطريق خلال الأيام العشرة الأولى من شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، مشيرا إلى أن الأمانة قامت حتى الآن بفتح ما يمكن من مجارٍ لتسهيل تصريف المياه من سطح الطريق، ومعالجة الأكتاف الترابية بعمل تسوية ترابية مع الدكّ، وذلك بمساحة 400 متر مربع مع فرد طبقة من أساس متدرج سمك 20 سنتيمترا مع التسوية والدكّ.

وحول منطقة قويزة شرق الخط السريع أفاد شاولي أنه تم تعميد مقاول مشروع ربط القرى التابعة لجنوب محافظة جدة للقيام بأعمال نظافة الطريق وإزالة المخلفات وتسوية الطريق ووضع طبقة من الإسفلت، في ظل الانتهاء من نظافة وتسوية الطريق بمساحة ثلاثة آلاف متر مربع، متوقعا الانتهاء من جميع الأعمال في الثامن من يناير المقبل.

وأردف قائلا: «في نفس ذلك التاريخ سيتم الانتهاء أيضا أعمال امتداد شارع جاك الذي يحتاج إلى أعمال نظافة وإزالة مخلفات وتسوية ووضع طبقة من الإسفلت بعد الانتهاء من نحو ثلاثة آلاف متر مربع منه، عدا عن القيام ببعض أعمال ترقيعات إسفلتية بمساحة إجمالية وصلت إلى 80 مترا مربعا في طريق الخدمة بجوار كارفور بطريق الملك عبد الله».

وفي السياق ذاته كلفت الشؤون الصحية بجدة فريقا وقائيا متخصصا لتقييم الوضع البيئي في الأحياء المتضررة بهدف ووضع الخطة الوقائية بناء على التقييم البيئي لتلك الأحياء، وذلك بحسب ما ذكره الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية بجدة.

وأشار إلى أنه تم تشكيل لجنة طبية كوّنت بدورها فرق عمل ميدانية متحركة وثابتة في المناطق المتضررة منذ اليوم الأول لهطول المطر، والتي تم توزيعها على الأحياء بحسب المساحة والكثافة السكانية. وأضاف: «تم تكليف نحو ثلاث فرق ثابتة وفرقة متحركة في حي قويزة، بينما تحركت فرقتان، فرقة متحركة وفرقة ثابتة، إلى حي كيلو 14 وفريق متحرك إلى الصواعد، عدا عن 14 فريقا متحركا إلى مراكز الإيواء».

وذكر أنه تم تشكيل فريق عمل متخصص في الطب النفسي ليقوم بالزيارة والمتابعة المستمرة للمواطنين والمقيمين من المتضررين في أماكن سكنهم الإيوائي بالشقق المفروشة، ومن ثم معالجة حالاتهم النفسية وبث الطمأنينة في نفوسهم بعد تعرضهم للصدمة مما حدث لهم ولأسرهم.

وأعلن عن وضع خطة لمواجهة حدوث أي إصابات بمرض حمى الضنك ومنع حدوث تلوث مياه الشرب من خلال أخذ عينات من خزانات المياه في المنازل والمدارس بالمناطق المتضررة، لافتا إلى أنه تم التأكد من خلوها من الجراثيم.

وأوضح مدير الشؤون الصحية بجدة أن إدارة الرعاية الصحية الأولية عقدت دورة تدريبية تنشيطية لجميع فنيي الوبائيات بهدف تدريبهم على تطبيق خطة العمل حول كيفية أخذ عينات المياه من خزانات المياه الأرضية في المدارس والبيوت لعمل مسح شامل بتلك الأحياء.