قبل 72 ساعة على التصويت.. «بيزنس» انتخابات غرفة الشرقية يشتعل

مرشحة يُطلب منها 100 ألف ريال.. وآخر يكتفي بـ«مع السلامة»

TT

وسط ترقب الأوساط الاقتصادية شرقي السعودية لبدء عملية التصويت لمرشحي انتخابات مجلس إدارة غرفة الشرقية، المقرر انطلاقها صباح السبت المقبل، نشطت في الأيام الأخيرة جماعات تعمل وفق ما وصفه البعض بـ«بيزنس الانتخابات»، وتقوم على محاصرة المرشحين لإغرائهم بإمكانية دفع الناخبين للتصويت لهم نظير مبالغ مالية، بالإضافة إلى عروض بيع الأصوات من الناخبين أنفسهم، وهو ما وجده معظم المرشحين عملية أشبه ما تكون بـ«بيع سمك في الماء».

وكشفت المرشحة فوزية الكري، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تلقت اتصالات كثيرة من جهات مختلفة، ممن وصفتهم بالذين «يتصيدون أوقات الانتخابات ليتمكنوا من تكوين ثروة»، وأضافت: «اتصل بي أحدهم وقال لي إن لديه 100 سجل تجاري، عارضا عليّ شراء الصوت الواحد بألف ريال، لكني قلت: لو كان لدي 100 ألف ريال لما أعطيتكم إياها».

وتصف الكري مثل هؤلاء الأشخاص بأنهم «محتالون ومخادعون»، مضيفة: «مثلما حادثني هذا المتصل فبالتأكيد سيحادث غيري»، وأكدت أن البعض أصبح يستثمر هذه الفترة لممارسة نوع من التجارة غير المشروعة، وتساءلت ساخرة: «إنسان لا توجد لديه أي مصداقية لماذا أصدقه؟».

ويؤكد ذلك مرشح آخر من فئة التجار (فضّل عدم ذكر اسمه)، والذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه تسلم عدة اتصالات ورسائل على الجوال من ناخبين يعرضون بيع أصواتهم مقابل مبالغ مالية، وأضاف: «سعر الصوت الواحد وصل إلى 3000 ريال!»، في حين أفاد بأن بعض المرشحين تفرغوا أيضا لعقد صفقات مع الناخبين ومحاولة التأثير عليهم بتقديم العروض المغرية والخدمات التجارية، إلا أنه استدرك بأن دلائل إثبات ظاهرة بيع وشراء الأصوات تبقى عملية صعبة. من جهته، أوضح المرشح غسان النمر، لـ«الشرق الأوسط» وجهة نظره قائلا: «سمعنا أن بعض المرشحين يشترون الأصوات ولكن لم نرَ ذلك بالعين، فلربما هذه أقاويل بلوتارية أو أن هناك ناسا بسطاء يستغلون ظرف الانتخابات الآن لخلق منافسة بين الأطراف والحصول على مكسب غير مشروع»، ويضيف: «مثل هذا الأصوات غير مجدية لأنه غير موثوق فيها».

وعن أسباب ذلك، يقول النمر: «بعض المرشحين غير معروف أو لا يملك علاقات جيدة أو غير موثوق فيه، بالتالي يستغلونه بطريقة (ادفع ونحضر لك الأصوات)»، وبسؤاله إن كان قد تعرض لمثل هذه المحاولات أكد أن هذه الأمور قد تحدث في أي انتخابات، إلا أنه يجب عدم الاستجابة لها، بحسب قوله.

في حين يرى المرشح خالد العمار، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن أي شخص استغلالي سيلقى شريحة تتجاوب معه، وأضاف: «المرشحون المقتنعون بأنفسهم ليسوا بحاجة إلى هذا الأمر»، وفي ما يخص تعامله تجاه ذلك يقول: «لا نأخذ ونعطي معهم، فبمجرد أن يقول الشخص: لدي طلبات، أقول له: شكرا ومع السلامة».

وعن إمكانية التخوف من أن تؤثّر مثل هذه الأقاويل والممارسات على نتائج الانتخابات المقبلة ومدى اعتماد بعض المرشحين عليها، يكتفي العمار بالقول: «بالإمكان توجيه السؤال إليهم!»، وأضاف: «أصلا لا يوجد وقت لذلك، الساعة تفرق معنا الآن، لذا نحاول التركيز على العملاء الذين تربطنا بهم علاقات جيدة بدلا من الالتفات إلى هذه الأمور».

وكانت مجموعة من مرشحي انتخابات غرفة الشرقية قد قاموا بعدة زيارات لمحافظات المنطقة هذا الأسبوع، بهدف الحصول على أكبر دعم من الناخبين الموجودين فيها، في حين فضلت نسبة كبيرة منهم الوجود الإلكتروني عبر المواقع الشخصية والشبكات الاجتماعية، وبخاصة «فيس بوك»، وهو ما أجمعوا في حديثهم لـ«الشرق الأوسط» على أثره الكبير في التعريف بهم ونشر برامجهم وأهدافهم الانتخابية، إلى جانب القوائم البريدية التي ضم معظمها التعريف بجدول ومواعيد التصويت.

يُذكر أن اللجنة المشرفة على انتخابات غرفة الشرقية للدورة السادسة عشرة، حددت يوم 19 من الشهر الحالي موعدا لبدء التصويت لـ36 مرشحا ومرشحة، يمثلون 26 مرشحا عن فئة التجار، وعشرة مرشحين عن فئة الصناع، ومن بينهم 3 سيدات، بحيث تتوزع عملية الانتخاب على محافظات المنطقة: الخفجي، والقطيف، وحفر الباطن، ورأس تنورة، والجبيل. أما يوم الاثنين فسيكون التصويت لسيدات الأعمال في المركز النسائي لغرفة الشرقية، فيما سيكون التصويت يومَي الثلاثاء والأربعاء في مركز غرفة الشرقية الرئيسي على طريق الدمام ـ الخبر.