انهيار جزئي لأول قصر ملكي سعودي في مكة المكرمة

«السقاف» شيد قبل 84 عاما

TT

تعرض أول قصر سعودي ملكي في عهد الملك عبد العزيز آل سعود في مكة المكرمة إلى سقوط أجزاء كبيرة منه، وانهيار الواجهة الأمامية له، جراء ما وصفته قيادات الدفاع المدني في مكة المكرمة بأنه عائد لقدم المبنى وتهالكه، كاشفةً أنها رسمت شريطا للأجزاء المنهارة بغية تحديد الأماكن التي سقطت والآيلة كذلك للسقوط.

قصر «السقاف» التاريخي، والذي بني في عهد الملك عبد العزيز قبل 84 عاما، جرت عليه محاولة ترميم وصفتها جهات تاريخية بـ«الضعيفة»، إبان الاحتفالات السعودية بمئوية توحيد الديار السعودية، حيث تعرض هذا القصر كذلك إلى حريق قبل ثلاثة أعوام، وهو ما أسهب في تعرض هيكله لهزاتٍ قوية، حيث انهارت بالأمس (الأربعاء) أجزاء من واجهة قصر السقاف الكائن في مكة المكرمة، في حي المعابدة المجاور لأمانة العاصمة المقدسة.

من جانبه، أوضح المقدم علي المنتشري، الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني في العاصمة المقدسة أن فرق الدفاع المدني تلقت بلاغا عن انهيار في قصر السقاف في حي المعابدة وعلى الفور تحركت الآليات إلى موقع الحادث وعمل شريط على الجزء المنهار، مشيرا إلى أن مساحة الجزء المنهار تبلغ 45 مترا نتيجة قدم المبنى، مفيدا أنه لم ينتج عن الحادث أي خسائر مادية أو بشرية.

إلى ذلك أوضح الدكتور فواز الدهاس، أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى، لـ«الشرق الأوسط» أن القصر يعد المقر الرئيسي والرسمي في عهد الملك عبد العزيز آل سعود، حين ضم الحجاز، واستمر مقرا رسميا في البلاد حتى عهد الملك فيصل بن عبد العزيز، مشيرا إلى أن القصر هو المكان الرئيسي للدولة في استقبال الوفود والقبائل، وكبار الشخصيات، والملوك والرؤساء.

وأضاف الدهاس أن قصر السقاف عرف تاريخيا بالقصر الملكي في «المعابدة»، وهو أحد أكبر أحياء مكة القديمة، وكانت المعابدة آنذاك أحد الأحياء الخارجة عن مركزية مكة المكرمة، حيث كانت من سياسة الملك عبد العزيز، في بناء قصور الحكم، أن لا تشكل عبئا وازدحاما على الحياة اليومية والنمطية للمواطنين، كما هو الحال في قصور الزاهر التي بنيت خارج النطاق العمراني.

وأبان أن القصر الملكي في المعابدة هو مجموعة من عدة قصور بنيت عام 1346هـ واستمر بناؤه ولم يكتمل حتى قبيل وفاة الملك عبد العزيز، وحتى تقريبا عام 1373هـ. وزاد «يوجد في القسم الجنوبي منه قصر الملك سعود، وبقية القصر عبارة عن قاعات ومجالس كبيرة وفي الجزء الخلفي تأتي دور وإقامة العائلة الملكية».